توقيت القاهرة المحلي 12:06:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الثلاثاء الكبرى؛ نوفمبر الكبير!

  مصر اليوم -

الثلاثاء الكبرى؛ نوفمبر الكبير

حسن البطل

السبت لراحة الرب، تقول الأسطورة، وأول ثلاثاء من نوفمبر لانتخاب رئيس الولايات المتحدة، نترك الأساطير للكتاب المقدس، لكن الأميركيين محّصوا أيام الأسبوع السبعة، واختاروا أول ثلاثاء نوفمبرية، لأسباب بدت في أوانها طريفة وعملية معاً، أذكر واحداً منها: "الجكارة" في تجنب الانتخاب في يوم كان يصادف ميلاد إحدى ملكات بريطانيا! وأسباباً أخرى منها يوم العطلة الأسبوعية، ويوم عودة بورصة وول ستريت للعمل.. ويوم حصاد موسم ما! عادة، يقول الأميركيون "الثلاثاء الكبيرة" لأنها خلاصة حملة انتخابية تسبقها بعام كامل، ونوفمبر هو الشهر الكبير لفلسطين، أيضاً، لا بسبب الانتخابات الأميركية فقط، لكن الفلسطينيين أعلنوا وثيقة الاستقلال في 15 نوفمبر، الذي كان يوم التضامن العالمي مع فلسطين".. وبالذات، لأن قرار تقسيم فلسطين صدر في 29 نوفمبر. إذاً نوفمبر الكبير الأميركي، هو أيضاً، نوفمبر الكبير الفلسطيني، ووثيقة إعلان الاستقلالين الأميركي والفلسطيني كانتا من نوع "الاستقلال يؤخذ ولا يُعطى". جورج واشنطن هناك، وياسر عرفات هنا! الآن، في نوفمبر الكبير، هناك باراك أوباما (أو ميت رومني) وهنا محمود عباس. الأول يعارض، حتى الآن، رفع مكانة فلسطين في الأمم المتحدة (نهاية الاحتكار الأميركي لعملية السلام؟)، والثاني ينتظر ما تسفر عنه انتخابات "الثلاثاء الكبيرة" ليختار يوم إعلان وثيقة الاستقلال، أو يوم قرار التقسيم للتصويت في الجمعية العامة. عصفور باليد أو عشرة على الشجرة، دولة غير عضو بالتصويت، أو دولة عضو بالمفاوضات؟ يقول عباس الآن، في رسائل أخيرة إلى قادة الدول، إننا سنذهب للمفاوضات تواً بعد التصويت، لأن سلطة تحت الاحتلال غير دولة تحت الاحتلال؟ يوم الثلاثاء 30 أكتوبر، أي قبل الثلاثاء الكبيرة في 6 نوفمبر، نشر صائب عريقات، رئيس دائرة المفاوضات، ورقة عن "اليوم التالي" بعد حصول فلسطين على مكانة "دولة غير عضو ("الأيام"، أول من أمس، الثلاثاء). الذين سخروا وهزئوا من صائب، لمجرد عنوان كتابه "الحياة مفاوضات" لم يعقبوا بعد على ورقة تحدد التوقعات؛ الإيجابيات المحتملة لفلسطين والسلبيات المحتملة عليها من جانب أميركا وإسرائيل. قرأت الورقة مرتين، وهذه أصعب خطوة سياسية في أصعب حملة، منذ تأسيس السلطة الفلسطينية بعد مفاوضات أوسلو، وإعلان اتفاق المبادئ، لأن واشنطن اختارت أن تكون "الدرع السياسية" لإسرائيل في الجمعية العامة، بل وتهددها برفع "الدرع المالية" عن المنظمة الدولية (أميركا تموّل الأمم المتحدة بـ 23% من ميزانيتها)، ومن ثم فهي ستعاقب السلطة مالياً وسياسياً، وقد تعاقب الأمم المتحدة مالياً. هناك فيلم هوليوودي مشوّق عن "اليوم التالي".. ولكن بعد حرب كونية نووية، وبداية "شتاء ذري" على كوكب الأرض، لكن "اليوم التالي" للتصويت قد يُدخل السلطة في "شتاء سياسي" و"قحط مالي" معاً. في اعتقادي، أن روسيا وبعض دول الاتحاد الأوروبي ستقترح على الفلسطينيين والجمعية العامة تأجيل التصويت نصف سنة أخرى، كما فعلت في تصويتات "اليونسكو" على خمسة مشاريع قرارات فلسطينية. هذا سيعطي الولايات المتحدة مهلة مدتها نصف عام لتقرر الإدارة الأميركية الجديدة، بعد ترتيب أمورها، قبول الدعوة الروسية القديمة لعقد مؤتمر دولي في موسكو على غرار مؤتمر مدريد 1992، للنظر في الاعتراف باستقلال فلسطين، إذا لم تثمر المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية عن شيء سياسي مهم. تقول بعض دول الاتحاد الأوروبي إن تصويتها سيكون تبعاً لـ "صياغة" مشروع القرار الفلسطيني، ورئيس السلطة بعث برسائل لرؤساء الدول تقول إن المفاوضات ستبدأ بعد التصويت، وإن التصويت "ليس خطوة أحادية الجانب" (علماً أن وثيقة إعلان استقلال أميركا ووثيقة إعلان استقلال فلسطين كانتا خطوة أحادية الجانب)! في تقدير وزير خارجية السلطة فإن مشروع القرار المقترح سيفوز بأصوات الثلثين الضرورية، أي 132 صوتاً، لكن تأجيل التصويت نصف عام قد يرفع عدد الدول المؤيدة إلى 170 دولة. فلسطين تجنّد تصويت دول "نوعية"! نتنياهو حدد موعد الانتخابات الإسرائيلية بعد الانتخابات الأميركية، وقبل استلام الرئيس الفائز سلطاته، والفلسطينيون حددوا موعد التصويت بعد الانتخابات الأميركية وقبل أو بعد الاستلام والتسليم، حسب الرئيس الفائز. الشعب الفلسطيني في "شارد" وسلطته في "وارد". نقلاً عن جريدة "الأيام" الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثلاثاء الكبرى؛ نوفمبر الكبير الثلاثاء الكبرى؛ نوفمبر الكبير



GMT 10:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 10:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 10:40 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 10:38 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 10:37 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 10:35 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

«ترمومتر» الوطنية!

GMT 10:32 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أين الجبرتى الجديد؟

GMT 10:31 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السير «مجدى يعقوب».. أوكتاڤُ الحياة

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
  مصر اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 09:58 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

استكمال محاكمة 3 متهمين في قضية «تنظيم الجبهة الإسلامية»
  مصر اليوم - استكمال محاكمة 3 متهمين في قضية «تنظيم الجبهة الإسلامية»

GMT 12:06 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
  مصر اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 07:51 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

حفل اللاعب البرازيلي نيمار يثير الجدل في البرازيل

GMT 12:05 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مكافآت خاصة للاعبي أسوان عقب البقاء في الدورى الممتاز

GMT 14:23 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

تباطؤ التضخم السنوي في تونس إلى 6.2 % خلال أغسطس

GMT 21:51 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

غياب أحمد فتحي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon