توقيت القاهرة المحلي 15:21:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مأزق الفلسطينيين ومأزق الإسرائيليين؟

  مصر اليوم -

مأزق الفلسطينيين ومأزق الإسرائيليين

حسن البطل

تسقط الطائرة إذا انفصل عن بدنها جناح واحد. رسّامنا بهاء البخاري أسقط من طائرة ربّانها نتنياهو جناحيها، إيهود باراك وزير الدفاع، وأفيغدور ليبرمان، وزير الخارجية. هذا في الكاريكاتير. في الواقع، لن يسقط لا حزب الليكود ـ بيتنا في الصناديق، ولا قائد الائتلاف وربّانه بنيامين نتنياهو، فالذي سقط من الطائرة أشبه بخزّاني وقود، الأول، باراك صار خزّاناً فارغاً، منذ قالت الاستطلاعات إن حزبه ("الاستقلال" ـ "عتسمئوت") لن يجتاز نسبة الحسم، والثاني ليبرمان تسرّب الوقود من خزّانه بحكم قضائي أسقط عنه بيّنات الغشّ والتلاعب وأبقى على الشبهات، مثل حكم قضائي أولي على زعيم "كاديما" المستقيل إيهود أولمرت، منعه من خوض انتخابات كانون الثاني. في الكاريكاتير السياسي غير ما في تصميم الطائرات النفّاثة الحديثة، التي تستطيع مواصلة رحلتها بسرعة دنيا إذا احترقت ثلاثة من محرّكاتها الأربعة. لا بدّ أن ربّان الليكود ـ بيتنا يشعر براحة خفيّة من استقالة وزيرين هما جناحا ائتلافه الحالي، لماذا؟ وزير الحربية باراك لا يروق لغلاة الليكوديين والجناح الاستيطاني منه بخاصة، ووزير الخارجية ليبرمان لا يروق لمعتدلي الليكود و"أمرائه" الذين أقصاهم مؤتمر الحزب في انتخاباته التمهيدية، وأولاً لا يروق لأوروبا وأميركا. لاحظوا هذه المفارقة في ائتلاف الليكود ـ بيتنا: في تدريج قائمة الليكود للكنيست فقد أمراء الحزب "المعتدلون" مكانتهم (دان ميردور، بني بيغن، ميخائيل إيتان) لصالح جناح المتطرفين ـ المستوطنين بقيادة موشيه فايغلين وداني دانون. وفي تدريج قائمة "إسرائيل بيتنا" حدث أمر مشابه. ليبرمان هو "بوتين إسرائيل" كما يقال، وقائمة الحزب يضعها الزعيم بلا انتخابات، ومن ثم أطاح ليبرمان بالمتطرف وساعده اليمنى داني أيالون، واستبدله بمتطرف أشدّ هو يائير شمير، جنرال مظلات احتياط، ونجل موشيه شامير. باستقالة باراك وليبرمان، سيبدو المتطرف نتنياهو أمام الناخب وكأنه زعيم مركز وسط ـ اليمين، بينما يعاني منافسوه في أحزاب مركز وسط ـ يسار من التشرذم، ولا يشكلون بديلاً سياسياً ولا حتى ائتلافاً يتحدّى ائتلاف ليكود ـ بيتنا. حزب العمل، بزعامة شيلي يحيموفيتش (التقديرات 19 مقعداً) أسقط السياسي (المفاوضات) من برنامجه لصالح الاجتماعي، وكذلك فعل حزب ("يوجد مستقبل" ـ "يش عتيد" ) بزعامة يائير لبيد، النجم التلفزيوني الوسيم وابن الزعيم الراحل المعادي للمتدينين والوزير يوسف (تومي) لبيد. وحدها زعيمة حزب ("الحركة" ـ "هتينوعا). التقديرات تعطيه 9 مقاعد. تسفي ليفني توازن بين الاجتماعي والسياسي (المفاوضات مع الفلسطينيين) لكنها معتدّة بنفسها، ولا تقبل الائتلاف مع "العمل" أو "يوجد مستقبل" (التقديرات 9 مقاعد). ومن ثم، هذه انتخابات تخلو من مفاجآت، وسيشكل نتنياهو حكومته الائتلافية الثالثة. حكومته الثانية تمكنت من وضع خطر إيران في مقدمة سياستها الخارجية، والثالثة قد تضطر للعودة إلى تقديم الموضوع الفلسطيني، بعدما تحدّت السلطة ضغوط (وعقوبات) أميركا وإسرائيل. هناك في إسرائيل من يقول إن الولايات المتحدة حليفة إسرائيل في الموضوع النووي الإيراني، لكن لها خلافاتها معها في الموضوع الفلسطيني، حيث "الدولة" الفلسطينية أخطر من "القنبلة" الإيرانية. انتخابات كانون الثاني بلا مفاجآت، ففي الانتخابات السابقة تمكن نتنياهو والليكود من تشكيل "كتلة" ائتلافية أكبر من كتلة "كديما" مع أن مقاعد الليكود كانت أقل بمقعد واحد (28 مقابل 27) كان الحزب الأكبر يشكل الحكومة وصارت الكتلة الأكبر تشكلها. إلى جانب "الكتلة" يبرز دور الفرد، لأن حزب لبيد يدور في فلكه، وكذا حزب "الحركة"، ناهيك عن دور ليبرمان في حزبه، وفي كل انتخابات تتشكل أحزاب سريعاً ما تتلاشى في الانتخابات التالية.. الليكود؟ يقولون: نتنياهو ملك إسرائيل! مع ذلك، هذه أول انتخابات لا يتصدر فيها الجنرالات أحزاباً جديدة، وتهاوى حزب "كاديما" للجنرال شارون من الحزب الأول إلى الحزب الحاكم، فإلى حزب الأغلبية.. فإلى حافة الحسم، رغم زعامة موفاز قائد "الحرب ضد الانتفاضة" ستدور المباراة المقبلة بين مأزق الفلسطينيين مع أنفسهم (الانقسام) ومأزق إسرائيل مع العالم (الدولة). نقلاً عن جريدة "الأيام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مأزق الفلسطينيين ومأزق الإسرائيليين مأزق الفلسطينيين ومأزق الإسرائيليين



GMT 14:24 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 14:22 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 10:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 10:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 10:40 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 10:38 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 10:37 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 10:35 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

«ترمومتر» الوطنية!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
  مصر اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 12:06 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
  مصر اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 07:51 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

حفل اللاعب البرازيلي نيمار يثير الجدل في البرازيل

GMT 12:05 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مكافآت خاصة للاعبي أسوان عقب البقاء في الدورى الممتاز

GMT 14:23 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

تباطؤ التضخم السنوي في تونس إلى 6.2 % خلال أغسطس

GMT 21:51 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

غياب أحمد فتحي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon