توقيت القاهرة المحلي 15:59:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كم مرّة تسلم "جرة" الكرة الأرضية؟

  مصر اليوم -

كم مرّة تسلم جرة الكرة الأرضية

حسن البطل

بعضكم شاهد فيلم "يوم الاستقلال" وفيه تقود الولايات المتحدة أمم ودول العالم لصدّ غزاة فضائيين للأرض (هم دائماً أذكى واكثر تقدماً تكنولوجياً، ولكنهم دائماً أبشع من الانسان .. الذي "خلقه الله على صورته"!). الآن، في السينما يحكون عن غزو البشر لكواكب أخرى لأنه يقال: "والله ما غزي قوم في أرضهم إلا ذلّوا". أبعد من القمر الارضي لم تطأ قدم بشرية، وأبعد من كوكب المريخ لم يرسلوا "ربوتاً" .. ولكنهم يضعون سيناريوهات لاستعمار شوارد ونيازك وأجرام صغيرة تشكلت في بداية الكون، وتحوي وفرة من معادن نادرة على كوكب الارض! في هذا الكون ربما اكثر من مائة مليون مجرّة، أقربها إلينا مجرة الاندروميدا ونحن في مجرة درب التبانة (الطريق اللبني) وهي مجرة متواضعة الحجم قياساً لغيرها من المجرات .. ولكن اليكم هذه الاحصائية التقديرية المدوخّة: في مجرة درب التبانة 17 مليار كوكب في حجم كوكب الارض .. والى ذلك فيها نجوم او ثقوب سوداء حجمها اكثر من حجم نجم الشمس بمليوني مرة. ومن أصل ست نجوم في مجرتنا هناك نجمة يدور في فلكها كوكب يماثل تقريباً حجم كوكب الارض، وربع النجوم تدور حولها كواكب في حجم الارض بين مرة الى مرتين.. وبعض الكواكب يتيمة تائهة تدور حول نفسها وليس حول نجم ما، وحجمها جسيم قياساً الى حجم كوكب المشتري، ولكنها حديثة "الولادة" وعمرها بين 50 - 120 مليون سنة، قياساً بعمر الارض ذات مليارات السنوات (عمر نجم الشمس ٤,٦ مليار سنة من اصل عمر الكون ١٣،٧ مليار سنة). ورصد العلماء طفلاً كوكبياً جنينياً لا يتجاوز عمره ٣٠٠ الف سنة (برهة في عينيك .. يا رب!). قبل ٣٠٠ الف سنة لم يكن الانسان شيئاً مذكوراً، سوى ككائن بدائي اكتشف النار مثلاً.. وها هو في مطلع الالفية الثالثة يكتشف جحيما في الكون، تبلغ حرارته اكثر من مليوني درجة مئوية. لا يستطيع علماء الفلك ان يعرفوا كم من الوقت الخاطف استمر الانفجار الأعظم (بيغ بان) او البيضة التي فقس منها الكون، ولكنهم يقدرونها بثوان معدودات، ويستطيعون فقط التقاط "صورة" للكون بعد المليون الاول من عمر الانفجار الاعظم. والآن اكتشاف جديد ورهيب، وهو أن الحياة على الارض كانت ستفنى بفعل دفق هائل من اشعة غاما المهلكة، وذلك في النصف الثاني من القرن الثامن ٨٧٤ - ٨٧٥ ميلادية، وقد جاءت من انفجار نجمي يبعد عن الارض ٣ - ١٢ الف سنة ضوئية.. ولو كانت اقرب لكانت قيامة الفناء لكل كائن حي على الارض! لماذا؟ لأن الطاقة الصادرة عن انفجار نجمي عظيم، هو نتيجة اصطدام ثقبين اسودين، تولدت عنه طاقة تفوق تلك الصادرة عن نجم الشمس خلال مليارات السنوات .. يا لطيف الطف بنا! كيف اكتشفوا نجاة الحياة على الارض من الفناء؟ بواسطة حلقات في دوائر نمو جذوع الاشجار، وبواسطة زيادة غير عادية في ارتفاع الكربون ١٤، وهذا الكربون هو سر الحياة العضوية الاكبر، وبدونه لا توجد ادنى اشكال الحياة. المذهل في أمر هذا الاكتشاف، أن الارتفاع في اشعة غاما (هناك اشعة الفا وبيتا ايضا) لم يتعد سوى بين ثانية واحدة وثانيتين، أي هي فترة "الومضة" الساطعة والخاطفة التي تلت "الانفجار الأعظم" البدئي.. او انفجار بيضة الكون؟ هناك من يقول أن "الكربون ١٤" تساقط رذاذه من الكون على الارض بفعل دمار نجوم وكواكب، ووجد فيها بنية مناسبة لتخليق الحياة من الخلية الوحيدة الى الانسان صاحب مليارات الخلايا! هناك من يقول ان الماء على الأرض هو نتيجة بلورات جمودية كانت في نيازك وشهب تساقطت على الارض.. أي أن الحياة لم تتشكل على الارض ولكن تشكلت فوقها بفعل التقاطها بالجاذبية حطاماً كونياً. تبعد أبعد المجرات عن مجرة درب التبانة حوالي ١٣،٧ مليار سنة ضوئية، أي بعد ٥٠٠ مليون سنة من "الانفجار الأعظم". يقال أن هذا الكون الرحيب - الرهيب يتمدد بلا نهاية، ومن ثم فإن "سماء الارض" ستغدو سوداء بعد مليارات السنوات، لأن النجوم تتباعد عن بعضها بسرعة الضوء.. وكانت النظرية السابقة تقول بـ "كون نابض" يمتد ثم يتقلص ثم يمتد في دورة لا نهائية مداها مليارات السنوات الضوئية. أطرف ما قرأت من روايات خيالية أن سفينة فضائية ارضية ذهبت الى نجم الشمس لأخذ قطعة منه .. وقرب سطح الشمس تعطلت أجهزة التبريد عكسياً ونحو سرعة تبريد هائلة .. فمات الرواد من البرد وهم على مقربة من سطح الشمس. .. هيا سافروا من مشاكل الأرض الى مشاكل الحياة .. ومنها مشاكل الكون. نقلاً عن جريدة "الأيام" الفلسطينية .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كم مرّة تسلم جرة الكرة الأرضية كم مرّة تسلم جرة الكرة الأرضية



GMT 14:24 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 14:22 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 10:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 10:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 10:40 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 10:38 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 10:37 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 10:35 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

«ترمومتر» الوطنية!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
  مصر اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 12:06 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
  مصر اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 07:51 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

حفل اللاعب البرازيلي نيمار يثير الجدل في البرازيل

GMT 12:05 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مكافآت خاصة للاعبي أسوان عقب البقاء في الدورى الممتاز

GMT 14:23 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

تباطؤ التضخم السنوي في تونس إلى 6.2 % خلال أغسطس

GMT 21:51 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

غياب أحمد فتحي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon