توقيت القاهرة المحلي 22:43:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إسرائيل و"حماس".. نحو أوسلو 2

  مصر اليوم -

إسرائيل وحماس نحو أوسلو 2

حسن البطل

ماذا أفعل؟ أنا سيئ الظن بسياسة حركة "حماس" ـ الفرع، وبالتالي بالحركة ـ الأصل "الإخوان المسلمون".. وبالتالي بالحركات والأحزاب الإسلاموية ـ الجهادية!
كتبت مقالاً في 12 تموز معنوناً "ضد المقاومة الدينية ومع المقاومة الوطنية"، ومرّ شهر تخللته هدن مخروقة، وهدنتان من 72 ساعة، وقد تليهما هدنة ثالثة ورابعة، معدودة بالأيام.. ثم بالسنوات، علماً أن "حماس" اقترحت، قبل حروبها الثلاث في غزة مع إسرائيل، "هدنة" مديدة من خمس سنوات.. وحتى عشر سنوات.. وأكثر، لقاء شروط ومطالب، سنجد بعض صداها في ما أصبح شروط الوفد الفلسطيني "الموحد" الذي يفاوض المصريين، الذين يفاوضون الإسرائيليين.
المعابر، مدى الصيد البحري، المناطق العازلة أمام الجدار، والمطار والميناء، كلها كانت متوفرة قبل سيطرة "حماس" على قطاع غزة.
نعم، يذمُّون أوسلو ويمدحون المقاومة، علماً أن فصائل معارضة لأوسلو انضمت، عملياً ولاحقاً، إلى انتخابات وفق أوسلو، بما فيها انتخابات 2006 التي أسفرت عن فوز "حماس" فوزاً كاسحاً.
الآن، تشارك فصائل المنظمة، الرئيسية في الأقل، في وفد يفاوض بالقاهرة على شروط تهدئة هل نسميها: أوسلو 2؟
السؤال هو: كيف تخرج حماس، ومعها الفصائل والسلطة والشعب، من فخ نصبه شارون بالانسحاب الأحادي من غزة!
يبدو لي أن ما يهم "حماس"، وتحت غطاء فصائلي، هو أن تفاوض إسرائيل بصورة غير مباشرة، كما وافقت على حكومة "وفاق" تعترف بشروط أوسلو الأولى.
أوسلو الأولى كانت نتيجة مفاوضات قادتها "فتح" التي قادت الفصائل في الكفاح المسلح، وفي الحروب والانتفاضات، وشارك مع "فتح" في أول انتخابات أوسلوية 1996 حزب صغير وفصيل صغير.. ثم لحقت بهما بقية فصائل م.ت.ف وحتى حركة "حماس" في انتخابات 2006.
فريق أوسلو ـ 1 فاوض ويفاوض إسرائيل مباشرة، أو عبر الوسيط الأميركي لكنه يتحمل اللوم لأن زمن أوسلو المفترض لتسوية تقود إلى حل تضاعف من 5 سنوات إلى 20 سنة دون حل. ويتحمل اللوم أيضاً لأنه ينسق مع إسرائيل (كأن كل مدد وإسناد الضفة لمقاومة غزة كان سيتم دون تنسيق؟).. وأخيراً، لأنه، رسمياً، مع "مقاومة شعبية" لا مع "مقاومة مسلحة".. وصاروخية كما في حروب إسرائيل على غزة تحت حكم "حماس"!
هل تتذكرون كيف شاركت التباساً م.ت.ف في مؤتمر مدريد؟ وكيف فاوضت في واشنطن بوفد يمثلها وليس من أعضائها؟ وكيف فاوضت مباشرة في أوسلو؟
يبدو لي أن ما يهم "حماس" هو من يفاوض (ولو بشكل غير مباشر) أي من يمثل الشعب، وبما أنها تقود مقاومة غزة، وكانت فازت في الانتخابات، فهي ترى في نفسها ممثلاً للشعب أو شريكاً أو وريثاً لسلطة أوسلو.
قبل مفاوضات مدريد وواشنطن.. وأوسلو، كانت للمنظمة "قناة اتصال" بالأميركيين أسفرت عن اعتراف أميركا بها، و"قناة اتصال" بإسرائيل أسفرت عن مفاوضات أوسلو الأولى والمباشرة.
يبدو لي أنه، تحت غطاء فصائلي ومقاومة صاروخية وغير صاروخية، ستكرر "حماس" ما فعلته فتح والمنظمة، أي "قناة اتصال" بإسرائيل تسفر عن هدنة، دون غطاء وفد فصائلي، وحتى دون غطاء دور وسيط مصري.
كيف سيتم "الربط" بين "ضفة" محكومة بأوسلو الأولى ذات المفاوضات المباشرة، و"غزة" المحكومة بأوسلو 2 ذات المفاوضات غير المباشرة؟
تقول "حماس" بنموذج حزب الله، لكن لبنان الدولة المستقلة غير فلسطين الساعية للاستقلال، علماً أن مشروعية حروب حزب الله غير مقبولة دولياً، بينما مشروعية المقاومة في فلسطين مقبولة دولياً من حيث المبدأ في الأقل.
***
كان والدي، رحمه الله، يرتّل بصوته الفضي في صلاة الصبح بخاصة "ربنا ولا تَحْمِل علينا إصْرَاً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به" إلى "لا يكلّف الله نفساً إلاّ وسعها".
ضحايا غزة يعادلون، نسبة للسكان، أن تخسر أميركا في الحرب 3 ملايين مواطن أو جندي، وهو ما لم تخسره في حروبها منذ استقلالها عن بريطانيا إلى حروبها العالمية كافة.
ماذا لو كانت "حماس" بعد فوزها في انتخابات 2006 أعلنت ما تعلنه الآن من شروط للهدنة والتهدئة.. والتسوية المنفردة.. وأوسلو 2؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل وحماس نحو أوسلو 2 إسرائيل وحماس نحو أوسلو 2



GMT 15:32 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

سوريا.. التاريخ والسياسة

GMT 15:30 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الفائزون فى 3 مباريات

GMT 09:30 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

ويْكَأن مجلس النواب لم يتغير قط!

GMT 08:32 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الثلج بمعنى الدفء

GMT 08:29 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

فرنسا وسوريا... السذاجة والحذاقة

GMT 08:27 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

التكنوقراطي أحمد الشرع

GMT 08:25 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

جدل الأولويات السورية ودروس الانتقال السياسي

GMT 08:23 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

ليبيا: لا نهاية للنفق

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon