توقيت القاهرة المحلي 12:06:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قلنديـــــــا

  مصر اليوم -

قلنديـــــــا

حسن البطل

كم قلنديا في قلنديا؟ أو كم وجهاً او ثوباً ترتدي هذه القلنديا؟ قلنديا المخيم، وقلنديا البلد، وقلنديا الحاجز .. وقلنديا المطار الدولي الغابر (مطار القدس) .. والآن قلنديا الحاجز الجامد الغاشم! .. وهذه الغصّة عندما تكوّع بك السيارة، فلا تجتاز الحاجز، بل تنعطف يساراً بكثير من الغلبة وفي هذه "العجقة" والفوضى الضاربة أطنابها، لتأخذ طريقاً يوصلك الى أريحا. كان لجدار برلين بوابة رئيسية هي بوابة براندنبرغ، ولا أحد يزعم أن بوابة جدار برلين التاريخية بشعة مثل بوابة قلنديا. إنهار جدار برلين، وهنا يقولون، على مدى سنوات: "سنقاوم الجدار حتى ينهار"! الغابر هو مطار قلنديا (مطار القدس الدولي) وكان من أكثر مطارات دول الشرق الاوسط حياة وحركة (خلدته مخرجة فلسطينية بفيلم وثائقي: ٥ دقائق عن بيتي) اي خمس دقائق من البيت الى المطار، والآن تلزمك ساعة - ساعتان لتجتاز اختناق وفوضى السير في قلنديا (ممنوع عمل الشرطة الفلسطينية). لا أدري حقاً ما هو الاسم الكودي الاسرائيلي للحاجز؟) .. لكن هذه الأيام هناك مهرجان قلنديا الدولي. نشاط بعضه الفني في القدس العتيقة، وبعضه في رام الله، وبالذات في مبنى الاكاديمية، وبعض ملصقات في شارع ركب! المهرجان يختصر قصة وواقع الاحتلال، وحصار القدس داخل الجدار، وايضا يومئ الى قصة فلسطينية قبل الاحتلال، بل قصة فلسطين في بداية الانتداب، ولو عبر ملصقات عن انصاب تذكارية في النقب لقتلى الجنود الاستراليين مع الجيوش العثمانية (عددها تسعة) وجميعها، على (الملصقات) تحمل كلمة واحدة "فلسطين". "كان اسمها فلسطين وعاد اسمها فلسطين" كما تقول القصيدة، او كما يقول مهرجان قلنديا الدولي، او في الاقل شقّه الفني كما عرض في الاكاديمية بالبيرة. إنه "دولي" لأنه لا ينسى عملاً فنياً مصرياً عن الثورة المصرية، عبارة عن شعارات على الورق المقوّى، والورق المقوى معلق على الاشجار، والاشجار مختلفة شجرة عن شجرة، لكن وبعين فاحصة ستعرف ان الكتابة هي لكاتب واحد او اثنين. لماذا؟ صار الجدار كما تعرفون اكبر حائط حالياً في العالم للرسوم والشعارات بكل اللغات، بينها رسمة عملاقة للرئيس المؤسس او لمروان البرغوثي مثلا. الى الجدار ذهب فنانون فلسطينيون بمطارقهم وازاميلهم، وفتتوا ما يستطيعون منه، ثم جعلوا من الفتات عملين فنيين. العمل الأول لخالد جرار، الذي ذهب من قبل الى ساحة رئيسية في باريس ووضع اسم اسيرة فلسطينية مضربة عن الطعام مكان اسم الساحة الاصلي، ثم ذهب الى برلين، قرب بوابة براندنبرغ، وألصق اسم فلسطين على الساحة! .. والآن، طرق بالأزميل جدار قلنديا وجدار بيت لحم، وصنع من الفتات كرة قدم ثقيلة جداً من الفتات، وبعض المتاحف الاوروبية للفن الحديث طلبت بعض "النسخ" عن هذا العمل الفني. عمل آخر لخريج الاكاديمية مجد عبد الحميد، نجل زميلي مهند، وهو في غاية البساطة وكثير الايحاء: ثلاث ساعات متفاوتة الحجم رمل من الزجاج الشفاف، وفي جوفها فتات من "رمل" الجدار، بعد ان طحنه الفنان. كانت "ساعة الرمل" هي رمز الابدية نوعاً ما، قبل ان يهدي هارون الرشيد الامبراطور شارلمان ساعة حقيقية. حبة رمل تختصر الارض، والارض تختصر الكون .. والآن تختصر الجدار. ليس فتات الاسمنت في الزجاجات في نعومة الرمل، ولا بد من نقرة على الزجاج لينساب "رمل الجدار" ثم يتوقف قبل نقرة، كأن الجدار ينتظر انهياره فعل انسان، لكن الرمل فعل الطبيعة. كم قلنديا في قلنديا، وكم ثوبا لقلنديا، حتى صارت قلنديا ابداعا فنياً؟ "أوهامك الأوبامية" تعقيباً على عمود: "اوباما Neu era" الخميس ٨ تشرين الاول. Rana Bishara : هل حقا تؤمن بما كتبت في عمودك؟ اذا كان الامر كذلك، فعلينا، حتماً، ان نحسدك. هذا افراط في التفاؤل "التحليلي". وتراني اصبحت "افرط" في تعقيباتي اليومية على ما تكتب، ولكنك اعلامي وكاتب عمود له مكانته في صحيفة فلسطينية يومية. إن الاستمرار في التعويل على الولايات المتحدة وانتظار "مفاجآت" لنحدد خطواتنا القادمة، يعني تكريس حالة الإفلاس السياسي التي تمر بها السلطة، واضافة المزيد الى حالة الإحباط التي يعيشها الفلسطينيون. الاستمرار بهذا النهج والتعويل على أربعة أعوام اخرى من ولاية اوباما تعني (..) ولن يترك اللوبي الصهيوني اوباما وغير اوباما "يغني على ليلاه". لذلك علينا ان نستفيق! كفى اوهاما! ** من المحرر: أنا أربي الأمل ..مثلما قال محمود درويش! نقلاً عن جريدة "الأيام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قلنديـــــــا قلنديـــــــا



GMT 10:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 10:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 10:40 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 10:38 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 10:37 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 10:35 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

«ترمومتر» الوطنية!

GMT 10:32 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أين الجبرتى الجديد؟

GMT 10:31 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السير «مجدى يعقوب».. أوكتاڤُ الحياة

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
  مصر اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 09:58 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

استكمال محاكمة 3 متهمين في قضية «تنظيم الجبهة الإسلامية»
  مصر اليوم - استكمال محاكمة 3 متهمين في قضية «تنظيم الجبهة الإسلامية»

GMT 12:06 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
  مصر اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 07:51 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

حفل اللاعب البرازيلي نيمار يثير الجدل في البرازيل

GMT 12:05 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مكافآت خاصة للاعبي أسوان عقب البقاء في الدورى الممتاز

GMT 14:23 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

تباطؤ التضخم السنوي في تونس إلى 6.2 % خلال أغسطس

GMT 21:51 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

غياب أحمد فتحي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon