توقيت القاهرة المحلي 14:24:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نحو "بلديات أهلية" للأحياء؟

  مصر اليوم -

نحو بلديات أهلية للأحياء

حسن البطل

صبيحة اليوم الأول من العام الجديد "انسّم بدني". واحد أخرق كسر شجرة شارع أخرى. سأردد قولي: لكل بلد ثلاثة أركان لا يقوم إلا بها: المواطن، المواطنية .. والوطن محصلتهما. موجة التهاني بالعام الجديد، تدفعني لرؤية النصف المليء من الكأس، ففي اليوم السابق لرأس السنة حدثني صديقي عن تجربة أهلية - بلدية رائدة في حي أدراج المصايف - الإرسال (رام الله - البيرة). رام الله - البيرة تنمو بسرعة الصوت، ويتجلى النمو على أطرافهما عمراناً وقلبهما تحديثا للشوارع وبنيتها التحتية، وأظن ان فورة العمران تتركز في ثلاثة احياء رئيسية: الطيرة (طيرة رام الله) والبالوع والماصيون. في حي صغير آخر، هو أدراج المصايف - الارسال "تجري منذ اسابيع تجربة تطوعية - رسمية رائدة ومشتركة، قد تجعله نموذجا للاحياء تقتدي به بقية أحياء المدينة. الأشقياء يكسرون (يدقون عنق) بعض اشجار مركز المدينة، وللعجب كان مركز رام الله - البيرة، قبل التحديث، يخلو من الأشجار .. لكن، في حي "المصايف" على تخوم رام الله - البيرة، تجربة أهليه تشمل زراعة ١٠٠٠ شجرة حرجية، كبادرة واحدة من جملة مبادرة منظمة ذات ٢٣ مشروعا - مطلباً - هدفا، مطلعها تنظيف الحي من مهملات الفوارغ المرمية خاصة في المناطق غير المبنية. بلديتا رام الله - البيرة مدّتا يد العون رسميا، وزودتا المتطوعين (حوالي ٦٦ حتى الآن) بالعدّة اللازمة، لأن الخطة الاهلية - التطوعية شاملة: حدائق اطفال وعامة؟ نعم. مدارس؟ نعم، خمسون حاوية قمامة جديدة؟ نعم، مواقف انتظار مسقوفة ومقاعد لراحة الكبار؟ نعم، تسمية الشوارع وترقيم المنازل؟ نعم.. الخ! ليست هذه المبادرة "فزعة" تطوعية عابرة، بل خطة مؤطرة ومنظمة، لأن هذا الحي يشكو من عيوب في التخطيط المديني - العمراني، بحيث ان بنكاً ووزارة رئيسية تسد سيارات الموظفين والزبائن حركة مرور ساكني الحي.. فلماذا لا تقيم البلدية مواقف سيارات في قطع الاراضي غير المبنية، كما هو الحال في مركز المدينة؟ طموح اللجنة يبدأ من النظافة ويصل الى إبداء اللجنة المشورة للبلديتين في تخطيط العمران، بل ويتعدى هذا الى "تعزيز مفهوم المواطنة" حتى في الناحية النظامية والرياضية مستقبلا! هذه تجربة رائدة في المدينتين المتلاحمتين، قد تجعل الحي نموذجاً لاحياء المدينة الحديثة (الطيرة، البالوع، الماصيون) وللقديمة ايضاً. على البلدية مكافأة اللجنة بدرع "الحي النموذجي"! إنها لجنة منتخبة ديمقراطياً، كما انتخب سكان المدينتين مجلسين بلديين جديدين، وقد تتطور الى ما يشبه "إدارة ذاتية" للحي، بل و"بلدية احياء" شعبية. هناك مدينة جديدة نموذجية قيد البناء تسمى "روابي"، وهناك احياء سكنية جديدة تبنى على سفوح تلال رام الله، تتخطى التوسع العمراني المتصل للمدينة، وتترك مساحات خضراء بين كل حي وآخر. .. وهناك هذه التجربة داخل المدينة ذاتها ليكون حي واحد من أحيائها نموذجاً يقتدى لبقية الأحياء. سيشارك أولاد حي المصايف في زراعة أشجار الطرق، وغرس الورود في الحدائق، ورعاية هذه وتلك، ما يعني تنمية "روح المواطنة" فيهم، واستبعاد ان يقوم شقي من بينهم بتكسير الأغراس الجديدة للأشجار، كما يفعل الأشقياء في مركز المدينة. الحق على الأهل والمدارس والمدرسين. خلال اقل من شهر (تشكلت لجنة الاهالي في ١٢ كانون الاول) عقدت اللجنة ١١ اجتماعا، أي ان الفكرة تدحرجت وتوسعت في اطارها وأهدافها. * * * أواظب على قراءة الزاوية الاسبوعية في "الايام" لزميلي صلاح هنية، رئيس "لجنة حماية المستهلك" ولها دورها الرقابي المحمود في الدفاع ما امكن عن مصلحة المستهلك، وتنويره بالحقائق حول جودة المنتوج الوطني في بعض السلع، أمام إغراق ومنافسة المنتوج الإسرائيلي، وأحياناً كثيرة بجودة اقل .. ولكن بأسعار منافسة وإغراقية. * * * اكرر مرة أخرى ان البلد لا يصبح مواطنا دون سيبة متوازنة قوامها المواطن. المواطنية. الوطن.. وهذا بلاغ للشعب؟! نقلاً عن جريدة "الأيام" الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحو بلديات أهلية للأحياء نحو بلديات أهلية للأحياء



GMT 14:24 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 14:22 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 10:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 10:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 10:40 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 10:38 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 10:37 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 10:35 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

«ترمومتر» الوطنية!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
  مصر اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 12:06 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
  مصر اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 07:51 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

حفل اللاعب البرازيلي نيمار يثير الجدل في البرازيل

GMT 12:05 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مكافآت خاصة للاعبي أسوان عقب البقاء في الدورى الممتاز

GMT 14:23 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

تباطؤ التضخم السنوي في تونس إلى 6.2 % خلال أغسطس

GMT 21:51 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

غياب أحمد فتحي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon