توقيت القاهرة المحلي 14:31:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سورية: الدراما على الشاشة؛ التراجيديا على الأرض!

  مصر اليوم -

سورية الدراما على الشاشة؛ التراجيديا على الأرض

حـسـن الـبـطـل


من بوابة مسلسل "باب الحارة" مرّت الدراما السورية: مسلسلات ومسرحيات وأفلام، لتجاور الدراما المصرية الأعرق.. ثم لتتجاوزها في رأي بعض النقاد.
اللهجة الشامية صارت مفهومة عربياً، حتى في دول المغرب العربي، وبخاصة تونس كما قيل لي. الجزء السادس من المسلسل جرى تصويره في الخليج.
أقول لعشاق هذا المسلسل في مقهاي، إنه لو كانت سورية "حارة" من حارات دول الربيع العربي، فإن بابها والسقف والجدران.. قد انهارت!
إن صارت الدراما السورية في الطليعة، فإن سورية كانت الثالثة في مسلسل "الربيع العربي". تونس كانت باكورة، ومصر لحقتها، أمّا سورية فكانت نوارة هذا الربيع، إن كنتم تتذكرون "ربيع دمشق" الذي تفتح في العام 2005 ثم ذبل سريعاً، أو أغلق النظام الباب عليه!
على الشاشة تستمر حلقات الجزء السادس، وتستعيد بعض الفضائيات حتى الأجزاء الأولى منه.. لكن، على شاشة الفضائيات كما على أرض الواقع فإن "دراما" على الشاشة صارت مأساة على أرض الواقع. "البهورة" على الشاشة والمجازر على الأرض.
يقولون في الأخبار "دمشق" ويقول السوريون عن دمشق "الشام"، كما يقولون "القاهرة" ويقول المصريون عنها "مصر"، فإن كانت دمشق أعرق العواصم، فلعلّ سورية هي أعرق أسماء الدول العربية. هكذا اسمها قبل المسيح، وهكذا يبقى اسمها السرياني.
يُقال إن اسم دمشق مشتق من السريانية بدوره، وهو تركيب لـ "دم ـ شقيق" حيث تقول الأسطورة إن قابيل وهابيل اقتتلا على سفوح جبل قاسيون.
الآن، تقتتل سورية والسوريون، ويصير قتالها مأساة وتراجيديا، متفوقة فيها على باقي دول الربيع العربي، ربما لأنها موطن فكرة العروبة، وصارت عنوان فشل النظام السوري والسوريين في امتحان الربيع العربي.
قمة الدراما التي صارت تراجيديا أن دمشق ـ الشام ـ سورية هي بداية الإسلام ـ دولة عربية، مع "مجد بني أمية"، والآن ينخر في شجرة الفكرة العربية سوس الحركات الأصولية الجهادية، الإسلامية ـ الظلامية.
يقولون عن السيئ والأسوأ؛ عن الشر والشر المستطير؛ يقولون عن الخيار بين الكوليرا والطاعون.. ويقولون في أساطير الأولين إن المعركة الفاصلة بين قوى النور وقوى الظلام ستدور في "أرماجيدون"!
أين تقع هذه الـ "أرماجيدون"؟ هل في شمال فلسطين، التي هي جزء من بلاد الشام، أم في سورية التي هي "الشام" ودمشق عاصمة سورية تحيط بها جنة تسمى "غوطة دمشق" وهي إحدى ثالث جنائن العالم.
إمّا الأغنية الشعبية "يا مال الشام" أي يا مال دمشق وسورية؛ وإما هذه الأغنية النشاز المسماة "داعش" التي تطلب الحياة الآخرة في الحياة الدنيا، وصار لها بالسيف والخنجر، كما في تكنولوجيا وسائل الاتصال "دولة" ولهذه الدولة صار لها بئر نفطية ومطار حربي، وطائرة سوخوي، أيضاً، وصواريخ ودبابات من الغنائم.. وسبايا، كما ليس لحركات وميليشيا تفرعت من الحركات الإسلامية الأصولية الشيعية والسنية المتناحرة، التي دفعت بالحركات الليبرالية المعارضة المسلحة إلى وراء المسرح، وهذه والنظام دفعا للوراء بأروع حركات الاحتجاج الشعبي في بداية الربيع العربي بسورية.
مأساة بلاد "يا مال الشام" (وهي الوحيدة بين الدول العربية التي تجمع شيئاً من الزراعة، إلى شيء من الصناعة، إلى شيء من التجارة، إلى شيء من السياحة) أن نظامها غبي وجائر، وحركات المعارضة الإسلامية أكثر منه غباءً وبطشاً!
لو حارب نظام سورية إسرائيل ما كانت الحرب ستفعل في سورية ما فعل الاحتراب. لو سالم النظام السوري إسرائيل في الجولان، لدفع ليس أكثر مما دفعته مصر والأردن.
النظام هذا صدق كذبته بأن هدف حرب حزيران 1967 كان إسقاطه، وليس احتلال الأرض والسيطرة على المياه. لم يلتحق بكامب ديفيد المصري ـ الإسرائيلي.. فلحق به وبشعبه وبلاده خراب عميم!
في الشمال والشرق هناك "داعش" وفي الجنوب صار هناك "النصرة" على خطوط فصل القوات في الجولان.. وفي الأخبار حرب كرّ وفرّ، وأن النظام "حرّر" وأن المعارضة "احتلت"، وأن دول الجوار ودول العالم تدخلت أو تفكر في التدخل.. "الطاسة ضايعة"!
ماذا بقي من الشام؟ من دمشق؛ من سورية غير أجمل كلمات نشيد وطني عربي وفيه "عرين العروبة حمى لا يُضام".
أين سورية من العروبة؛ والعروبة من سورية.. وأين ربيع دمشق الموؤود عام 2005 من تراجيديا الربيع العربي في سورية؟
"ما في بعد الشام"

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سورية الدراما على الشاشة؛ التراجيديا على الأرض سورية الدراما على الشاشة؛ التراجيديا على الأرض



GMT 12:55 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيديوهات غبية في هواتفنا الذكية!

GMT 12:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

«الداخلية» توضح دورها على طريق ديروط - أسيوط

GMT 12:50 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عراب كامب ديفيد.. الانقلاب على الإرث المر!

GMT 12:48 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محاكمة الساحرات

GMT 07:48 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مفكرة القرية: الإلمام والاختصاص

GMT 07:47 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 07:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 07:45 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الهجوم الإخواني على مصر هذه الأيام

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 11:41 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ميتسوبيشي تعلن طرح "إي إس إكس" 2020 أيلول المقبل

GMT 07:09 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

معرض بريطاني فوتغرافي للهاربين من نار النازية

GMT 23:36 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

بورصة تونس تقفل على ارتفاع بنسبة 41ر0 %

GMT 03:43 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

رنا سماحة تستعد لطرح أحدث أغانيها "مكسورة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon