توقيت القاهرة المحلي 10:26:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انطون شماس؛ الرمز الرابع للحنين!

  مصر اليوم -

انطون شماس؛ الرمز الرابع للحنين

حسن البطل

من زمان، ما قرأت له، بعد كتابيه اللامعين: "ارابسك" - بالعبرية التي أغناها كما يقولون - و"القرين" وحواره العميق والمتشعب مع أ.ب يهوشواع (ابراهام بولي يهوشواع) بعد الانتفاضة الاولى. ومن ثم "كمشته" في نص استثنائي - العدد ٩٢ من مجلة الدراسات الفلسطينية - بيروت، خريف هذا العام. هو يمسك بالرمز الرابع من الحنين الفلسطيني الى فلسطين الغابرة (طابو الأرض. مفتاح البيت. الجنيه الورقي الفلسطيني .. وجواز السفر، الصادر عن "حكومة فلسطين" تحت الانتداب البريطاني). لشاعر فلسطيني من جليل فلسطين عبارة في قصيدة تقول: "وعدتني العاصفة بجواز سفر.." من "العاصفة" صعوداً الى "فتح" والمنظمة، فالسلطة.. وحالياً؛ "كان اسمها فلسطين.. وعاد اسمها فلسطين" لكن هي رسمياً السلطة الفلسطينية التي تصدر جواز سفر / وثيقة سفر. لي أسبابي التي شدتني بشدة الى نص انطون شماس، اكثر من مجرد كوني فلسطينياً، ولد في طيرة حيفا، وهو "ابن نكبة". لماذا؟ هو يحكي حكاية جواز سفر والده: حنا جبران شماس، المولود في العام ١٩٠٨، وهي سنة قريبة من ولادة أبي العام ١٩٠٢ (رحمه الله). جواز السفر لوالد انطون هذا في علبة من الخشب الشامي المطعم بالصدف، وتحوي ما صار كنزاً عائلياً: وثائق عائلية، ادوات الحلاقة. ساعة الجيب الفضية، مفكرة الوالد ذات الغلاف الجلدي الاحمر.. وصار اسمها "علبة الخطبة"، خطبة حنا جبران شماس، من قرية فسوطة الجليلية من ايلين بيطار من مدينة صور اللبنانية، وكانت العلبة، اصلاً، "هدية عروس" أي خبيئة حلي وصيغة العرس، لكن لصاً تسلل الى البيت وسرق هذه الحلي. اي عزاء؟ "فكم بالحري ضياع وطن بأكمله". سرقوا الحلي قبل سنوات من "سرقة البلاد" ١٩٤٨. .. لكن، بعد سرقة البلاد بثماني سنوات، أي في العام ١٩٥٦ اصطحبني أبي الى حي "باب شرقي" الدمشقي، واشترى علبة من الموازييك والصدف الشامي. ليس للاجئين مصاغ من ذهب، ومن ثم صارت "التحفة" علبة للسكاكر في عيدي الفطر والأضحى. قبل وفاتها بسنوات، أهدتني أمي هذه "التحفة"، مع اشياء أخرى قليلة من الارث الأسري. ما الذي شدّني الى نص شماس البديع، غير العلبة المطهمة الشامية وجواز سفر محفوظ فيها؟ لعلها حكايتي مع جوازات سفر مؤقتة عديدة في مرحلة المنفى: وثيقة سفر سورية - للاجئين الفلسطينيين (انتهى مفعولها لاحقاً) وأخرى "ليسيه باسيه" لبنانية (بطل مفعولها لاحقاً) ووثيقة عراقية، وجواز سفر يميني شمالي، وآخر وثيقة سفر من جنوب اليمن (كنا نزور اختام الدول والتجديدات بحبات البطاطا او البيض المسلوق) وجميعها بورق اصلي، وبالأسماء والأمكنة الصحيحة. أثار هذا ريبة في مطار لندن، بعد اوسلو، وقبل جواز سفر اوسلو.. ليست مزورة، لذا اعادوها اليّ. مكان الولادة: طيرة - حيفا. على غير عادة المجلة، كان نص انطون شماس مزوداً بالصور الشخصية والوثائق، كأنه تشريح لجثة انسان (بالنيتولوجيا)، ما جعله في نظري في مرتبة موازية لكتاب ادوارد سعيد "خارج المكان" وإن كان العنوان "فلسطين خارج الخريطة: حكاية جواز سفر .. رقمه 54856. وقتها كانت حكومة صاحبة الجلالة تضع العبارة الفرنسية فوق الشعار الملكي: Dieu et mon droit أي "ربي وحقي"، اضافة الى "جواز سفر" بالانكليزية، و"حكومة فلسطين" بالعربية والعبرية (مع الحرفين الاولين من أ. إ. أي أرض اسرائيل بالعبرية). لم تكن فلسطين دولة مستقلة تحت الانتداب، وها هي ليست دولة مستقلة تحت احتلال إسرائيل والسلطة الفلسطينية.. والمعضلة الإسرائيلية تبقى على جواز السفر الإسرائيلي، حيث "المواطنة" غير "الجنسية" فهو "مواطن" في دولة إسرائيل، لكن جنسيته "عربية" .. وهذا ما كان نقطة سجال بين انطون شماس وأ.ب. يهوشواع، ففي البلدان الرشيدة العادية لا تمييز بين مواطنة وجنسية! "ليس هناك اسرائيليون في اسرائيل" هناك فلسطينيون وليست هناك فلسطين! نقلاً عن جريدة "الأيام" الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انطون شماس؛ الرمز الرابع للحنين انطون شماس؛ الرمز الرابع للحنين



GMT 10:26 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السودان أمام المجهول

GMT 10:24 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمى تراجع عن هجومه ضد النجمات الغائبات عن الافتتاح!!

GMT 10:22 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القمع الإسرائيلى الداخلى

GMT 10:19 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

المُعتدِى والمُعتدَى عليه

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 10:13 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب والتطبيع

GMT 04:17 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (الجزء 1)

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
  مصر اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 09:58 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

استكمال محاكمة 3 متهمين في قضية «تنظيم الجبهة الإسلامية»
  مصر اليوم - استكمال محاكمة 3 متهمين في قضية «تنظيم الجبهة الإسلامية»

GMT 09:56 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حميد الشاعري يكشف تفاصيل بيع بصمته الصوتية
  مصر اليوم - حميد الشاعري يكشف تفاصيل بيع بصمته الصوتية

GMT 07:51 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

حفل اللاعب البرازيلي نيمار يثير الجدل في البرازيل

GMT 12:05 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مكافآت خاصة للاعبي أسوان عقب البقاء في الدورى الممتاز

GMT 14:23 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

تباطؤ التضخم السنوي في تونس إلى 6.2 % خلال أغسطس

GMT 21:51 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

غياب أحمد فتحي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon