حسن البطل
"الحمد لله .. لا يوجد كانون ثالث" .. هكذا كتبت فيسبوكية شاكية عن قسوة "مربعينية" الشتاء في بلادنا والمنطقة.
خلصت "المربعينية" على خير، او اجتزنا "القطوع" معها، بشراً وارضاً، فقد كان كانون الثاني قمطريراً كما لم يكن، ربما، منذ عشرين عاماً (هل تذكرون نوّة شتاء ١٩٩٣؟).
مع نهاية المربعينية، وذروتها كانت بين ٥ - ١٠ كانون الثاني، اجتازت مناطق عدّة حاجز الـ ١٠٠٪ من المعدل السنوي العام للتهطال، وبخاصة في مناطق شمال الضفة .. وايضا في رام الله (ملكة التهطال في شتوية ٢٠١٢) وفي ذلك العام زرت "بحيرة" بيتونيا المتواضعة قياساً بـ "بحيرة صانور" قرب جنين.
الينابيع انبجست عيونها، وتشكلت مساقط مياه ولو لأيام معدودات وناس بلادنا الصغيرة - السلطوية محرومون من التمتع بمياه جارية، ولكنها بلاد الينابيع والعيون.
هذه مربعينية غير شكل، فقد مرّت مربعينيات حاقة في بعض فصول الشتاء، واحياناً حصل انقطاع في التهطال آخر شباط، وذات سنة حظينا بالثلوج اول نيسان، وفي نيسان آخر "احترق" العشب الربيعي بعد ان وصلت حرارة الجو الى ٣٧ درجة في الاغوار لأيام عدة.
ليش غير شكل؟ لأنها كانت مربعينية "مكشرة" وباردة وماطرة، ثم كانت ضاحكة ومشرقة ودافئة، ولعل كانون الثاني كان الأكثر تهطالا وبردا ثم الاكثر حرارة في بعض الايام.
الأهم من كمية التهطال، كما يقول الخبراء، هو توزيعه آخر الخريف وفي المربعينية، وكذلك في الربيع (مطر نيسان يحيي الارض والإنسان) كما أن منوال "دمعة وابتسامة" أو برد ودفء او غيوم وانقشاع أمر يساعد النباتات على النمو، ومن ثم فإن غلاء بعض الخضراوات لا يتعدى الأيام او الأسبوع.
يقول شاعر قديم ما معناه : "نحن قوم لا نرى في الخير لا شر بعده ولا نرى في الشر ضربة لازب" أي ان أضرار "النوات" الجانبية لم تكن قاصمة الظهر او حتى فادحة في حياة البشر، او حقول الزراعة.
زمان، كانوا يقولون: سبع سمان تليها سبع عجاف، ولكن المناخ يتغير في المنطقة والعالم أيضاً .. أي نحو التطرف في الجفاف والفيضانات، ونحو عدم الانتظام في هذا وذاك!
مع هذا، يبقى شهر شباط "خباطاً لبّاطاً" كما يقال، أي يمكن ان ترتدي المعطف الثقيل اياماً، او القميص نص - كم اياماً، ولا أدري هل قال الشاعر عن "تردد نيسان" او "تردد آذار".
إن كان تردد آذار مثل تردد كانون الثاني، فسوف نحظى بربيع حقيقي اخضر ومزهر.
الشيء الجديد لدى الأرصاد الجوية الفلسطينية هو إطلاق اسم فلسطيني (قرية مدمرة مثلاً) على كل "نوة" مثل "ميرون" و"ديشوم"، جرياً على عادة دوائر الأنواء العالمية، التي تعطي، وخاصة في الغرب، أسماء أنثوية للكوارث الجوية، الأمر الذي يثير اعتراض النساء!
زمان، قال خليفة عباسي مخاطباً السحاب "الغيوم والمزن (وهذه الأخيرة هي الماطرة): "اذهبي حيث شئت، فإن خراجك لي". يبدو ان اسرائيل تجمع "خراج" مطر هضبة الجولان، وامطار هضاب الضفة!
لو أن اسرائيل "لا تشفط" مياهنا الجوفية، ولا تجمع مياهنا السطحية لربما تستطيع الضفة احتمال سنوات شتاء ماحلة، وتهتم اسرائيل بمقياس منسوب بحيرة طبريا، فهي بمثابة النيل لمصر!
كالعادة، فإن شتاء قارساً وماطراً يعني صيفاً قائظاً وجافاً، وفي الشتاء نحنّ للصيف، وفي الصيف نحن للشتاء .. وأنا أحنّ لرؤية "بحيرة" صانور، ولكنني هذا الشتاء رأيتها "فيديو" على الهاتف النقال؟! وكان سطحها يتموج بفعل الريح او النسيم!
ما هو الأجدى؟
تعقيباً على عمود: "رام الله البسطات" الخميس ٧ شباط:
rana Anani: هناك قائمة كبيرة بحاجة للتنظيم، والأجدى أن يتم تنظيم أصحاب رؤوس الأموال، الذين يبنون عمارات، ويغلقون الطرق بالأتربة والحجارة، قبل ان يتم البدء بالبسطات وبالناس المعدمين.
Hanan Gibreel: تعالي شوفي شارع بيتنا كيف صار. يعني ما تذكّروا يحفروا جبل، ويبنوا الا بالشتا. وأصلا شارعنا ما في وسع. المنطقة صغيرة والبلدية نازلة تعطي تراخيص تحشي في هالشارع.. يعني في جنب بيتنا كمان متر .. بدي أحكي للبلدية يبنوا فيه عمارة.
نقلاً عن جريدة "الأيام"