توقيت القاهرة المحلي 15:21:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

.. ولليرموك أسماؤه الحسنى!

  مصر اليوم -

 ولليرموك أسماؤه الحسنى

حسن البطل

إذا سألتَ: ماذا في مخيم اليرموك، كأنك سألتَ ماذا في سورية، إذا سألت ماذا في سورية كأنك سألت ماذا في العالم العربي. عن أحمد الزعتر - أحمد العربي، قال درويش: "كان المخيم جسد أحمد. انظر الى جسد مخيم اليرموك ماذا تجد؟ إذا نظرت الى جدران بيوت المؤمنين - المسلمين، أو المسلمين - المؤمنين، ستجد أسماء الله الحسنى في إطار على الجدار، لكن إن نظرت الى جدران بيوت المخيمات.. ماذا ستجد؟ وإن نظرت الى أسماء شوارع المخيم ماذا ستجد؟ وإن نظرت الى مباني ومدارس ومساجد المخيم ماذا ستجد؟ المخيم هو فلسطين اللاجئة في المنفى، وعلى جدران بيوته ستجد صورة القدس تتوسطها القبة المذهبة، والى جانبها صورة شهيد، صورة قائد شهيد، ولا يخلو بيت في المخيم من شهيد. المخيم هو فلسطين اللاجئة في المنفى، وعلى آرمات شوارع المخيم ستجد: شارع فلسطين، شارع عز الدين القسام، شارع صفد، شارع لوبيا، شارع العروبة أيضاً (لم تفتح معي صورة غوغل لمخيم اليرموك). المخيم هو فلسطين اللاجئة في المنفى، واذا نظرت الى اسم مسجد مجزرة القصف بالطيران، ستجد اسم مسجد الشهيد عبد القادر الحسيني، وهناك ايضاً مدرسة ترشيحا، ومدرسة الفالوجة. وجميع اسماء المدارس هي اسماء من المكان الفلسطيني، او زمان الفتوحات العربية الاولى. المخيم هو فلسطين اللاجئة في المنفى، وليس صدفة أن يحمل المخيم اسم اليرموك، أو تحمل احياؤه وأزقته رائحة الطبيخ الفلسطيني وأسماء قرى ومدن فلسطين. ".. ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها" وللمخيم اسماء فلسطين الحسنى وهو يُدعى بها: شارعاً شارعاً، مسجداً مسجداً، قرية قرية، مدرسة مدرسة.. وشهيداً شهيداً على نحو خاص. فقد سقط عبد القادر الحسيني في معركة القسطل، وسقط أحفاد - أحفاده أمام / وفي مسجد يحمل اسمه في مخيم اليرموك، وفي المخيم مقبرة شهداء فلسطين - من كل فلسطين، وهناك قبر ابو جهاد. كنت في جامعة دمشق، وكان لي صديق أكبر عمراً مني في الجامعة، وكان الصديق من مدينة حماة، وحكى لي شيئاً من ذاكرة طفولته في مدينته: باصات تجوب الشوارع بعد صلاة الجمعة، ويصدح منها ميكروفون ينادي: الى فلسطين .. الى فلسطين. وكان بعض الشباب والرجال يتركون حوائج البيت من أيديهم الى اولادهم، ويركبون الباصات .. ذهبوا الى حرب فلسطين، عادوا، ولم يعودوا منها. * * * كنت في بيروت خلال الحرب الاهلية، وقال لي فلسطينيون من اليرموك أن بنات الشام، وبنات حيّ ابو رمانة والجسر الابيض، يذهبن الى شارع لوبيا وشارع صفد (أكثر شوارع المخيم، بل دمشق، حركة ونشاطاً) ليشترين آخر صيحات الموضة، وأحسن سراويل الجينز، لا يجدن مثلها في شارع الصالحية الدمشقي. الآن، قرأت ان صبية فلسطينيين من المخيم المنكوب يسيرون على غير هدى في شوارع دمشق الراقية، ابو رمانة وسواه، وينامون على ارصفة الشوارع، متدثرين بالصحف وعلب الكرتون المقوى. في المثل الشامي السائر ان "بَرْد الشام يقصّ المسمار" وقبل ان يغدو مخيم اليرموك بوابة لحسم "معركة دمشق" استقبل عشرات الآلاف من السوريين، وفتح لهم البيوت، والمدارس، والمساجد، ووزع عليهم الاغطية، وايضاً الوجبات الساخنة. * * * "لله الأسماء الحسنى فادعوه بها" وللمخيم أسماء فلسطين الحسنى يدعى بها، والمخيم هو فلسطين اللاجئة في المنفى، و"كان المخيم جسد أحمد" في قصيدة محمود درويش، وكان المخيم، ايضاً، في جسد احمد درويش، شقيق محمود. قال عن مخيم اليرموك قصة المخيم واللجوء والمنفى: "لا يلتقي نازحو مخيم مع نازحي مخيم إلاّ في مخيم! * * * من مخيم عين الحلوة لجوء الى مخيم اليرموك، ومن مخيم اليرموك لجوء الى مخيم عين الحلوة.. وكان شاكر العبسي أداة المؤامرة على مخيمي البداوي ونهر البارد، والآن احمد جبريل والجيش الحر، ومجاهدو الشيشان والافغان من حاملي السواطير أداة المؤامرة على مخيم اليرموك. * * * وللمخيم أسماء فلسطين الحسنى، ولجنود المخيم في جيش التحرير أسماء مواقع الحروب العربية الغابرة: قوات حطين. قوات بدر. قوات اليرموك. قوات عين جالوت. قوات القادسية. نقلاً عن جريدة "الأيام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 ولليرموك أسماؤه الحسنى  ولليرموك أسماؤه الحسنى



GMT 14:24 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 14:22 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 10:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 10:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 10:40 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 10:38 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 10:37 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 10:35 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

«ترمومتر» الوطنية!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
  مصر اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 12:06 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
  مصر اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 07:51 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

حفل اللاعب البرازيلي نيمار يثير الجدل في البرازيل

GMT 12:05 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مكافآت خاصة للاعبي أسوان عقب البقاء في الدورى الممتاز

GMT 14:23 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

تباطؤ التضخم السنوي في تونس إلى 6.2 % خلال أغسطس

GMT 21:51 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

غياب أحمد فتحي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon