توقيت القاهرة المحلي 12:06:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شيء يشبه "عملية قلب مفتوح"!

  مصر اليوم -

شيء يشبه عملية قلب مفتوح

حسن البطل

خميس منحوس (أعتذر من السنة الهجرية) أو أن كل خميس منحوس للكاتب اليومي، وهذا الخميس بخاصة، وليس، فقط، للحرب والضرب.. والموت، لكن لأن الكاتب اليومي مثل سيارة، والسيارة تتطلّب لتمشي وقوداً وزيتاً .. وعجلات منفوخة.. إلخ! لنقل إن القهوة والشاي هما البنزين، أو الزيت، أو الهواء في الدواليب، وإن هذا الخميس المنحوس يعني عطلة رسمية تشمل الإدارة في الجريدة (لا بأس!) .. وتشمل خدمة البوفيه والقهوة والشاي، فكيف يشتغل دماغك لتملأ عمود الجمعة (صباح الخميس .. بمعلومات مساء الأربعاء) وعمود السبت (صباح الخميس)؟ دائماً، تدهم الصحافيين، والعاموديين اليوميين بخاصة، العطل الرسمية، أو تأخذهم على حين غرة. نحن مسلمون، لكننا نمشي على سكة السنة الميلادية، وهم في إيران والسعودية (مثلاً) مسلمون مثلنا، لكنهم يمشون على سكة السنة الهجرية. تكتب ظهيرة الأربعاء عن "لوم فرنسا" لموقفها المائع من طلب فلسطين عضوية - مراقب، وبعد الظهيرة تفتح الجنة والنار أبوابهما (أي الحرب والموت). تكتب يوم الخميس ليوم الجمعة عن "جولة غزية - إسرائيلية جديدة" وتضعها في إطار حريق يمتد من إيران إلى فلسطين، وتخشى أن تطوح أحداث يوم السبت (صباحاً، ظهراً، مساء) بما كتبته يوم الخميس ليوم السبت، دون أن تبل الريق بغير الماء والدخان! رام الله هي رام الله أحدث "العواصم"، وهي تتغيّر ربما بسرعة الصوت (مدينة تُبنى على عجل - درويش) ويوم الخميس هو ذروة أيام الحركة، وذروة الحركة في وسط "البلد"، ووسط البلد تُجرى فيه للمدينة "عملية قلب مفتوح" .. وتظاهرات من أجل الإخوة في غزة! شارع فلسطين (القدس - سابقاً) هو ذروة حركة الناس، لأن "الحسبة" (أي سوق الخضار المركزية" تقع فيه. ثلث الناس يتحركون في شارع القدس، وثلثهم في شارع ركب (الشارع الرئيس) وثلثهم الثالث في شارع الإرسال (الإذاعة) .. وبقية الشوارع فارغة - نظيفة! ورشة شاملة، فوضى شاملة، في شارع القدس منذ شهرين، فالبلدية تقوم بتجديد وتطوير الشارع والشوارع المتفرعة، كما فعلت في شارع ركب، وساحة عرفات. لم تنته مئوية رام الله. ماذا يعني "تطوير وتجديد"؟ يعني ستة خطوط من البنية التحتية المتينة، وأرصفة جديدة ذات تصميم جديد، وهندسة جديدة كلياً للشارع، كما فعلوا في شارع ركب، وميدان ياسر عرفات. يشتغل العمال ليلاً - نهاراً، ويشتكي المواطن والتاجر والصحافي من الفوضى العارمة. هذه عملية تجديد هي أشبه بجراحة قلب مفتوح، وبخاصة أيام الجمع، حيث تخف الحركة قليلاً، وفي الليل أيضاً.. وفي النهاية، كأن التطوير والتجديد ليسا مجرد شرايين بنية تحتية جديدة، بل جهاز هضمي شامل الرئتين والقلب. أتردد على الشارع يومياً، وأعرف تفاصيل لا حصر لها عن متاعب ربط المحال بالبنية التحتية الجديدة، لكن فوجئت بأن البنية الفوقية ستكون جديدة كلياً: رصيف جديد بهندسة جديدة، لشارع جديد الرصف، وتحف به أشجار نخيل عملاقة (زرع جديد) وأشجار زيتون معمرة جداً (زرع جديد)، بالطبع فوانيس شارع جديدة. بدؤوا في المحال يستعدون لنفضة جديدة في الشارع العتيق جداً. وديكورات جديدة للمحال، وآرمات جديدة أيضاً، وسيغدو الشارع أخيراً لائقاً بقرية صارت مدينة أو مدينة تتحول إلى حاضرة. الغريب أن رام الله الخضراء (كانت خضراء جداً) تخلو فيها شوارع "البلد" أي مركز المدينة من تشجير، ومن أرصفة موحدة، وأولاً من خطوط مياه وصرف صحي وتصريف مياه الأمطار تلائم توسع المدينة. كان ناسها يذهبون للقدس، وصار المقادسة يأتون إليها. مع ذلك، فالبعض يقول: لماذا التبذير، ولماذا.. لا نصرف الأموال على الرواتب، علماً أن البعض احتج على إشارات المرور الكهربائية قبل عشر سنوات. للناس أن تنق كعادتها، وللمدينة أن تغدو مدينة، وللشوارع الرئيسة أن تستحق اسمها. نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شيء يشبه عملية قلب مفتوح شيء يشبه عملية قلب مفتوح



GMT 10:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 10:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 10:40 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 10:38 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 10:37 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 10:35 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

«ترمومتر» الوطنية!

GMT 10:32 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أين الجبرتى الجديد؟

GMT 10:31 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السير «مجدى يعقوب».. أوكتاڤُ الحياة

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
  مصر اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 09:58 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

استكمال محاكمة 3 متهمين في قضية «تنظيم الجبهة الإسلامية»
  مصر اليوم - استكمال محاكمة 3 متهمين في قضية «تنظيم الجبهة الإسلامية»

GMT 12:06 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
  مصر اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 07:51 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

حفل اللاعب البرازيلي نيمار يثير الجدل في البرازيل

GMT 12:05 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مكافآت خاصة للاعبي أسوان عقب البقاء في الدورى الممتاز

GMT 14:23 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

تباطؤ التضخم السنوي في تونس إلى 6.2 % خلال أغسطس

GMT 21:51 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

غياب أحمد فتحي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon