توقيت القاهرة المحلي 14:22:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ترتيب أوضاع

  مصر اليوم -

ترتيب أوضاع

حسن البطل

رنا بشارة، فلسطينية في إسرائيل، التقطت مفارقة سنة ميلادية جديدة في بلاد ولد فيها التأريخ الميلادي: الطوائف المسيحية في فلسطين تحتفل بالميلاد ثلاث مرات؛ وبالفصح مرتين. يعني: المسيح "يولد" في القدس ثلاث مرات، و"يموت" مرتين! في هذه البلاد، الصغيرة والمقدسة، مفارقة أخرى وأشمل:هناك رأس السنة الميلادية، ورأس السنة الهجرية، ورأس السنة العبرية، يعني: "هابي نيو يير" و"كل عام وأنتم بخير" و"رحلت سنة بويلاتها، وحلّت سنة ببركاتها" كما يقولون في رأس السنة العبرية! ثلاثة أعياد ميلاد، وثلاث بدايات للسنة الجديدة. شو كمان؟ هناك ثلاث دول تعيد ترتيب أوضاعها الداخلية، ومحصّلة هذا الترتيب ستنعكس على العام الميلادي الجديد 2013 في البلاد، وهي الولايات المتحدة، وإسرائيل، والسلطة ـ دولة فلسطين. أميركياً: مع نهاية الشهر الأول من العام الجديد، ستكون الإدارة الأميركية المتجددة برئيسها قد جددت أركانها، واختار الرئيس أوباما، بالتوافق مع الكونغرس، مساعديه الرئيسيين، وأهمهم وزيرا الخارجية، الذي رسا على المحنّك جون كيري، بالتوافق التام مع الكونغرس؛ والدفاع (البنتاغون) حيث يميل الرئيس إلى تولية تشاك هاغل، وهو خيار تخشاه إسرائيل واللوبي اليهودي الأميركي، وربما يعارضه الكونغرس. هذان الوزيران من أبطال حرب أميركا في فيتنام، كما هو حال وزير الخارجية الأسبق، كولن باول. كانت وصية الجنرال ماك ـ أرثر بطل الحرب الأميركية المنتصرة ضد اليابان لولده: إياك أن تخوض حرباً برية في آسيا.. ولكن أميركا فعلتها أربع مرات في حروب آسيا، بعد الحرب العالمية الثانية: أولاً، في كوريا (ولكن تحت علم الأمم المتحدة) وفي فيتنام؛ وفي أفغانستان.. ثم العراق. تشاك هاغل لا يريد ما تريده إسرائيل؛ أي حرباً أميركية ضد إيران، ولا يؤيد سياسة إسرائيل في فلسطين، أما زميله جون كيري فهو يريد من الفلسطينيين والإسرائيليين مفاوضات انطلاقاً من نقطة الأساس: تحديد الحدود وترسيمها، ومن ثم يسهل حل مسألة الكتل الاستيطانية والمستوطنات! إسرائيلياً: مع نهاية شهر شباط أو أوائل آذار يكون الفائز في انتخابات هذا الشهر، وهو على الأرجح بنيامين نتنياهو، قد شكل تحالفاته الائتلافية لحكومته الثالثة، التي ستكون، على الأرجح، أكثر انحرافاً نحو اليمين، لأن الليكود ذاته مال مع جناح موشي فايغلين إلى أقصى اليمين، ثم تحالفاته مع "إسرائيل بيتنا" وربما مع "البيت اليهودي، تميل إلى يمين ـ اليمين، هذا علماً أن ليبرمان ونفتاي بينيت (البيت اليهودي) كانا عضوين رئيسيين في الليكود. قادة الليكود يستهزئون بمحاولة زعيمة حزب "الحركة" "هاتنوعاه" تسفي ليفني تشكيل ائتلاف يضمها وحزب "العمل" وحزب "يوجد مستقبل (يش عتيد).. إلاّ إذا استطاع الائتلاف المضاد لليمين استمالة حركة "شاس" ودعمت الأحزاب العربية هذا الائتلاف، شريطة أن تنزل مقاعد الائتلاف اليميني من 67 حالياً إلى الحافة 60، ويكلف رئيس الدولة زعيمة حزب العمل بتشكيل حكومة تميل لمفاوضات مجدية مع الرئيس أبو مازن. فلسطينياً: عضوية دولة فلسطين ـ مراقبة ثم احتفال "فتح" العظيم بانطلاقتها في غزة، أعطيا دفعة للسلطة الفلسطينية، لن تكون حاسمة ما لم تتوصل حركة "الأخضر" وحركة "الأصفر" إلى مصالحة دعت إليها مصر في هذا الشهر، أو ربما الشهر المقبل، بعد أن تكون أميركا وإسرائيل رتبتا أوضاعهما الداخلية، بعد انتخابات نوفمبر الأميركية ويناير الإسرائيلية. أميركا وإسرائيل تدعوان الفلسطينيين إلى استئناف المفاوضات، والفلسطينيون يريدونها استئنافاً لآخر مفاوضات مع حكومة أولمرت. المفاوضات مع إسرائيل خيار غير شعبي فلسطينياً، وخصوصاً مع الائتلاف اليميني، أما الانتخابات الفلسطينية فهي خيار شعبي صار قوياً بعد الانطلاقة الفتحاوية ـ الفلسطينية المتجددة في غزة. للأطراف الثلاثة: أميركا وإسرائيل وفلسطين انشغالات مختلفة بـ "الربيع العربي"، هذا إذا هدأت الحرب الأهلية السورية أو حُسمت، أو انتخب المصريون برلماناً يوازن سلطة رئيس الدولة. لم ترحل لعنات السنة الفائتة، والبركة الوحيدة في السنة الجديدة هي شتوية ماطرة يليها "ربيع طبيعي" وليس ربيعا سياسيا. نقلاً عن جريدة "الأيام" الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترتيب أوضاع ترتيب أوضاع



GMT 14:22 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 10:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 10:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 10:40 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 10:38 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 10:37 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 10:35 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

«ترمومتر» الوطنية!

GMT 10:32 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أين الجبرتى الجديد؟

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
  مصر اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 12:06 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
  مصر اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 07:51 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

حفل اللاعب البرازيلي نيمار يثير الجدل في البرازيل

GMT 12:05 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مكافآت خاصة للاعبي أسوان عقب البقاء في الدورى الممتاز

GMT 14:23 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

تباطؤ التضخم السنوي في تونس إلى 6.2 % خلال أغسطس

GMT 21:51 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

غياب أحمد فتحي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon