توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بوستر

  مصر اليوم -

بوستر

القاهرة - مصر اليوم

جلسنا ثلاثتنا إلى طاولة في كافتيريا «الشموع» مقابل جامعة بيروت العربية. عزّ الدين القلق، ممثل م.ت.ف بباريس، منى السعودي نحّاتة وفنّانة تشكيلية، وأنا من هيئة تحرير مجلة وجريدة «فلسطين الثورة».

أخرج القلق دفتر نوطات، وطرح سؤالاً عن إصدارات الملصق الفلسطيني، وأصرّ عليّ أن أدلي برأيي، لأن زوجتي السابقة ضالعة قليلاً في إصدارات الملصق، اي مهنيّة.

بعد اغتياله بباريس، شهدتُ معرضاً تذكارياً عنه، ومنه ما خطّه بقلمه عمّا قلته. كنتُ قد سألته: ألا تخاف؟ فأجاب: كل ثلاث خطوات في الشارع ألتفتُ خلفي!

لم ينجز عز الدين دراسته عن الملصق، لكن بعد اغتياله، لم يكن في الدائرة السياسية للمنظمة صورة له، فكانت الصورة للملصق من أرشيفي لما زارنا في بيتنا البيروتي.

غالبية ملصقات «الإعلام الموحد ـ م.ت.ف» صدرت عن فنيي المجلة المركزية «فلسطين الثورة». بعد اعتقال إسرائيل للمطران كبوجي وقعت في «شربكة» تبدو طريفة. يريد رئيس التحرير عبارة بالفرنسية على الملصق، وإلمامي بهذه اللغة هو الترجمة للعربية من الفرنسية، وليس العكس.

قبل تأسيس فرع آخر للإعلام الموحد، هو الإعلام الخارجي بالإنكليزية والفرنسية، كان في أسرة التحرير زوجة فرنسية للمناضل الجزائري خالد، الذي استشهد لاحقاً. أنا عجزت عن ترجمة مفردات كنسية إلى الفرنسية، وعجزت المناضلة «جيجي» عن نقلها من عربية مكسّرة تعرفها إلى فرنسية. في النهاية وجدنا في جريدة «النهار» من يتقن اللغتين.

بعد أيام، سينظم «متحف عرفات» معرضاً لملصقات الثورة الفلسطينية هو الثالث، بعد معرض «بلادنا هي بلادنا» و»انتفاضة» العام 1987.

اسمه «متحف عرفات» وهو يستحق اسماً آخر أوفى: «متحف الذاكرة والبطولة». من أقسامه مجموعات كاملة لإصدارات المجلات الأسبوعية، خاصة أعداد «فلسطين الثورة» ودوريات وشهريات «شؤون فلسطينية» ومجلة «بلسم» الطبية عن الهلال الأحمر، و»الكرمل»، أيضاً.. إلخ. كلها محوسبة، تطلب عدداً من سنة ما، من شهر ما، ثم تختار مواضيعها دون أن تقلّب صفحاتها الورقية!

زرت حيفا ذات عام، بمناسبة شهر للثقافة العربية، فوجئت أن جهات إسرائيلية عرضت ملصقات (أفيشات) لأمهات الأفلام العربية القديمة.

بعد أيام، سنحظى برؤية مجموعة فريدة ونادرة، من ملصقات الثورة الفلسطينية، هي مجموعة قام بإهدائها إلى المتحف الفنان الجزائري المعروف، رشيد قريشي، كان قد دأب على جمعها على مدى زمن من بداية تسعينات القرن المنصرم حتى نهاية الثمانينات منه.

سيتولى الفنان التشكيلي، إبراهيم المزين، عضو طاقم المتحف مهمة عرضها فنياً بما يليق، ووفق ثيمات مختلفة: الأرض، الإنسان، الثورة.. إلخ.

الملصقات (البوسترات) كان قد أنجزها فنانون فلسطينيون وعرب وأجانب، وبلغات عدّة، ولكنها قد لا تحوي أسماء مصمميها. جلّها عن «الإعلام الموحد» وكلها تقريباً صدرت عن «فلسطين الثورة» وبعضها الآخر عن فصائل وجهات أخرى.

أذكر أسماء بعض المصممين: الراحل مؤيد الراوي العراقي، عدنان الشريف الفلسطيني، منى السعودي الأردنية، حسني رضوان الفلسطيني.. ولوحات تشكيلية لإسماعيل شموط وزوجته تمام.. وغيرهم.

.. غيرهم؟ أتذكر جمالية ملصقات صممها لجبهة التحرير الفلسطينية الفنان اللبناني نبيل البقيلي، وملصقات من إصدار الجبهة الشعبية، والجبهة الديمقراطية.. إلخ.

المزين، اقتبس من الشهيد عرفات قوله: «الثورة ليست بندقية ثائر وحسب، بل هي معول فلاح، ومبضع جرّاح، وقلم كاتب.. وريشة فنّان». هل تكفي مساحة 130م2 لعرض فيض من الملصقات؟ هناك شاشة عرض لملصقات أخرى، ومناسبات أخرى ولمدة نصف ساعة. كل من زار «متحف عرفات» يعرف أنه ليس عن مسيرة القائد والمؤسس، بل نضال وكفاح الشعب على مدى قرن كامل، فهو إذن معرض للذاكرة والبطولة.

المزين مواطن، وذكر معلومة كنتُ أجهلها، وهي أن لصق وتوزيع ملصقات الثورة كانت عملاً محظوراً في الأرض المحتلة كما علَم البلاد، وقد تكلف حياة من يعلقها على الجدران!
المعرض ليس «استعادية» بل الأول من نوعه في البلاد، ويغطي المناسبات التاريخية الوطنية الفلسطينية، وأحداث الثورة ومعاركها، والمناضلين الشهداء، قادة وأفراداً.. وتلك العبارة: «استشهد دفاعاً عن الشعب والثورة والمنظمة».

المعرض يبدأ خلال أيام، ولمدة ستة شهور كما المعرضين السابقين.. فهل سأرى ملصقاً عن الشهيد عز الدين القلق مثلاً؟ وهل كان يجمع بعضها لدراسة عن الملصق، وأهدى بعضها إلى الفنان الجزائري رشيد قريشي، الذي حفظ وصان جزءاً من الذاكرة الفلسطينية.

..وهل يشمل المعرض ثبتاً بأسماء المجهولين ـ المعروفين؛ الراحلين منهم والأحياء الذين صمموا الملصق الفلسطيني؟
المعرض ذو قيمة فنية جمالية؛ وقيمة تاريخية، وقيمة تعبوية. فلسطين صارت مركز العمل الفلسطيني على غير صعيد.!

قصرة
قتل المستوطن رزئيل بن إيلانا قرب قصرة، وكان المواطن الفلاح محمود زعل عودة قد قُتل برصاص مستوطن يوم 30/11/2017 بعد أن دافع عن أرضه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بوستر بوستر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon