توقيت القاهرة المحلي 20:18:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«لك العمر ما شاء الزمان».. أو البيولوجيا؟

  مصر اليوم -

«لك العمر ما شاء الزمان» أو البيولوجيا

بقلم : حسن البطل

اعتدتُ، كما في النشيد القديم والأغنية العربية، على عبارة أزجيها إلى أقرب الأصدقاء الفيسبوكيين، بمناسبة يوم ميلادهم، هي أعلاه بين مزدوجين. أما «لازمة» معظم التهاني، فتتراوح بين عقبال 100 سنة» أو «عقبال 120 سنة»!

في الخطابات والمرويات العربية القديمة، أن نسر بن لقيان، مثلاً، عمّر في هذه الدنيا سنوات أطول من الـ 100 ـ 120 سنة. أما في الأساطير الدينية، فإن الأنبياء غير المرسلين عمّروا سنوات أطول مما عاش نسر بن لقيان.

.. وأما تاريخ ملوك الفراعنة المصريين، وهو مدوّن، فيحدثنا أن أعمارهم كانت تقصر عن المعدّل الحالي لأعمار أفراد معظم الشعوب، وأن «أمل الحياة» للمصري العادي كان متوسطه 30 عاماً.

توجد فجوة عمرية بين «عميد السن» في مؤسسة ما، مثلاً: عميد السن في رئاسة مجالس النواب، و»عميد البشرية»، والأخير موثق عالمياً، ونادراً ما يتخطى العقد الأول بعد أن «يقرّن». علماً أنني صرت «عميد السن» في مؤسسة «الأيام».

خلافاً للمرويات الشعبية، والأساطير الدينية، فإن متوسط أعمار الشعوب، عامة، أو «أمل الحياة» يزداد، وكذا تزداد معه أطول قامات شعوب تنتمي إلى «الهومو سابين» المنتصب ـ الواقف. 

وأخيراً، قالت الدراسات ما تقوله البيولوجيا، وهو إن الحياة البشرية لن تتخطى عمر الـ125 عاما، وإن كانت هناك استثناءات نادرة وغير موثوقة أو موثّقة.

ما تقوله البيولوجيا إن عمر الكائن الثديي، والإنسان هو قمته، لا تتعدى المعادلة: أقصى سن البلوغ المقدر 21 سنة مضروبا في ستة أمثاله، أي 125 ـ 126 سنة.

في الأساطير السينمائية أن أشكال الموت التي كان تخترم أعمار الشعوب، هي بمثابة «فرسان القدر، السبعة» ومنها؛ الأوبئة. الحروب. المجاعات، الجفاف.. إلخ.

معظم أسباب «فرسان القدر» مثل الأوبئة والمجاعات سيطر عليها العلم والطب الحديث، وصار العالم «قرية صغيرة» لتقليل ضحايا المجاعات، وأما الحروب فمسألة بشرية أخرى، منذ أول جريمة لقابيل وهابيل، إلى شبح الفناء إن نشبت حرب نووية!

بما أن الصراع في سورية وعليها هو بمثابة «حرب عالمية» بالوكالة، وقد تتطور إلى عالمية مباشرة، فخلال خمس ـ ست سنوات، انخفض «أمل حياة» الفرد السوري من 76 سنة إلى 56 سنة.

لكن، حسب دراسة أميركية موثقة، فقد ارتفع معدل الأعمار الأميركي العام، مثلاً، من 38 سنة إبّان الثورة الأميركية ضد الاستعمار البريطاني، الى 57 سنة في العام 1920، وهو حالياً 78 سنة.

سنلاحظ أنه في دول معدل أعمار شعوبها في «أمل الحياة» عالياً، كاليابان مثلاً، (وكذا معظم دول أوروبا الغربية) يتجاوز العقد الثامن، فهي تعاني من أعراض شيخوخة، لأن معدّل الولادات فيها أقل من تعويض معادلة 2.2 مولود، كما في روسيا لأسباب أخرى، وكذا كوريا الجنوبية وألمانيا وإيطاليا، ومن قبل سنوات في اسكندنافيا وبريطانيا، اللتين تشهدان ارتفاعات في المولودية.

هذا يفسر لماذا فتحت ألمانيا والمستشارة ميركل أبوابها لاستيعاب أكثر من مليون لاجئ، لأن نسبة المولودية فيها هي 1.8% أي أقل من معدل التعويض. اللاجئون مصل الحياة في عروق شعوب هرمة.

إذا استمرت مثل هذه الحال فإن دولاً مثل اليابان وكوريا الجنوبية وإيطاليا، سوف تنقرض شعوبها الأصلية.

تقول الإحصائيات الفلسطينية إن معدل «أمل الحياة» حالياً هو أكثر قليلاً من 72 سنة للذكور و74 سنة للإناث، بينما في إسرائيل يقارب منتصف الثمانين عاماً، مع ذلك، فإن مولودية الإسرائيليين العلمانيين هي 1.4% بينما اليهود المتدينون 3.1% (أحياناً هناك 6 ـ 8 ولادات بينهم، أي أكثر من الولادات الفلسطينية)!
عموماً، تجاوز عديد البشر الـ6 مليارات إنسان، لأسباب منها انخفاض سريع في وفيّات الأطفال المبكرة، وتقدم الطب، وزيادة مطردة في المحاصيل، والسيطرة على الأوبئة (وباء ضرب أوروبا أهلك ثلث سكانها، لكن الأوبئة الحالية قد تقضي على مئات الألوف أو عدّة ملايين فقط).

ستة مليارات إنسان على الأرض، التي هي «جنّة الكون»، لكن هذا الكون يضمّ ألفي مليار مجرّة، كل واحدة من مئات ملايين الشموس والكواكب، علما أن هذا العدد الرهيب من المجرّات هو نتيجة مسح 1% لا غير.

مع ذلك، وكما في الأغنية الفيروزية: «لا تندهي ما في حدا» فلا توجد «حياة عاقلة»، إلاّ على هذا الكوكب، الذي إن غادره الإنسان لن يبقى كما هو. أعمار إنسان الأرض، واكتشافات من الخلية إلى المجرّة، سوف تقصر عن عمر الأرض، التي ستقصر عن عمر الشمس، التي ستقصر عن عمر مجرتنا «أندروميدا» التي دارت حول نفسها منذ خليقة الكون 4 مرات فقط، بينما تدور الأرض حول شمسها مرة كل سنة، والشمس مرة كل 11 سنة!

والبشر؟ يقول الفلسطينيون: «بعد السبعين الله يعين» ويقول صاحبي السبعيني: كل يوم زائد هو مكسب.

اليونسكو
استهجن وزير الخارجية الفلسطينية تصريح المديرة العامة لليونسكو، ايرينا بوكوفا، بخصوص موقفها من تصويت المجلس التنفيذي لليونسكو، حيث رأت أن للديانات السماوية الثلاث حقوقاً متساوية في القدس، وهو ما رآه لاحقاً أمين عام الأمم المتحدة المنصرف بان كي مون.

أثار القرار هوجاء رسمية إسرائيلية، لكن مقالة نير حسون («هآرتس» 16 تشرين الأول) رأت أن القرار الجديد أخفّ شدّة من قرار سابق.

الأساس في القرار أن القدس منطقة محتلة، والجديد في القرار أن القدس مقدسة للديانات الثلاث، لكن الهوجاء الإسرائيلية سببها أن القرار تصادف مع نقاش غير رسمي في مجلس الأمن حول الاستيطان، وبالذات خطاب رئيس منظمة «بتسيليم» في المجلس: آن أوان إنهاء الاحتلال، الذي زكّاه المندوب الأميركي؟!

قال بدوي قديم: «أوسعتهم شتماً وفازوا بالإبل، أي أوسعت إسرائيل تنديداً عالمياً، لكن يجب أن لا تفوز في قضية احتلال القدس وتوسّع الاستيطان أو دفن «الحل بدولتين».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«لك العمر ما شاء الزمان» أو البيولوجيا «لك العمر ما شاء الزمان» أو البيولوجيا



GMT 18:32 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

فنّانو سوريا

GMT 18:31 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

المشهد اللبناني والاستحقاقات المتكاثرة

GMT 18:31 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... الوجه الآخر للقمر

GMT 18:30 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

2024: البندول يتأرجح باتجاه جديد

GMT 18:29 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

جنوب لبنان... اتفاق غير آمن

GMT 18:27 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

رائحة في دمشق

GMT 18:26 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

«هشام وعز والعريان وليلى ونور وكزبرة ومنى ومنة وأسماء»

GMT 16:40 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

الوطن هو المواطن

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon