توقيت القاهرة المحلي 22:43:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"ربّ البيت قد جنّ"

  مصر اليوم -

ربّ البيت قد جنّ

حسن البطل

مقهاي له بابان، أمامي مغلق في رمضان حتى الإفطار، وخلفي مفتوح في شهر الصيام والإضرابات.
على مدار الساعة، تقريباً، يبث تلفاز المقهى شرائط عن حرب تراشق، صاروخي - جوي .. إلا في وقت المسلسل السوري، ومباريات المونديال، وبعض أحاديث رئيس السلطة.
تذكرنا حرب تموز (رمضان) المسماة فصائلياً "البنيان المرصوص" بحرب تموز ٢٠٠٦ بين حزب الله وإسرائيل، حيث دارت المعركة، تراشقاً، ٣٤ يوماً، بالصواريخ والقصف الجوي، بعد اختطاف حزب الله جنديين هما غولد فاسر والداد ريغيف.
لا أعرف ما اسم العملية الإسرائيلية، لكن أتذكر أن رئيس الوزراء، آنذاك، إيهود أولمرت، قال: "رب البيت قد جنّ".
في ١٧ / ٤ / ٢٠١١ حصلت عملية في مستوطنة ايتمار اسفرت عن مصرع خمسة مستوطنين (الأب والأم وثلاثة من الأولاد) لكن اسرائيل لم تطلق عملية عسكرية انتقامية واسعة النطاق.
منذ سنوات، صار الشعب الاسرائيلي فائق الحساسية لأمرين: اختطاف مستوطنين، كما جرى في الخليل، واطلاق رشقات صاروخية على الجبهة الداخلية الاسرائيلية.
التراشق الصاروخي - الجوي في جولة اسمها اسرائيليا "الجرف الصامد" وفصائلياً "البنيان المرصوص".
هل ان نتنياهو "قد جنّ" وسيأمر بعملية برية، ستؤدي الى تقطيع اوصال قطاع غزة، بهجوم مدرع في هذه الجولة الثالثة من الحرب، يقف الفلسطينيون وحدهم (تراشق صاروخي - جوي في القطاع، وتراشق حجارة في الضفة).
من يقرأ صفحة "الرأي" في الأيام سيدرك ان هامش "الوحدة الوطنية" الفلسطينية اقوى من هامش خلافات الرأي "الديمقراطية" في الحكومة والجيش والمجتمع الاسرائيلي.
في الحقيقة أن اركان البث التلفازي لفضائيات المقاومة، لا تتعدى اربعة عناصر: صواريخ تزمجر، سيارات الاسعاف في مستشفيات غزة تولول، الابنية المدمرة، كليا أو جزئياً، وتشييع الشهداء.
كان عدد ضحايا حرب تموز ٢٠٠٦ من المدنيين اللبنانيين ١١٩١ خلال ٣٤ يوما، لكن بعد خمسة أيام من البنيان المرصوص، بلغ عدد الضحايا الفلسطينيين حوالي ١٣٠ (مرشح للازدياد) لكن إعلام الفضائيات لا يتحدث عن عدد المقاتلين وعدد الضحايا المدنيين.
الحقيقة أن قلمي "ثقيل" في تناول الحرب الجارية التي تذكر بالتراشق الصاروخي - المدفعي المصري خلال حرب اكتوبر، والرد الجوي الاسرائيلي.
لماذا ثقيل، لأن عمري صار ٦٩ سنة، وهي جميعاً حروب وقصف اسرائيلي، ومدنيون يبحثون عن مأوى، وكثير من الشهداء، مقابل القليل من خسائر العدو.
إن التعبئة الزائدة لقنوات الفصائل الفضائية (فلسطين اليوم، القدس، الأقصى) قد تعطي مفعولا غير مشجع، لأن الناس تتفرج على "الحرب" واحيانا تخرج في تظاهرات تضامن، وتراشق بالحجارة وقنابل الغاز والرصاص المطاطي.
سنلاحظ أن حرب ٢٠٠٦ كانت انفرادية بين مقاتلي حزب الله والجيش الاسرائيلي، رغم ان الوضع العربي لم يكن بالغ السوء على ما هو عليه الآن، علماً ان غزة لم تشارك في دعم حزب الله بفتح جبهة صاروخية.
حرب ٢٠١٤ هي انفرادية ايضا، بين غزة واسرائيل، مع مشاركة الضفة في "تراشق حجارة" "حرب شعبية" وهذا يعني ان غزة متروكة لمصيرها، ربما يذكر بقول محمود درويش: "منكم السيف ومنا دمنا" باستثناء حساسية اسرائيلية مفرطة رشقات الصواريخ، ومدياتها التي وصلت حيفا.
ان هي الا أيام حتى نعرف ان "رب البيت قد جن" اي حكومة نتنياهو، او ان جهود التهدئة والعودة الى تفاهمات "عمود السحاب" ٢٠١٢ سوف تثمر.
من الواقع ان هدف الحرب الاسرائيلية سياسي اولاً، وليس عسكريا بالذات، أي ارغام السلطة وحماس على فك شراكة "حكومة الوفاق"، وهو امر لن يفعله رئيس السلطة في معمان الحرب، يبدو لي ان "العملية البرية" التي تلوح بها اسرائيل، هي التي ستشكل تطوراً عسكرياً وسياسياً معتبراً، وليس التراشق الصاروخي - الجوي.
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ربّ البيت قد جنّ ربّ البيت قد جنّ



GMT 15:32 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

سوريا.. التاريخ والسياسة

GMT 15:30 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الفائزون فى 3 مباريات

GMT 09:30 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

ويْكَأن مجلس النواب لم يتغير قط!

GMT 08:32 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الثلج بمعنى الدفء

GMT 08:29 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

فرنسا وسوريا... السذاجة والحذاقة

GMT 08:27 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

التكنوقراطي أحمد الشرع

GMT 08:25 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

جدل الأولويات السورية ودروس الانتقال السياسي

GMT 08:23 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

ليبيا: لا نهاية للنفق

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon