توقيت القاهرة المحلي 16:26:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إشارة شطب ثالثة على "الصورة"؟

  مصر اليوم -

إشارة شطب ثالثة على الصورة

حسن البطل

ريتشارد غولدستون (وفريقه) يلقي السلام على المحامية الفرنسية كريستين شانيه (وفريقها) وهذه تلقي السلام على الأستاذ الإسرائيلي دانيال بارتل (وفريقه)؟ سلام ـ شلوم، وفي العبرية "أحضرنا السلام لكم (هفَنِينُو شَالُوم عَلِيخِمْ) كما يسخر المقدسي عارف الحسيني في روايته "كافر سبت". ثلاث إشارات شطب (أي ضرب) على صورة "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط" أو "الجيش الأكثر أخلاقية في العالم".. وجميعها نزلت على رأس إسرائيل خلال أربع سنوات (أيلول 2009 ـ شباط 2013) أي إبّان تولّي أفيغدور (ايفيت) ليبرمان حقيبة الخارجية، التي "يعضّ عليها بالنواجذ" في مشاورات حكومة ليكود ـ بيتنا الثالثة. رأى وشمّ القاضي غولدستون صورة ورائحة "جرائم حرب" إسرائيلية ضد المدنيين في غزة، إبّان حملة "رصاص مصهور"، فقامت قيامة إسرائيل تتهم هذا القاضي اليهودي ـ جنوب أفريقي، ورئيس بعثة الأمم المتحدة لتقصّي الحقائق بأنه "كاره نفسه". قلّة من الإسرائيليين العقلاء تساءلوا، بعد التقرير: لماذا لم نسمح له أن يرى ويسمع ويشمّ من الجانب الإسرائيلي.. ورغم أنه "تأسّف" قليلاً ولاحقاً على معلومات من جانب واحد، لكن السيف سبق العذل.. ووضعت إشارة شطب أولى على صورة إسرائيل وجيشها. إشارة الشطب الثانية كانت غليظة وسوداء، وصدرت آخر أيام الشهر المنصرم عن "مجلس حقوق الإنسان"، الذي طالب إسرائيل بإخلاء جميع المستوطنات تدريجياً، دون شروط مسبقة.. وإلاّ، فإن سيف المحكمة الجنائية الدولية سيسلّط على رقبتها. إسرائيل قاطعت كأول دولة المجلس مسبقاً قبل حوالي السنة، وستُرفع هذه الوثيقة الدولية الصارمة إلى مجلس حقوق الإنسان في آذار المقبل. إسرائيل "أذن من طين وأخرى من عجين"، ولصحيفة "جيروزاليم بوست" أن تكتب افتتاحيتها "سياسة الاستيطان أصبحت تهديداً على أمن إسرائيل".. وهذا ما يقوله ساسة ومثقفون عالميون، وحتى ساسة ومثقفون إسرائيليون. هناك "دول شرّيرة" في تصنيف الغرب، وهناك "دول عاقّة" في تصنيف منظمات الأمم المتحدة. أطرف دفاع تبريري إسرائيلي وأسخفه ليس "الغالبية الآلية" المؤيدة للفلسطينيين، بل هذا الادعاء المضحك: إسرائيل لا تفعل كما يفعل أسد سورية.. مثلاً، لكن هناك "حربا أهلية" وفي أرض فلسطين حرب دولة ذات جيش قوي وسياسة لئيمة ضد شعب آخر، وسياسة "تطهير عرقي" تدريجية! والمعنى؟ ليس صحيحاً القول: المهم ما يفعله اليهود، وليس ما يقوله العالم، وكذلك ليس صحيحاً أي استخفاف فلسطيني بقرار الجمعية العامة قبول عضوية فلسطين ـ دولة مراقبة (على غرار الفاتيكان التي اعترفت، أخيراً، بدولة فلسطين".. وأما الحقيقة فهي: إسرائيل تربح حرب الأسلحة وتخسر حرب الصورة والأكاذيب والتقارير الدولية، أيضاً. إشارة الشطب الثالثة تلت الثانية بفاصل أيام، وهي تبدو خفيفة الوطأة نسبياً، لكنها موجعة وجاءت في الصميم، لأنها مهنية أكاديمية تمت بالتعاون بين أستاذ في جامعة بيت لحم، وآخر إسرائيلي في جامعة تل أبيب.. مع فريق من المهنيين الذين محّصوا وقارنوا "التحريض" و"كراهية الآخر" و"العنصرية" في البرامج التعليمية الإسرائيلية والفلسطينية، فشهدوا بخلوّ الأخيرة تقريباً، ووجودها في البرامج والكتب الإسرائيلية.. والتصريحات. (أعدّ التقرير سامي عدوان (جامعة بيت لحم) ودانيال بار ـ تل (جامعة تل أبيب)، وقام بعرض الدراسة البروفيسور الأميركي ـ يهودي الأصل بروس ويكسلر (جامعة ييل) الأكثر شهرة عالمية في دراسات القانون، والحاخام دانيال سبيرير (جامعة بار ـ إيلان) (بالذات، حيث ألقى نتنياهو خطابه المراوغ الشهير.. ومحمد الدجاني (جامعة القدس). هذه قراءة وخلاصة أكاديميين دوليين مهنيين ومرموقين لـ "التحريض" المزعوم وغير المزعوم، أيضاً، وتشكل ضربة إجهاز للادعاءات الإسرائيلية التي "تلوم الضحية" وتبرّر لـ "الجلاّد". سنقتبس من ("هآرتس" ـ نير حسُّون) مقالته يوم 3 شباط: "دولة إسرائيل تخلي المواطنين الفلسطينيين الذين سكنوا في أملاك يهودية كانت لهم قبل حرب 1948 بينما لا تسمح لذات الفلسطينيين باسترداد أملاكهم التي هُجِّرُوا منها غربي مدينة القدس في الحرب ذاتها". وأيضاً: هذه الفضيحة، حيث أخلى الجيش خيمة احتجاج قرب قرية بورين لصالح مستوطنتي "يتسهار" و"براخا"، علماً أن الخيمة أقيمت في المنطقة (ب) ذات السيادة الإدارية الفلسطينية.. وبعدها قام المستوطنون بنشر وقطع عشرات من أشجار الزيتون في حقول "بورين". القصة وما فيها: "ما هو في أيدينا لنا، وما هو في أيديكم لنا ولكم".. ألا تشمُّون رائحة فصل وتمييز عنصريين، وسياسة تطهير عرقي؟ يلّلا إلى محكمة الجنايات الدولية. "مش لايك يا صديقي" تعقيبات على عمود، أمس، الاثنين 4 شباط المُعَنْوَن: "أشباه الزعماء": Sulieman fayoumi: لم يكن تحليلك صائباً يا حسن. لقد خلطت الحابل بالنابل. هذه وجهة نظر. Zakaria Mohammaed: عند حسن البطل الزعيم الأوحد هو السادات، الذي باع الضفة وأخذ سيناء ثمناً لها. يعني ليست حربه هي التي أعادت سيناء، بل إعطاء الضفة لإسرائيل. غير السادات لا يوجد زعماء. والطريق الوحيد المفتوح هو طريقه. يعني: طريق بيعها لإسرائيل. Majed Abugosh: مش لايك يا صديقي حسن. Nawal Haj: هو المخاض.. لم نعرف نوع الوليد بعد! نقلاً عن جريدة "الأيام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إشارة شطب ثالثة على الصورة إشارة شطب ثالثة على الصورة



GMT 14:24 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 14:22 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 10:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 10:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 10:40 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 10:38 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 10:37 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 10:35 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

«ترمومتر» الوطنية!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
  مصر اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 12:06 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
  مصر اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 07:51 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

حفل اللاعب البرازيلي نيمار يثير الجدل في البرازيل

GMT 12:05 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مكافآت خاصة للاعبي أسوان عقب البقاء في الدورى الممتاز

GMT 14:23 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

تباطؤ التضخم السنوي في تونس إلى 6.2 % خلال أغسطس

GMT 21:51 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

غياب أحمد فتحي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon