توقيت القاهرة المحلي 13:23:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المشروع الفرنسي لقرار ملزم أم "بيان رئاسي" !

  مصر اليوم -

المشروع الفرنسي لقرار ملزم أم بيان رئاسي

حسن البطل

"طرقتُ وجهَكِ ألتمسُ به طُرقي/ طرقتُ الريحَ والطّرقا" (أدونيس)
***
الطريق إلى مفاجأة أوسلو مرّ بباريس. عرفات طرق الباب بكلمة "كادوك ـ متقادم" وباجتماع بباريس مع أركان اليهودية العالمية.
عرفنا، من زيارة رئيس السلطة إلى باريس، أن الطريق الفلسطيني إلى مجلس الأمن يمرّ، أيضاً، بباريس، حيث أشار الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند: "يتعيّن علينا أن نقول، بكل وضوح، بقرار سيعرض على مجلس الأمن، يمهّد الطريق للتوصل إلى حلّ دائم للنزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي".
السؤال: هل ستعرض فرنسا مشروع قرار، منفردة أو بالاشتراك، أم ستدعم مشروع قرار فلسطيني ـ عربي لإنهاء أطول احتلال معاصر، خلال سقف زمني مداه ثلاث سنوات.. أم سيكون على مجلس الأمن التصويت على المشروع الفرنسي والمشروع الفلسطيني؟
منذ فشل الطريق الأميركي إلى الحلّ؛ ومنذ احتكرت واشنطن "طريق أوسلو" بلور رئيس السلطة خطة ثلاثية تبدأ باستمزاج رأي أميركا، وتنتهي بانضمام فلسطين إلى المعاهدات والاتفاقات والمنظمات الدولية كافة.
جواب واشنطن على الاستمزاج الفلسطيني كان باباً موارباً، أو متحفظاً أقرب إلى الرفض، بذريعة مشاورة إسرائيل أولاً؟
عندما طرقت السلطة باب مجلس الأمن سعياً لقرار الاعتراف بفلسطين دولة امتنعت الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن عن تزكيته؛ فطرقت فلسطين أبواب الجمعية العامة، وحصلت على عضوية دولة مراقبة.
في الدورة الوشيكة للجمعية العامة، لن يطلب رئيس السلطة تصويتاً آخر، بل سيعرض خطته ثلاثية المراحل، التي صارت خطة عربية بقرار من دول الجامعة العربية.
الطريق إلى مشروع قرار يصدر عن مجلس الأمن يمرّ بباريس ذات العضوية الدائمة في المجلس. قد ينقض صوت واشنطن مشروع قرار فلسطيني ـ عربي لكن، وعلى الأرجح، لن تمارس واشنطن حق النقض على مشروع قرار فرنسي.. إذا كان المشروع سيصدر ببيان رئاسي عن مجلس الأمن، دون حاجة للتصويت!
"نعرف، جميعاً، معايير الحل" كما قال الرئيس هولاند وحلّ "الدولتين" هو المعروف عالمياً، ورئيس السلطة يريد من مجلس الأمن أن يحدد "سقفاً زمنياً" لإنهاء الاحتلال، خلال ثلاث سنوات مثلاً.
كان هناك "سقف زمني" لمهمة كيري من تسعة شهور؛ وكانت خطته هي سقف زمني مطّاط لتنفيذ الحل، وكانت قاعدة الحلّ منذ اقترحها الرئيس بوش الابن عام 2004 هي "دولتان لشعبين" ومنذ ذاك الزمن فشلت واشنطن مرتين عامي 2008 و2014 في تحديد "سقف زمني" لإنهاء الاحتلال.
مجلس الأمن كان قد حدّد سقفاً زمنياً لإنهاء احتلال جنوب أفريقيا لناميبيا.. وتمّ ذلك. وحدّد سقفاً زمنياً لاستفتاء على استقلال جنوب السودان.. وتمّ ذلك. لماذا يبقى الاحتلال الإسرائيلي والاستقلال الفلسطيني هو الاستثناء.
أخفق الاستقلاليون الاسكتلنديون في استفتاء على الاستقلال عن المملكة المتحدة.. ولكن هذا الإخفاق كان بفعل الدهاء الإنكليزي الشهير، الذي عرض "رشوة" بتوسيع الحكم الذاتي لاسكتلندا (وويلز، وايرلندا الشمالية) بينما إسرائيل لا تفكّر حتى بتوسيع الحكم الذاتي الفلسطيني لا خارج المنطقة (أ) ولا حتى ضمنها!
إذا وافق مجلس الأمن على "بيان رئاسي" غير ملزم يحدّد سقفاً زمنياً لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، فعلى الأرجح سيقترح استفتاء الفلسطينيين على الاستقلال، خلال ثلاث سنوات مثلاً.
قد وافق الفلسطينيون، رسمياً، على تعديلات حدودية متكافئة ومتساوية، لكنهم يطلبون مفاوضات لترسيم الحدود لتكون "على حدود خطوط العام 1967" وليس وفق تقسيمات أوسلو (أ.ب.ج) أو حكم ذاتي موسّع، أو حتى دولة فلسطينية لا تشمل المنطقة (ج) البالغة مساحتها 60% من الضفة، كما هو جوهر اعتراف نتنياهو بحلّ الدولتين في خطابه بجامعة بار ـ إيلان.
كما كان غير جائز استفتاء شمال السودان على استقلال جنوبه عنه، أو استفتاء سكان جنوب أفريقيا على استقلال ناميبيا، أو استفتاء سكان إنكلترا على استقلال اسكتلندا؛ فغير جائز استفتاء سكان إسرائيل على استقلال فلسطين وحقها في تقرير مصيرها.
صحيح أن الرئيس ديغول استفتى سكان فرنسا على استقلال الجزائر، لكن هذا لأن فرنسا اعتبرت الجزائر أرضا فرنسية رسمياً، لكن إسرائيل لم تعلن، رسمياً، ضم كل الضفة لإسرائيل لأسباب ديمغرافية يهودية، وعندما قرّرت الانسحاب من غزة لم تجر استفتاء لشعبها.
القس الأسود الأميركي مارتن لوثر كنغ قال: "لديّ حلم" ولدى الفلسطينيين حلم وخطة أيضاً!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المشروع الفرنسي لقرار ملزم أم بيان رئاسي المشروع الفرنسي لقرار ملزم أم بيان رئاسي



GMT 12:55 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيديوهات غبية في هواتفنا الذكية!

GMT 12:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

«الداخلية» توضح دورها على طريق ديروط - أسيوط

GMT 12:50 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عراب كامب ديفيد.. الانقلاب على الإرث المر!

GMT 12:48 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محاكمة الساحرات

GMT 07:48 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مفكرة القرية: الإلمام والاختصاص

GMT 07:47 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 07:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 07:45 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الهجوم الإخواني على مصر هذه الأيام

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 11:41 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ميتسوبيشي تعلن طرح "إي إس إكس" 2020 أيلول المقبل

GMT 07:09 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

معرض بريطاني فوتغرافي للهاربين من نار النازية

GMT 23:36 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

بورصة تونس تقفل على ارتفاع بنسبة 41ر0 %

GMT 03:43 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

رنا سماحة تستعد لطرح أحدث أغانيها "مكسورة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon