توقيت القاهرة المحلي 12:50:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اختلفت "حرب الصورة" في القدس وفلسطين

  مصر اليوم -

اختلفت حرب الصورة في القدس وفلسطين

حسن البطل

هل تابعتم أهداف المونديال البرازيلي الأخير؟ حيث الأهداف والمخالفات بالسرعة البطيئة جداً (١٣٠ صورة في الثانية) بينما الصور المتحركة سينمائياً تكتفي بـ ٢٤ صورة في الثانية.
وثّق المصورون الأوائل، بدءاً من العام ١٨٣٩، صورا فوتوغرافية، وكانت كل صورة تحتاج ١٠ - ١٥ دقيقة في ضوء النهار .. ودون حركة، وبعد إعداد المسرح جيداً.
المصورون الأوائل قصدوا القدس، ووثقوا صور مقدساتها وأسوارها وحياتها اليومية .. ولكن بعين هؤلاء، لا ترى سوى البحث عما يثبت ما جاء في التوراة والإنجيل، أي أن المصور كان يحمل أفكاراً مسبقة ترتبط بتصاعد الاهتمامات بالدراسات التوراتية والإنجيلية الأوروبية، خاصة أن المبشرين شكلوا جزءاً مهماً من مصوري فلسطين في القرن التاسع عشر. إنها جاذبية الأرض المقدسة.
على هامش "اليوبيل الذهبي" لاتحاد الصحافيين العرب (القاهرة ١٩ - ٢٢ تشرين الثاني) وزّع الباحث هشام كايد الرجبي - من القدس كتيباً مصوراً معنوناً "حكايات مقدسية ترويها الصور" وحمل الكتيب، اكثر من مائة صورة فوتوغرافية قديمة عن الحياة في القدس وفلسطين بعنوان "الراوي".
الندوة على هامش اليوبيل، كانت ثمرة تعاون بين المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) واتحاد الصحافيين العرب، واللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، وأخذ المعرض اسم "الراوي"، شركة الاتصالات الوطنية الفلسطينية تقول "انت الراوي" والمعرض يقول إن المصورين الأجانب غالباً كانوا هم "الرواة" ولم يكن بعضهم محايداً. لماذا؟
- طغيان تصوير المواقع الدينية.
- تجنب تصوير السكان المحليين .. ما أمكن!
- تصويرهم، غالباً بطريقة تؤكد صحة الرواية والتراث الإنجيلي والتوراتي.
- غياب صور النساء.
- تصوير المواقع ذاتها ومن الزوايا ذاتها باستمرار.
كان الهدف هو المقارنة بين تعريف أوروبا لذاتها كحضارة، والحياة المتخلفة في الأرض المقدسة. مثلاً، كثير من الصور لأناس مقدسيين مرضى "بالبرص"، أي تأكيد أن أناس فلسطين عموماً هم متخلفون. هذا تجاهل للطاعون الأسود الذي فتك بربع سكان أوروبا مثلاً.
معظم الصور لمدينة القدس تشير الى أنها فارغة وبيوتها مهجورة، وشوارعها تسكنها الأشباح لتأكيد الزعم "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض".
صور الكتّيب المنشورة تنقل للمشاهد عينات من الصور تتراوح بين الأعوام ١٨٥٦ وحتى الاحتلال الإسرائيلي ١٩٦٧. مصور لئيم صور فلسطينياً في الحرم القدسي عام ١٨٨٠ وهو يؤدي الصلاة عكس اتجاه القبلة الإسلامية، أي دفع مالاً لرجل مُعدم ليسجد ١٥ دقيقة بلا حراك مقابل بعض المال. أيضاً، لا بد من صور الأغنام والجمال وهي تطلّ من بوابات سور القدس (لقطة ثابتة من ١٠ - ١٥ دقيقة؟).
لا مقارنة بين ما كان عليه التصوير وما صار إليه، ولا بين صورة القدس العتيقة وصور القدس الحديثة.
القدس العتيقة جميلة ليس فقط في الأغنية والقصائد، وكذا الأمر في الخليل ونابلس، وحتى بعد الاحتلال الإسرائيلي قام الأردن بكساء قبة الصخرة بالذهب لتغدو اكثر جمالاً وبريقاً.
نعرف أن "حرب الرواية" هي جزء من الصراع، وأن "حرب الصورة" القديمة كانت جزءاً منه .. والآن، فإن صور القدس، منذ الانتفاضة الاولى مثلاً، تعطي "حرب الصورة" ما ينقصها من "حرب الرواية".
المعرض اشتمل على ١٢٠ صورة فوتوغرافية، قديمة ونادرة، ومنها ١١٥ صورة لمدينة القدس، وخمس صور لمدينة الخليل، ولوحتا رسم استشراقي.
الاحتلال الإسرائيلي ليس هو من بنى أزقة القدس العتيقة وبيوتها الجميلة، ولا مقارنة بين جمالها الأخاذ والتاريخي، وصور الأحياء والمستوطنات التي تحيق بالقدس، وهي بشعة، وأشبه بصف وأرتال من الجنود، وعمارة لا علاقة لها بالمعمار العربي والإسلامي والشرقي الذي يحج إليه السياح، وخاصة في مدن الأندلس.
الآن، صورة القدس تختلف، الآن "حرب الرواية" و"حرب الصورة" تختلف، ولأن الناس يختلفون من مواجهة مع جنود الانتداب، إلى مواجهة مع جنود الاحتلال، ومن البيوت العتيقة إلى بيوت المستوطنات.
صورة الفلسطيني تختلف من نزوح النكبة والنكسة إلى صورة الفلسطيني فدائياً ومنتفضاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اختلفت حرب الصورة في القدس وفلسطين اختلفت حرب الصورة في القدس وفلسطين



GMT 08:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 07:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

بشار في دور إسكوبار

GMT 07:01 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

«وشاح النيل»

GMT 07:00 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وَمَا الفَقْرُ بِالإِقْلالِ!

GMT 06:59 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الزمن اللولبي

GMT 06:58 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 06:57 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

جنين... اقتتال داخل سجن مغلق

GMT 06:55 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سمية الألفي تكشف السبب من وراء بكاء فاروق الفيشاوي قبل وفاته

GMT 10:56 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسلات إذاعية تبثها "صوت العرب" فى نوفمبر تعرف عليها

GMT 23:21 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

أهم النصائح للعناية بالشعر في المناطق الحارة

GMT 08:55 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

حارس ريال مدريد السابق يعلن شفاءه من فيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon