توقيت القاهرة المحلي 10:49:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«ها نحن نحن»!

  مصر اليوم -

«ها نحن نحن»

حسن البطل

هذا من الشعر في الشعر: «عادوا ليحتفلوا بماء وجودهم، ويرتّبوا هذا الهواء / ويزوّجوا أبناءهم لبناتهم» .. عن حياة الشعب.

هذا عبد الله أبو شرارة
لطبيب الأطفال هذا ثلاثة أطفال أنجبهم، جميعاً، بعد عودته وزواجه. هذه هي من حياة جده إلى مستقبل يراه لأولاده:
ولد جدّي لأبي، والذي أحمل اسمه، كما عاش تحت الحكم التركي، ثم جُنّد في الجيش العثماني ليخدم في اليمن لما يقارب العشرين عاماً، ثم عاد مشياً الى فلسطين بعد الحرب العالمية الأولى مُصطحبا معه، الى جانب من بقي على قيد الحياة من المجندين، ابنا من زوجة يمنية، ليموت بالحمى قبل أن يتم العشرين. تزوج جدّي في ظل الانتداب البريطاني وأنجب أبي وخمس بنات، ثم مات جدي قبل ان يعرفه أبي تحت الانتداب البريطاني.
عاش أبي تحت الانتداب البريطاني قبل النكبة، ثم تزوج في ظلّ الحُكم الأردني. ولدت أنا ايضا أثناء الحكم الأردني، ونزحت طفلا مع أخ لي إلى الأردن أثناء حرب عام ١٩٦٧، وظلت أسرتي في الضفة الغربية تحت الحكم الإسرائيلي. عدت من الأردن بلمّ شمل من الحكم الإسرائيلي. انفجر شريان في رأس أبي ومات خلال أربعين دقيقة على سرير في مستشفى بينما كان الأطباء ينظرون اليه، ولم يكن قد بلغ الخمسين تحت الحكم الإسرائيلي.
كبرت، سافرت وصرت طبيباً وعدت وعملت تحت الحكم الإسرائيلي. سافرت تخصصت ورجعت تحت الحكم الإسرائيلي. تزوجت وانجبت ثلاثة أطفال يكبرون تحت الحكم الإسرائيلي. اصبحنا نحن والسلطة الفلسطينية لما يزيد على عقدين تحت الحكم الإسرائيلي. دارت مفاوضات السلام لأكثر من عقدين مع الحكم الإسرائيلي.
لقد قيل كذب المُنجّمون، إلا أنني أتنبأ أن أعيش وأولادي، اذا بقوا في البلد، والسلطة تحت الحكم المشترك لدولة اسرائيل ودولة يهودا والسامرة للمستوطنين.
٩٠٪ من شعري الآن أببيض.
ربما أعقب على قصته بالقول: «عادوا مع أطراف هاجسهم إلى جغرافيا السحر الإلهي»!

هذه سماء فيصل قرقطي
عاد أطفال فيصل قرقطي الثلاثة: حسام، سلام .. وسماء. كان فيصل، الفلسطيني السوري، قد تزوج من وفاء الفلسطينية اللبنانية، على متن سفينة الخروج من طرابلس - لبنان. كان والده، الذي مات في مخيم درعا، قد تزوج من الفتاة راحيل، العراقية اليهودية الأب، والسورية اليهودية الأم .. قبل النكبة بقليل. ماتت راحيل، تحت اسم فدوى في المنفى السوري قبل موت زوجها.
ولد حسام وسلام في تونس، وولدت سماء في قبرص و«عادوا من آخر النفق الطويل الى مراياهم / وعادوا حين استعادوا ملح اخوتهم».
ترعرع اولاد فيصل وكبروا وشبّوا، وتخرجوا من جامعة بيرزيت، بعضهم في حياة والدهم، وبعضهم بعد رحيله.
«هل نحن شعب أم نبيذ للقرابين الجديدة / يا نشيد : خُذ العناصر كلها / واصعد بنا / سفحاً فسفحاً».
نحن شعب، من جد عبد الله الى جدّ سماء، لأن «الأرض تورث كاللغة، ولأن حسام خطب فتاة من أهل البلد، ولأن سماء خطبها شاب من اهل البلد، ولأن الحياة في الوطن هي أن «يزوجوا أبناءهم لبناتهم».
لعلني كنت أكثر الحاضرين في خطبة سماء قرباً الى صديقي الأثير فيصل؛ من مخيمات سورية الى الانخراط في م.ت.ف، وإلى الزمالة في الإعلام .. والى العودة سوياً الى أرض البلاد.
وأنا أكتبُ، قرأت لواحد اسمه عماد على «الفيسبوك»: «هذه نتيجة اسلوا (هكذا) اللعينة، فليذهبوا إلى الجحيم وأسلوا (هكذا) تاعتهم».
عادوا، وذابوا في ماء الشعب، كما يذوب الملح او كما يذوب السكر .. أو كما قال الشاعر: ان الزهور تلد من الصخور.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ها نحن نحن» «ها نحن نحن»



GMT 04:32 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

ما قال... لا ما يقال

GMT 04:30 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

وزن تأريخ الأردن في التوجيهي 4 علامات.. أيعقل هذا ؟!

GMT 04:27 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 04:24 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

GMT 04:22 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والصراع على الإسلام

GMT 04:19 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

عن الحيادِ والموضوعيةِ والأوطان

GMT 04:16 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

أين يُباع الأمل؟

GMT 04:11 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

الجميع مستعد للحوار

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لجعل المطبخ عمليًّا وأنيقًا دون إنفاق الكثير من المال

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 19:37 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مصر تُخطط لسداد جزء من مستحقات الطاقة المتجددة بالدولار
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon