توقيت القاهرة المحلي 15:59:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صورة فلسطين وصراع الشاشة العالمية

  مصر اليوم -

صورة فلسطين وصراع الشاشة العالمية

حسن البطل

اثنان من خمسة أفلام وثائقية مرشحة لـ "أوسكار" هوليوودي، هذا العام، يتناولان جوانب من الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي. هذا يعني أن "حرب الروايات" تنتقل من التاريخ والكتب والأدب إلى الشاشة. في زمن الصراع العربي ـ الإسرائيلي، كان عرب يشتكون من سيطرة يهودية ـ صهيونية عالمية على السينما والإعلام. أفلام تحكي الرواية التاريخية اليهودية، مثل "أعمدة الحكمة السبعة" و"بن حور" حازت أوسكارات لافلام روائية. الفلسطينيون يتلمّسون أفلاماً روائية على مستوى الترشيح لـ "أوسكار" (التمثيل، الإخراج، السيناريو، الموسيقى.. إلخ). لكن، على صعيد الأفلام الوثائقية فالحال أحسن في مهرجانات السينما الدولية، من "الدبّ الذهبي" لبرلين، الى "الأوسكار" الذهبي لعاصمة السينما وجوائزها في هوليوود. كنا نشتكي من الانحياز في عصر "الصراع العربي ـ الصهيوني" وصار إسرائيليون يشتكون منه في عصر "الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي". فيلم وثائقي فلسطيني، عن مخيم عين الحلوة واللاجئين، أخرجه الفلسطيني ـ الدانماركي مهدي فليفل، حاز "جائزة السلام" في مهرجان برلين الأخير. استنتاج مخرج الفيلم: يجب أن يعود اللاجئون إلى بيوتهم في فلسطين. في حفل الأوسكار في بيفرلي هيلز ـ هوليوود، هناك فرصتان من خمس لينال فيلم فلسطيني أو فيلم إسرائيلي جائزة، ولو أن الأخبار والأضواء ستتركز على ممثل ومخرج وسيناريو الأفلام الروائية. صعود الأفلام الوثائقية، عن الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، ملحوظ منذ سنوات قليلة، وهذه السنة كانت الذروة في مهرجان برلين الدولي، بعد أفلام: "الجنة الآن" الفلسطيني، و"إنشاد الله" الكندي ـ الفرنسي، و"لما شفتك" الفلسطيني ـ الأردني ـ اليوناني. التمويل الأوروبي للأفلام الوثائقية يزعج الإسرائيليين أكثر لجهة تعاون مخرجين إسرائيليين مع هذا التمويل لإنتاج أفلام ضد "الحروب" و"الاحتلال".. ومن ثم خلص مقال في "يديعوت" إلى أن السينما الإسرائيلية صارت "أرضاً محتلة" جراء استمرار إسرائيل في احتلال الأراضي الفلسطينية. اثارت إسرائيل ضجة ومحاكمات وتشهيرات على فيلم "جنين ـ جنين" للممثل والمخرج محمد بكري، لكنها التخمت أمام فيلم وثائقي لاحق له معنون "قطرات" عن قصة واقعية لعجوز يهودية ناجية من "المحرقة" يقوم الأب محمد وابناه صالح وزياد بوضع قطرة عيون في عينيها.. كل يوم! الواقعية ـ الوثائقية تتجلّى بشكل أكبر في فيلمين من خمسة مرشحان للأوسكار. فيلم عماد برناط، عن المقاومة الشعبية السلمية في بلعين، ويروي قصة خمس كاميرات محطمة على مدى خمس سنوات أثناء تغطية الأحداث، والأهم أن الإسرائيلي الناشط ضد الجدار، جاي ديفيدي، شارك في الإخراج. الفيلم الآخر المرشح للأوسكار هو إسرائيلي صرف، ويروي شهادات رجال "الشين بيت" القدامى، إضافة إلى شهادات ستة رؤساء سابقين للجهاز، عن القتل والتنكيل بالفلسطينيين، بدءاً بقضية الباص 300 في غزة، إلى إرهاب المستوطنين اليهود في الضفة الغربية. إذا حصل الفيلم على الجائزة فهذا سيكون إدانة أخلاقية لسياسة إسرائيل، لكن بعض الساسة فيها، مثل نتنياهو وباراك يرون فيها ناحية إيجابية وهي الثناء على الديمقراطية الإسرائيلية، والحال يختلف لو فاز فيلم "خمس كاميرات محطمة" لأن قصة بلعين والجدار صارت ذات صدى وصيت دولي عن المقاومة الشعبية العادلة. السينما أم كل الفنون، لأنها جامعتها.. لكن هذا لا يقلل من شكوى بعض الإسرائيليين من مقالات انتقادية في أمهات الصحف العالمية لسياسة الاحتلال، وأيضاً لسياسة إسرائيل إزاء حلّ الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي. موجة الأفلام الوثائقية السياسية الانتقادية صعدت هذه السنة إلى ترشيحات "الأوسكار" لأفلام ذات نكهة سياسية، والمرشح الأكبر فيلم المخرج الشهير ستيفان سبيبلزغ عن "لنكولن" ودوره في إلغاء الرق في أميركا، متأثراً بصعود رئيس ملون إلى البيت الأبيض، وقد دعم الرئيس السابق بيل كلينتون الفيلم خلال توزيع جوائز "غولدن كلوب"! السينما يسارية نوعاً ما، وهذا منذ حملة ماكارثي على صنّاع السينما الأميركية في بداية "الحرب الباردة" التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، بحجة موالاة الشيوعية. صحيح، أن أفلام "الحركة" تدرّ دخلاً أوفر، لكن أفلاماً مثل (Z) عن الاغتيال السياسي وحتى فيلم "آفاتار" هي التي تبقى في تاريخ السينما. نقلاً عن جريدة "الأيام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صورة فلسطين وصراع الشاشة العالمية صورة فلسطين وصراع الشاشة العالمية



GMT 14:24 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 14:22 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 10:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 10:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 10:40 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 10:38 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 10:37 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 10:35 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

«ترمومتر» الوطنية!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
  مصر اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 12:06 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
  مصر اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 07:51 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

حفل اللاعب البرازيلي نيمار يثير الجدل في البرازيل

GMT 12:05 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مكافآت خاصة للاعبي أسوان عقب البقاء في الدورى الممتاز

GMT 14:23 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

تباطؤ التضخم السنوي في تونس إلى 6.2 % خلال أغسطس

GMT 21:51 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

غياب أحمد فتحي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon