توقيت القاهرة المحلي 12:06:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"اسم الله عليك"

  مصر اليوم -

اسم الله عليك

حسن البطل

هي العبارة ذاتها، ولكن بنغمتين: نغمة "مكاغاة" الأم لولدها الرضيع، ونغمة الأم ملهوفة ان مسّه ضرر! السلفيون العتاة ليسوا أمهاتنا او آباءنا، لكنهم لا يوفرون استغلال كتابة اسم الجلالة سواء في الضر أو الخير.. وهكذا، دون مفاجأة، فعلوا بعد اعصار ساندي. شوية "تشريق" و"تغريب" في المظاهر الكونية الكبرى، او في تفاصيلها، قبل أن نخوض في استغلال كتابة اسم "الله" سواء في البشير او النذير لغرض "إرهاب ديني". الأعاصير والزوابع، كما تُرى من سطح اليابسة، او من عدسات الأقمار الصناعية، تشبه المجرات التي تملأ الكون. سوى أن "عين العاصفة" الهادئة في الإعصار غير "الثقب الأسود" الجهنمي في قلب المجرات. يجرنا هذا الى تفسير أحد علماء NASA الأميركية لسبب من أسباب انحطاط الحضارة الإسلامية، التي بلغت أوجها وزهوتها بين الأعوام ٨٠٠ - ١١٠٠ ميلادية أي ٣٠٠ سنة. الأعاصير هي حاصل صدام كتلتين هوائيتين عملاقتين: باردة ودافئة، وفي تفسيره لانهيار الحضارة الإسلامية يقول عالم "الناسا" ما معناه أن الفلسفة الإسلامية، او الجناح المعارض فيها للفلسفة الأصلية اليونانية، اصطدام مع "ثورة" العلوم والرياضيات والفلك في الحضارة الإسلامية. المسلمون العرب ابتكروا "الصفر" والجبر، وأضافوا للهندسة والفلك، واطلقوا على الكواكب أسماء عربية، كما اطلق العلماء على المجرات أسماء إغريقية. .. الى أن جاء ابو حامد الغزالي في شروحاته الفلسفية التي نظرت الى بعض العلوم، وليس كلها، نظرة شك وتحريم. وتكفير، مثل هذا فعلته الكنيسة الكاثوليكية إزاء علماء فلك وطبيعة. لا أحد يماري، اليوم، في أن كوكب الارض هو مركز الكون، ولكن بمعنى أنها مركز الحياة العاقلة فيه، وليس بمعنى ان الشمس تدور حول الأرض! ما نشهده، اليوم، ان السلفيين في الديانات التوحيدية الثلاث انتقلوا من "الإنكار" الى "الاحتواء" لكن بعضهم لم يغادر التفسير القديم: معجزة ربانية، او غضب من الله. من يفقه في الخط العربي يعرف ان كتابة اسم الجلالة خارج قواعد كتابة الخط العربي، وهو اكثر خطوط اللغات مطواعية وجمالية ايضا كما يقال. .. ومن ثم: هذه القصة الطريفة - المحزنة، حيث قرأ احد المصريين انعكاس العلامة التجارية "كوكاكولا" بالحروف اللاتينية، كأنها تبدو له: "لا محمد ولا مكة"! بعض تأويلات كتابة اسم الجلالة تبدو طريفة: الله موجود على بزر ثمرة البطيخ، على زعانف سمكة، على جذوع شجرة ما .. وربما قريباً سيرونها على مجرة من مجرات الكون. فقد رآها احدهم على إعصار ساندي. أنا، شخصياً، رأيتها فوق تمثال الحرية، كأنها هالة تكلل هامة التمثال، مثلما تكلل هامات القديسين في الأيقونات المسيحية، والقارئة امتياز ذياب رأتها عصفوراً عملاقاً في عين العاصفة.. ولعل اصطدام موج البحر بالبر يرسم كلمة "الله" ايضاً. صحيح، ان "الله علّم بالقلم" .. لكن لماذا يكتب اسمه في الإعصار او أشياء أخرى كأنه "تلميذ" خط مبتدئ؟ الخطاطون الكبار في العربية كانوا، ايضاً، فارسيين او اتراكا، ومن ثم فالثورة الإسلامية وضعت على علم البلاد كتابة اسم "الله" بخط جديد، كأنه مجموع أهلة.. ويمكن ان تشكل هذه الأهلة مثلاً أصابع أقدام أنواع من الطيور! او حتى أصابع كف الإنسان أحياناً. هل تعرفون لماذا إسرائيل تخشى إيران؟ القنبلة وشعارات "إسرائيل الى زوال"؟ ليس تماماً، بل لأن معدل نمو البحث العلمي في إيران هو الأعلى في المنطقة، حتى أنه ينمو بمعدل سنوي أعلى بـ ١١ مرة مما هو في سائر دول العالم. هذه معلومة من مقال "يديعوت" أول من أمس، الذي يتحدث عن "ثورة السايبر" في خمس دول إسلامية وعربية في الشرق الأوسط. سيبقى المتزمتون في أميركا يرون في الإعصار غضب الرب على تشريعات لصالح الشواذ والمثليين؛ وفي العالم العربي والإسلامي يرونها غضب الله على الإساءة الى الرسول، والمتزمتون اليهود لا يتخلفون عن تفاسيرهم ايضا. .. ودعاة السلف الصالح من المسلمين يتحدثون عن الخلافة الراشدة البدوية لا عن طفرة العلوم في زمن الخلافة العباسية مدة ٣٠٠ سنة. نقلاً عن جريدة "الأيام "

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اسم الله عليك اسم الله عليك



GMT 10:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 10:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 10:40 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 10:38 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 10:37 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 10:35 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

«ترمومتر» الوطنية!

GMT 10:32 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أين الجبرتى الجديد؟

GMT 10:31 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السير «مجدى يعقوب».. أوكتاڤُ الحياة

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
  مصر اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 09:58 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

استكمال محاكمة 3 متهمين في قضية «تنظيم الجبهة الإسلامية»
  مصر اليوم - استكمال محاكمة 3 متهمين في قضية «تنظيم الجبهة الإسلامية»

GMT 12:06 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
  مصر اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 07:51 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

حفل اللاعب البرازيلي نيمار يثير الجدل في البرازيل

GMT 12:05 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مكافآت خاصة للاعبي أسوان عقب البقاء في الدورى الممتاز

GMT 14:23 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

تباطؤ التضخم السنوي في تونس إلى 6.2 % خلال أغسطس

GMT 21:51 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

غياب أحمد فتحي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon