توقيت القاهرة المحلي 12:06:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"أعط العربي رائحة انتصار"؟

  مصر اليوم -

أعط العربي رائحة انتصار

حسن البطل

هي "هدنة هيلاري" عملياً، وصياغتها مختصرة، جافة ومتقشفة. يعني مثل شخصية الست كلينتون الباردة، لا مثل شخصية السيد كلينتون الحارة؟! لعب الرئيس اوباما دوراً أول، فهو اتصل ثلاث مرات أحياناً في اليوم مع الرئيس المصري مرسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، لكن اميركا واسرائيل أعطتا دور البطولة الأول للرئيس المصري. مصر عادت راعية هدنة اخرى، وهذه المرة ستكون الرعاية أبعد مدى من رعاية "فنية" لرئيس المخابرات الراحل عمر سليمان، ورئيسه السجين حسني مبارك، وستغدو رعاية سياسية ايضاً، لأن القاهرة صارت "عاصمة القرار" الغزي (الحمساوي والجهادي) كما تبقى "عاصمة الحوار" الفلسطيني - الفلسطيني. شروط الهدنة جافة، لكن نتائجها لا تقل، فلسطينياً، عن نتائج معركة الكرامة المجيدة، ومعركة صمود بيروت، فإذا كانت هذه وتلك ولادة ثانية للحركة الفدائية الفلسطينية، فإن هدنة هذه الجولة لن تقل عن "ولادة جديدة" لحركة حماس، كما قالت أمس "معاريف" في عنوان فرعي. حماس وحلفاؤها حركة مقاومة، وليسوا مثل سمكة القرش التي تشم رائحة الدم من نقطة في البحر، لكنها تشم رائحة انتصار، كما شمتها الحركة الفدائية في "الكرامة" ١٩٦٨ والثورة الفلسطينية في حصار بيروت ١٩٨٢. .. واسرائيل؟ كانت هذه الدولة تخرج الى حروب حسم مع الجيوش العربية حتى اكتوبر ١٩٧٣، وصارت تخرج الى جولات ردع وترويع. قد نكون أدركنا بعض درجات سلم الردع المتبادل، وتبقى اسرائيل ماسكة زمام الترويع، ولكن "خوافّة" على صورتها في مرآة الرأي العام العالمي. إذاً الحرب نصفها معنويات، فإن ضابطاً بريطانياً إبان الانتداب على فلسطين قال: "أعطِ العربي رائحة انتصار .. وحاول ان توقفه". توقفت هذه الجولة في يومها الثامن مع "رائحة انتصار" لحرب الصواريخ الفلسطينية الاقل دقة من حرب القنابل الذكية الاسرائيلية. لا مقارنة في حجم الدمار والخراب، وبالأحرى لا مقارنة في اعداد القتلى (نحن أسخياء بالشهداء، وهم ضنينون بالقتلى) لكن تجوز المقارنة في المعنويات. في نهاية "عاصفة الصحراء" تساءل صدام حسين: من سيطلق الصاروخ الـ ٤٠ على إسرائيل؟ مات الرجل قبل اطلاق حزب الله مئات الصواريخ التي وصلت "حيفا وما بعد حيفا" وقبل إطلاق حماس واخواتها مئات الصواريخ التي وصلت تل ابيب وما بعد تل أبيب. لم تعد صواريخ غزة، كما في بداياتها، صواريخ عبثية، وقد حققت توازناً ما في الردع، لكن التوازن في القتلى والترويع لم يتحقق، سوى أن قدرة التحمل المتفاوتة غطت على اللاتوازن، فقد اعتاد الفلسطينيون ان يكونوا "تحت النار" اكثر من الإسرائيليين بكثير. كيف نبني انتصاراً على رائحة انتصار. هذا رهن أمرين: أن تؤدي نتائج الجولة والهدنة الى انقلاب في تصويت الناخبين الاسرائيليين، وبدرجة أكبر أن نبني على رائحة الانتصار انتصاراً سياسياً فلسطينياً، أي انهاء الانقسام. كيف ننهي الانقسام؟ إذا استثمرت مصر دورها في انهاء الجولة وصيرورتها "عاصمة الهدن" الغزية - الإسرائيلية، وحثت دورها لتعود "قائدة عربية" وتوصلت الى إقناع طرفي الانقسام الفلسطيني بانهائه. هذا الدور المصري ينتظر أن تحقق السلطة الفلسطينية النصف الآخر من "رائحة الانتصار" أي الفوز بعضوية فلسطين دولة مراقباً. هيلاري نجحت في إسرائيل ومصر وأنهت جولة القتال في غزة (واسرائيل) لكنها لم تنجح في اقناع عباس في رام الله بتأجيل "صواريخ التصويت" في نيويورك! القاهرة مع التصويت، وواشنطن ضده، لكن الجولة والهدنة الغزية - الاسرائيلية، او "هدنة كلينتون" قد تدفع واشنطن الى الامتناع عن التصويت على الطلب الفلسطيني. تعرف رام الله ان فشل التصويت او تأجيله، لأي سبب، قد يدفع الوضع في الضفة الى حافة الانفجار الشعبي، لأن الناس سوف تقارن بين الخيارين: خيار المقاومة وخيار العضوية ثم المفاوضة من جديد. في حال نجاح طلب العضوية، ستكون هذه هزيمة سياسية واضحة لإسرائيل تضاف الى فشلها في ردع غزة. يمكننا ان نطور رائحة النصر الى نصر لإرادة المقاومة والإرادة السياسية معاً. تعقيب حول عمود "٧٠٠ متر" الخميس ٢٢ تشرين الثاني: Rana Bishara: ما بعد "عمود السحاب" تزداد أهمية دور "عمود" حسن البطل. ** من المحرر: أشم رائحة سخرية لطيفة.. معليش يا سيدتي. نقلاً عن جريدة "الايام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أعط العربي رائحة انتصار أعط العربي رائحة انتصار



GMT 10:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 10:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 10:40 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 10:38 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 10:37 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 10:35 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

«ترمومتر» الوطنية!

GMT 10:32 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أين الجبرتى الجديد؟

GMT 10:31 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السير «مجدى يعقوب».. أوكتاڤُ الحياة

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
  مصر اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 09:58 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

استكمال محاكمة 3 متهمين في قضية «تنظيم الجبهة الإسلامية»
  مصر اليوم - استكمال محاكمة 3 متهمين في قضية «تنظيم الجبهة الإسلامية»

GMT 12:06 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
  مصر اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 07:51 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

حفل اللاعب البرازيلي نيمار يثير الجدل في البرازيل

GMT 12:05 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مكافآت خاصة للاعبي أسوان عقب البقاء في الدورى الممتاز

GMT 14:23 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

تباطؤ التضخم السنوي في تونس إلى 6.2 % خلال أغسطس

GMT 21:51 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

غياب أحمد فتحي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon