حسن البطل
ما هي "المفاجأة"؟ أن "تتغدَّاهم قبل أن يتعشُّوك"؟ أو أن "تقرقع" في جهة وتضرب في جهة معاكسة!
كان "ملك إسرائيل" كما وصفته رئيسية أميركية قد "قرقع" باتجاه "كاديما" مدة مائة يوم، وتباهى زعيم الكتلة الأكبر (بيبي) وزعيم ما كان "الحزب الأكبر" في الكنيست المنحلة 18 بغالبية آلية في الكنيست من 94 صوتاً، إلى أن صحا موفاز، وعلم أن "حوت" كاديما صار سمكة في جوف "حوت" الليكود، بعد أن كان "كاديما" برئاسة شارون هو الحوت.
"ملك" إسرائيل نتنياهو وصف مفاجأة القائمة الانتخابية المشتركة مع "إسرائيل بيتنا" بأنها "بيغ بان"، وفي الصحف وصفوها بأنها "أم كل الأعاصير" تشبيهاً بإعصار "ساندي" الذي يضرب الساحل الشرقي الشمالي للولايات المتحدة، كما ضرب إعصار "كاترينا" قبل سنوات الساحل الشرقي الجنوبي.
قيل إن "فتى الليكود" موشي كحلون، وزير الاتصالات السفاردي شمّ رائحة انقلاب أشكنازي في الحزب على قاعدته الشرقية التي رفعته للحكم مع مناحيم بيغن 1977.
سيُقال إن "ملك" إسرائيل بتحالفه الانتخابي مع "حزب الروس" العلماني الفاشي بزعامة ليبرمان، انقلب على "أمراء الليكود"، أيضاً: بيغن، مريدور، شالوم، إيتان، الذين قابلوا قائمة "ليكود ـ بيتنا" بتحفظ (شالوم) وبمعارضة صريحة (إيتان).. أو بالصمت (بيغن ومريدور).
يُقال إن بيبي خاف من صعود جديد لحزب "العمل" بزعامة شيلي يحيموفيتش، والنجم الجديد لحزب يائير لبيد (يش عتيد - يوجد مستقبل) لأنهما على استعداد لدخول حكومة شراكة مع "الليكود" وتشكيل حكومة (يمين ـ وسط).
يُقال، أيضاً، إن بيبي خاف ائتلافاً انتخابياً بين ثلاثي زعامة "كاديما" ليفني، أولمرت، موفاز، الذي قد يميل إلى ائتلاف مع حزب "العمل" وحزب "يوجد مستقبل"، ومن ثم فقد يكلف رئيس الدولة شمعون بيريس ائتلاف يمين وسط ـ يسار وسط بتشكيل الحكومة، بخاصة إذا استطاع زعيم قائمة "شاس" العائد أرييه درعي شدّ حزبه إلى هذا الائتلاف.
المشكلة أن ائتلافاً ممكناً نظرياً لأحزاب المعارضة يفتقد إلى "زعيم" وإلى رؤية سياسية؛ لأن لفني ترفض أن تكون النائبة في ائتلاف مع حزب العمل، ويائير لبيد يرفض الائتلاف مع كاديما وحزب العمل معاً.
إزاء هذا الوضع، هناك من تمنّى أن يصوت العرب ـ الإسرائيليون بكثافة، أو حتى أن تقيم الأحزاب العربية ائتلافاً قد يعطيها 20 مقعداً مفترضاً. لكن الواقع أن ائتلاف أحزاب المعارضة اليهودية مستبعد، وائتلاف الأحزاب العربية مستبعد، ومن ثم فإن كتلة أحزاب اليمين ـ اليمين الفاشي ستحرز 67 مقعداً، في مقابل 53 مقعداً. الهندسة الداخلية تغيرت والخارجية كما هي.
سيصوت اليوم (أمس) أعضاء مركز "الليكود" على ائتلاف "ليكود ـ بيتنا" دون أن يطلعوا على مضمون الاتفاق. نتنياهو يريد تصويتاً علنياً، ومعارضوه في "الليكود" يريدون تصويتاً سرياً، حتى لا يتخلص منهم نتنياهو كما تخلص من "فتى الليكود" النظيف والشرقي موشي كحلون.
سيقرّ مؤتمر "الليكود" الائتلاف، الذي تعطيه الاستطلاعات 43 مقعداً بزيادة مقعد واحد عن مقاعد الحزبين المؤتلفين.. لكن السؤال: من سيبتلع من؟ هل "ملك" الليكود أم "أزعر" إسرائيل بيتنا؟
يقول تاريخ الديناصورات، أيضاً، عدا سبب انقراضها، أنها كانت على نوعين: نوع عاشب وجسيم وآخر لاحم وصغير، ومن ثم فإن "إسرائيل بيتنا" قد يفترس "الليكود".
ما الذي يعنينا من كل هذا؟ مثلاً أن "ملك" الليكود يوافق ضمناً، وربما صراحة في الاتفاق السري بين الحزبين، على سياسة أكثر تشدداً إزاء السلطة الفلسطينية، وبخاصة إن أحرزت فلسطين دولة عضو ـ مراقب في الجمعية العامة.
ليبرمان يحث، صراحة، على "إزاحة" رئيس السلطة والتخلص منه، لأنه يقود "انتفاضة سياسية" دولية ضد إسرائيل.
ربما العزاء الوحيد للفلسطينيين أن "حزب الاستقلال" بقيادة ايهود باراك لن يجتاز الحسم. إن الذي زعم "لا يوجد شريك فلسطيني" سيجد نفسه خارج وزارة الدفاع التي يعشقها".
نقلاً عن جريدة "الأيام" الفلسطينية