توقيت القاهرة المحلي 12:06:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قال صفد، قال "تسفات".. قال فلسطين، قال إسرائيل !

  مصر اليوم -

قال صفد، قال تسفات قال فلسطين، قال إسرائيل

حسن البطل

هذا الشهر سيهبط في مطار اللد زائر فلسطيني فرنسي من مواليد صفد. عندما حاز جوازاً فرنسياً، أصرّ على كتابة مكان الولادة: صفد ـ فلسطين، فقد ولد هناك عام مولدي في طيرة حيفا، قبل النكبة. روى لي سمير سلامة جانباً من الأسئلة التي طرحت عليه في المطار أول مرة: لماذا فلسطين؟ لأنها كانت فلسطين. أين هي صفد؟ هي ما تسمّونه "تسفات".. ثم قال مداعباً: أنت جميلة، لكن أسئلتك سخيفة! هو زار صفد بجوازه الفرنسي، وأنا زرت مرتين صفد بتصريح.. ورئيس السلطة زار صفد، أيضاً. أذكر قصة نسيت فيها الأسماء والأماكن، لكن حصل أن زار مثقف صهيوني شهير قرية في شمال الضفة، وسأل غلاماً: من أين أنت أصلاً؟ قال من قرية (ذكر اسمها) وكانت أولى ضحايا الاستيطان اليهودي أواخر القرن الماضي، ولجأ ذووه من مكان إلى آخر (في فلسطين الأصلية) ثم إلى مكان آخر في الضفة (التي يدعوها رئيس السلطة: فلسطين). المثقف الإسرائيلي سأل نفسه: 120 سنة انصرمت، وها هو غلام صغير يقول إن أصله يعود إلى قرية صارت "كُوبّانيّة" ثم صارت دولة، ثم احتلت دولته بقية فلسطين. *** كنت في قرية "رمانة" شمال غربي جنين، للمرة الثانية، حيث أمضيت يومين في معصرة زيتون حديثة، وفيها بعض لاجئي مدينة حيفا. للمرة كذا، لاحظت "وَلْدَنَات" المستوطنين في الطريق إلى رام الله، حيث يطمسون، بالحبر الأسود البخّاخ، كتابة أسماء المواقع بالعربية. ما حاجة الفلسطينيين إلى "وَلْدَنَات"! أثار حديث الرئيس أخذاً ورداً على جانبي "الخط الأخضر"، في فلسطين وفي "إسرائيل". كتبت على "الفيسبوك" تعقيباً على تعقيب فلسطيني غاضب. هذا هو: ما حاجتي بعشرة عصافير على الشجرة. أريد مليون عصفور محلّقة في السماء السابعة (لم أقل: عصفور في اليد خيرٌ من عشرة على الشجرة" أي الدولة أم العودة! هذا "الستاتوس" فهمه البعض قدحاً بالرئيس والبعض الآخر مدحاً له، أو كما يقال: أصاب الرئيس عصفورين بحجر واحد. حجر على "شبه إجماع" لفظي في الجانب الفلسطيني عن "حق العودة"، وحجر على "شبه إجماع" عملي في الجانب الإسرائيلي على أن حق العودة يلغي إسرائيل اليهودية. بعض المعارضين الفلسطينيين ترحّم على الرئيس المؤسّس ياسر عرفات، علماً أن عرفات أوضح موقفه العملي من حق العودة، حتى قبل مبادرة السلام العربية، بقوله: عودة.. بما لا يخلّ بتوازن إسرائيل الديمغرافي. يعني: عودة بالآلاف لا بالملايين! الرئيس عباس أجاب، ضمناً، على سؤال إسرائيلي وجيه نظرياً، وهو: هدف كل دولة ناشئة أن يكون شعبها من رعاياها، لا من رعايا دولة أخرى قائمة بمعنى: هل يعود لاجئو الشتات الفلسطيني ليكونوا لاجئين في بلادهم الأصلية وحيفاً، يافا.. وصفد إلخ). إنهم فلسطينيون، ومن حقهم أن يكونوا رعايا دولة فلسطين. إسرائيل تستخدم "حق العودة" الفلسطيني لإلغاء "حق الدولة" الفلسطيني، مستندة إلى قبول ما بـ"حق الدولة" ومعارضة تامة لـ "حق العودة"! يتوخّى الرئيس إقناع بعض الإسرائيليين أن فلسطين "تحدّد حدوداً لها" هي الأرض المحتلة العام 1967، وإجبار إسرائيل على تحديد حدود لها. أيضاً، لم يكن كل قادة الحركة الصهيونية اليهودية مع إعلان دولة إسرائيل في وقتها لأسباب مختلفة، لكن بن ـ غوريون رأى أهمية في "الدولة" أولاً تقابله لتحقيق أرض ـ إسرائيل الكاملة في وقت لاحق. من الواضح أن رئيس السلطة لا يميل إلى دولة مشتركة، لأن اسم "فلسطين" سوف يغيب مرة أخرى. كيف يوجد فلسطينيون ولا توجد فلسطين؟ لو كانت حقوق الشعبين في هذه الأرض متساوية لوافقت إسرائيل على تحرير "حق العودة" الفلسطيني، كما هو "حق العودة" اليهودي متحقق.. وهذا لمدة عشر سنوات، ومن ثم تقرر الغالبية بالاستفتاء ما تريد: دولة مشتركة أم لكل شعب دولته الخاصة. على كل، لا يصدق الإسرائيليون أن الفلسطينيين تخلّوا عن "نظرية المراحل" كما لا يصدق الفلسطينيون أن الإسرائيليين تخلّوا عنها. سيظلّ الفلسطينيون يتطلّعون إلى "الساحل" لأن حيفا ويافا أغلى عليهم من غلاء الكتل الاستيطانية اليهودية في الضفة عليهم، وسيظل يهود يتطلعون إلى "الجبل" و"يهودا والسامرة".. إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً. إما تعايش وإما صراع. عباس يريده صراعاً سلمياً وسياسياً. نقلاً عن جريدة "الأيام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قال صفد، قال تسفات قال فلسطين، قال إسرائيل قال صفد، قال تسفات قال فلسطين، قال إسرائيل



GMT 10:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 10:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 10:40 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 10:38 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 10:37 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 10:35 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

«ترمومتر» الوطنية!

GMT 10:32 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أين الجبرتى الجديد؟

GMT 10:31 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السير «مجدى يعقوب».. أوكتاڤُ الحياة

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
  مصر اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 09:58 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

استكمال محاكمة 3 متهمين في قضية «تنظيم الجبهة الإسلامية»
  مصر اليوم - استكمال محاكمة 3 متهمين في قضية «تنظيم الجبهة الإسلامية»

GMT 12:06 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
  مصر اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 07:51 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

حفل اللاعب البرازيلي نيمار يثير الجدل في البرازيل

GMT 12:05 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مكافآت خاصة للاعبي أسوان عقب البقاء في الدورى الممتاز

GMT 14:23 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

تباطؤ التضخم السنوي في تونس إلى 6.2 % خلال أغسطس

GMT 21:51 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

غياب أحمد فتحي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon