توقيت القاهرة المحلي 21:57:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"خزعة" من بيضة الكون؟

  مصر اليوم -

خزعة من بيضة الكون

حسن البطل

مقاربة أسئلة استهلالية: نسبة حوينك المنوي الى كتلة جسدك. نسبة كتلة جسدك الى كتلة الكرة الأرضية. نسبة كتلة الكرة الأرضية الى كتلة المجموعة الشمسية.. فإلى مجرة درب التبانة. نسبة كتلة مجرة درب التبانة الى مجرات الكون..الخ!
مقاربة أجوبة استهلالية: بمئات آلاف الكيلومترات تقاس المسافة بين كوكب الأرض وتابعها القمري. بدقائق ضوئية (٦،٥) تقاس المسافة بين كوكب الأرض ونجم الشمس "السّراج الوهّاج". بالسنوات الضوئية تقاس المسافة بين المجموعة الشمسية وأقرب المجموعات إليها .. وبمليارات السنوات الضوئية تُقاس المسافات بين مجرات الكون.
تساؤلات غير استهلالية: هل الكون "أحدب"؟ هل هو "نابض" كالقلب مثلاً، بحيث ينهار الى "بيضته" البدنية ثم ينفجر مجدداً؟ هل الكون يتمدد لا نهائياً.. وبسرعة الضوء، بحيث ستغدو سماء كوكب الأرض سوداء بعد مليارات السنوات (أي بعد انقراض الإنسان؟).
يؤرقني سؤال مخيف يقف فيه العقل عاجزاً عن تصور الخيال.. وهو: هل هذا الكون هو وحيد، أم أنه سلسلة من أكوان؟ فإن كانت سعة الكون بمليارات السنوات الضوئية، فما هي المسافة بين كون وآخر (كان الألف رقماً حسابياً خرافيا، وصار الألف - ألف مليوناً، ثم صار بليوناً .. ثم صار تريليوناً) .. فهل سيقال ان مسافة بين "كوننا" وأقرب "كون" مجاور هي تريليونات من السنوات الضوئية. من المتر الى سنوات ضوئية؟!
* * *
قد أفهم لماذا خصّ الخالق هذه البقعة موطناً لدياناته السماوية (ولن أقول لكم ما أفهم) لكن لماذا خصّ الخالق هذه "الذرة" المسماة كوكب الأرض لتكون، وحدها، موطن حياة عاقلة من القرد الى الإنسان، ومن إنسان النياندرتال والهوموسابين إلى أينشتاين، فإلى ستيفان هوكنغ، المشلول بجسده إلا من أصبع واحد!
كانت الرواية القديمة أن الأرض مركز الكون (أي مركز المجموعة الشمسية) وصارت الرواية أن الأرض مركز الحياة العاقلة / المجنونة في هذه المجموعة الشمسية، في هذه المجرة؛ في هذا الكون.
الموت مصير كل كائن - فرد حيّ، فهل نسأل: هل الفناء مصير مؤكد للأرض؟ وهل التلاشي مصير مؤكد لمجرات الكون، التي فقست من بيضة خرافية قبل ١٣،٦ مليار سنة؟
الجواب غيهب السؤال .. ومن الخلية والحيوان المنوي الى إجابة هذا السؤال الوجودي: كيف نأخد "خزعة" من شظايا انفجار "بيضة" صارت مذنبات وكواكب ونجوماً ومجرات وكوننا؟
عندما وطأ نيل أرمستونغ أرض التابع القمري للأرض، قال: خطوة صغيرة لإنسان .. وكبيرة للإنسانية. بعد أقل من نصف قرن "وطأت" أقدام البرغوث الربوت "فايلاي" سطح المذنب "تشوري".
منذ عشر سنوات والمركبة الفضائية روزيتا (حجر الرشيد) تلاحق هذا المذنّب في رحلة قطعت خلالها ٦،٥ مليار كيلومتر، ليهبط من جوفها البرغوث / الربوت فايلاي، وبدقة خرافية بينما كان على مسافة ٥١٠ مليون كيلو متر من كوكب الأرض.
لماذا دقة خرافية؟ لأن وزن البرغوث فايلاي ١٠٠ كغم حسب مقياس الجاذبية الأرضية، ولما هدّ وهبط على المذنب "تشوري" كان وزنه غراماً واحداً .. فقط لا غير!
واحد مغامر اميركي قفز بالمظلة من أقصى حدود الغلاف الجوي للأرض، وبسرعة اكبر من سرعة الصوت، وهبط بسلام على قدميه!
فايلاي له ثلاثة أقدام، ولما هبط من رحم أمه "روزيتا" بسرعة متر في الثانية، انكسر قدم واحد من أقدامه، ومال قليلاً بحيث لم يتلق ضوء الشمس لشحن بطاريته إلاّ ٥٧ ساعة .. ثم نام نومة الأبد، او أخذ "غفوة" الى حين ترضع الشمس بطارياته بالطاقة.
أخذ فايلاي "خزعة" من سطح المذنب، او حفر سنتيمترات تحت سطحه، وأرسلها عينة او "خزعة" الى "أمه" روزيتا، التي أرسلتها الى علماء وكالة الفضاء الأوروبية، التي ستدرسها على مدى سنوات، للجواب على السؤال: مم كانت "بيضة" الكون تتكون؟
يبحثون عن اصل الحياة في كواكب شبيهة بالأرض (هل لها شبيه) في هذه المجرات. يبحثون عن أصل الكون من حطام الخليقة، أي من المذنبات والنيازك.
كوكب الأرض ذرة في المجرة .. ليست وحيدة لكن فريدة، فهي موطن مخلوق صوّر "الانفجار الأعظم" Big Ban وقام بتغليق الذرة، ووضع خارطة الجينوم للكائنات الحيّة.. ويحاول أخذ "خزعة" ليعرف جواباً يعرف جوابه: سيفنى الإنسان قبل أن تفنى الأرض ومجموعتها الشمسية. نشأت الحياة على الأرض صدفة نادرة، فهل كان تشكل الكون من بيضة صدفة أندر؟
الجواب غيهب السؤال؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خزعة من بيضة الكون خزعة من بيضة الكون



GMT 14:24 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 14:22 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 10:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 10:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 10:40 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 10:38 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 10:37 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 10:35 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

«ترمومتر» الوطنية!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:45 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025
  مصر اليوم - مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 06:27 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

باريس هيلتون تحتفل بعيد ميلاد ابنتها الأول في حفل فخم

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 19:30 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة نجلاء بدر تعلن وفاة عمها عبر "فيسبوك"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon