توقيت القاهرة المحلي 12:56:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"خزعة" من بيضة الكون؟

  مصر اليوم -

خزعة من بيضة الكون

حسن البطل

مقاربة أسئلة استهلالية: نسبة حوينك المنوي الى كتلة جسدك. نسبة كتلة جسدك الى كتلة الكرة الأرضية. نسبة كتلة الكرة الأرضية الى كتلة المجموعة الشمسية.. فإلى مجرة درب التبانة. نسبة كتلة مجرة درب التبانة الى مجرات الكون..الخ!
مقاربة أجوبة استهلالية: بمئات آلاف الكيلومترات تقاس المسافة بين كوكب الأرض وتابعها القمري. بدقائق ضوئية (٦،٥) تقاس المسافة بين كوكب الأرض ونجم الشمس "السّراج الوهّاج". بالسنوات الضوئية تقاس المسافة بين المجموعة الشمسية وأقرب المجموعات إليها .. وبمليارات السنوات الضوئية تُقاس المسافات بين مجرات الكون.
تساؤلات غير استهلالية: هل الكون "أحدب"؟ هل هو "نابض" كالقلب مثلاً، بحيث ينهار الى "بيضته" البدنية ثم ينفجر مجدداً؟ هل الكون يتمدد لا نهائياً.. وبسرعة الضوء، بحيث ستغدو سماء كوكب الأرض سوداء بعد مليارات السنوات (أي بعد انقراض الإنسان؟).
يؤرقني سؤال مخيف يقف فيه العقل عاجزاً عن تصور الخيال.. وهو: هل هذا الكون هو وحيد، أم أنه سلسلة من أكوان؟ فإن كانت سعة الكون بمليارات السنوات الضوئية، فما هي المسافة بين كون وآخر (كان الألف رقماً حسابياً خرافيا، وصار الألف - ألف مليوناً، ثم صار بليوناً .. ثم صار تريليوناً) .. فهل سيقال ان مسافة بين "كوننا" وأقرب "كون" مجاور هي تريليونات من السنوات الضوئية. من المتر الى سنوات ضوئية؟!
* * *
قد أفهم لماذا خصّ الخالق هذه البقعة موطناً لدياناته السماوية (ولن أقول لكم ما أفهم) لكن لماذا خصّ الخالق هذه "الذرة" المسماة كوكب الأرض لتكون، وحدها، موطن حياة عاقلة من القرد الى الإنسان، ومن إنسان النياندرتال والهوموسابين إلى أينشتاين، فإلى ستيفان هوكنغ، المشلول بجسده إلا من أصبع واحد!
كانت الرواية القديمة أن الأرض مركز الكون (أي مركز المجموعة الشمسية) وصارت الرواية أن الأرض مركز الحياة العاقلة / المجنونة في هذه المجموعة الشمسية، في هذه المجرة؛ في هذا الكون.
الموت مصير كل كائن - فرد حيّ، فهل نسأل: هل الفناء مصير مؤكد للأرض؟ وهل التلاشي مصير مؤكد لمجرات الكون، التي فقست من بيضة خرافية قبل ١٣،٦ مليار سنة؟
الجواب غيهب السؤال .. ومن الخلية والحيوان المنوي الى إجابة هذا السؤال الوجودي: كيف نأخد "خزعة" من شظايا انفجار "بيضة" صارت مذنبات وكواكب ونجوماً ومجرات وكوننا؟
عندما وطأ نيل أرمستونغ أرض التابع القمري للأرض، قال: خطوة صغيرة لإنسان .. وكبيرة للإنسانية. بعد أقل من نصف قرن "وطأت" أقدام البرغوث الربوت "فايلاي" سطح المذنب "تشوري".
منذ عشر سنوات والمركبة الفضائية روزيتا (حجر الرشيد) تلاحق هذا المذنّب في رحلة قطعت خلالها ٦،٥ مليار كيلومتر، ليهبط من جوفها البرغوث / الربوت فايلاي، وبدقة خرافية بينما كان على مسافة ٥١٠ مليون كيلو متر من كوكب الأرض.
لماذا دقة خرافية؟ لأن وزن البرغوث فايلاي ١٠٠ كغم حسب مقياس الجاذبية الأرضية، ولما هدّ وهبط على المذنب "تشوري" كان وزنه غراماً واحداً .. فقط لا غير!
واحد مغامر اميركي قفز بالمظلة من أقصى حدود الغلاف الجوي للأرض، وبسرعة اكبر من سرعة الصوت، وهبط بسلام على قدميه!
فايلاي له ثلاثة أقدام، ولما هبط من رحم أمه "روزيتا" بسرعة متر في الثانية، انكسر قدم واحد من أقدامه، ومال قليلاً بحيث لم يتلق ضوء الشمس لشحن بطاريته إلاّ ٥٧ ساعة .. ثم نام نومة الأبد، او أخذ "غفوة" الى حين ترضع الشمس بطارياته بالطاقة.
أخذ فايلاي "خزعة" من سطح المذنب، او حفر سنتيمترات تحت سطحه، وأرسلها عينة او "خزعة" الى "أمه" روزيتا، التي أرسلتها الى علماء وكالة الفضاء الأوروبية، التي ستدرسها على مدى سنوات، للجواب على السؤال: مم كانت "بيضة" الكون تتكون؟
يبحثون عن اصل الحياة في كواكب شبيهة بالأرض (هل لها شبيه) في هذه المجرات. يبحثون عن أصل الكون من حطام الخليقة، أي من المذنبات والنيازك.
كوكب الأرض ذرة في المجرة .. ليست وحيدة لكن فريدة، فهي موطن مخلوق صوّر "الانفجار الأعظم" Big Ban وقام بتغليق الذرة، ووضع خارطة الجينوم للكائنات الحيّة.. ويحاول أخذ "خزعة" ليعرف جواباً يعرف جوابه: سيفنى الإنسان قبل أن تفنى الأرض ومجموعتها الشمسية. نشأت الحياة على الأرض صدفة نادرة، فهل كان تشكل الكون من بيضة صدفة أندر؟
الجواب غيهب السؤال؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خزعة من بيضة الكون خزعة من بيضة الكون



GMT 08:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 07:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

بشار في دور إسكوبار

GMT 07:01 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

«وشاح النيل»

GMT 07:00 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وَمَا الفَقْرُ بِالإِقْلالِ!

GMT 06:59 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الزمن اللولبي

GMT 06:58 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 06:57 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

جنين... اقتتال داخل سجن مغلق

GMT 06:55 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سمية الألفي تكشف السبب من وراء بكاء فاروق الفيشاوي قبل وفاته

GMT 10:56 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسلات إذاعية تبثها "صوت العرب" فى نوفمبر تعرف عليها

GMT 23:21 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

أهم النصائح للعناية بالشعر في المناطق الحارة

GMT 08:55 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

حارس ريال مدريد السابق يعلن شفاءه من فيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon