توقيت القاهرة المحلي 18:47:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحل هو .. الانحلال؟

  مصر اليوم -

الحل هو  الانحلال

حسن البطل

 وإذاً (إذن؟) لا دولة فلسطينية في الأفق الغربي القريب، ولا دولة واحدة في الأفق الشرقي البعيد. هل اللاّحل هو نوع من "المعادلة الصفرية"؟ .. أو نلتمس الحل عند شاعرنا القومي، وهو في السياسة يرى ما وراء الأفق، من "بين ريتا وعيوني بندقية" إلى "قالت الجندية: ألم أقتلك؟ .. قتلتني ونسيت، مثلك، أن أموت" .. فإلى "سيناريو أخير" وقبلها، بعد الانقلاب الغزي "أنت، منذ الآن، غيرك"!يكرس زميلي أستاذ نقد الأدب، عادل أسطة كثيراً من أعمدته الأسبوعية في "الأيام" لشعرانية محمود درويش، لكن محمود سياسي ومفكر أيضاً.لعلها محض مصادفة أن تحيي إسرائيل ذكرى المحرقة و"الكارثة والبطولة" وعمرها ٧٠ سنة قبل أن تحتفل بإعلان تأسيسها الـ ٦٥، بينما نحيي سنوية "النكبة". وعندما قال أوباما في خطبة جامعة القاهرة، مستهل ولايته الثانية، أن المحرقة كانت قابلة ولادة اسرائيل، عاد إلى الرواية الإسرائيلية في مستهل ولايته الثانية، وقال أن اسرائيل ولدت من حلم وإرادة تأسيس دولة قومية يهودية على ارضها التاريخية؟ بعد شهر ونصف سيرفع الفلسطينيون على امتداد أرض فلسطين والشتات هذا الشعار: "استقلالهم .. نكبتنا".نعود إلى شاعرنا القومي: "قالت الجندية: ألم أقتلك؟ قتلتني ونسيت، مثلك، أن أموت"!لولا مفردة "مثلك" لبدت العبارة خالية من "الصراع بين روايتين" وكما يقولون "بين حقين"، أي أن اليهود نهضوا من الكارثة والمحرقة؛ والفلسطينيين ينهضون من "النكبة" الى "سيناريو أخير" حيث "اثنان في حفرة" يتصارعان بدل ان يتعاونا على النجاة المشتركة! أسّ المسألة ليس هو أسّ الحل (دولتان لشعبين، أو دولة واحدة لشعبين) بل هو "الحل في الانحلال" إما تنحل إسرائيل في هذا الشرق العربي - الإسلامي (مشروع السلام العربي) وهي ترفض هذا، وإما تنحل فلسطين في إسرائيل، او تنحل إسرائيل في فلسطين "نسيت، مثلك، أن أموت". تبدو فلسطين الطالعة مثل "يونس في بطن الحوت" الإسرائيلي، او بتعبير إسرائيلي عن تمادي الاحتلال والاستيطان، الابتلاع والتحكم والسيطرة، مثل علاقة "البحر" الإسرائيلي بأرخبيل "الجزر" الفلسطيني.فلسطين الطالعة هي جزر (أ.ب.ج) وإسرائيل هي "تهويد الجليل والنقب"، وإسرائيل "أنقذت" يهود أوروبا والعالم من الذوبان، والثورة الفلسطينية والاضطهاد العربي للفلسطينيين أنقذا الفلسطينيين من الذوبان في المحيط العربي. في الأندلس كان التحول الديني مباحاً ومتاحاً، وفي فلسطين لا زيجات يهودية - عربية.بين البحر والنهر (أرض - فلسطين) دولة واحدة وشعبان، وليس دولتين لشعبين، او دولة واحدة لشعبين.. لكن لا مكان لـ "حنين اندلسي" حيث تمازج العرب المسلمون واليهود والمسيحيون!تقول إسرائيل، الآن، أن بداية الحل ليس دولتين او شعبين في دولة واحدة، بل ان يعترف الفلسطينيون بإسرائيل "دولة قومية يهودية" أي أن "ينحلوا" فيها، علماً أن الدول الأوروبية الديمقراطية تقول بدولة الغالبية قومياً، مع "دولة جميع رعاياها" ديمقراطياً. غير أن؟ ما نسبة اليهود في أرض فلسطين حالياً هي ٥١٪ مقابل ٤٩٪ عرب فلسطينيين، والعلاقة بينهما هي كامتزاج الزيت بالماء! مثلاً، في السنوية الـ ٧٠٪ للمحرقة يرصدون في اسرائيل تنامي مظاهر "اللاسامية" في العالم بنسبة طفيفة .. لكن، هناك في اسرائيل من يرصد تنامي "العنصرية" اليهودية - الإسرائيلية ضد الفلسطينيين فيها بزيادة عشرات النسب في عام واحد.هذه السنة بلغ عدد يهود إسرائيل أقل قليلاً من ٦ ملايين (صعوداً من ٨٠٠ ألف عام ١٩٤٨) وقال رابين في تسويغ أوسلو: لو كانوا ٦ ملايين لما وقعت "اوسلو" .. لكن خلال ٦٥ عاماً على النكبة تضاعف عديد الفلسطينيين في إسرائيل عشر مرات ايضاً.ليس الأمر ستة ملايين يهودي مقابل مئات الملايين العرب، ولا دولة يهودية واحدة مقابل ٢٣ دولة عربية، بل "نسيت، مثلك، أن أموت". الحل هو الانحلال، إما تنحل فلسطين في إسرائيل، او تنحل إسرائيل في فلسطين.مقارنة؟!كل مقاربة او مقارنة بين المحرقة والنكبة تحت طائلة المساءلة في إسرائيل .. لكن، النكبة (ثم النكسة) مست عموم الشعب الفلسطيني في البلاد والشتات، بينما مست الكارثة ثلث يهود العالم.أو كما يقول أوري أفنيري: أوروبا قتلت .. والفلسطينيون دفعوا الثمن؟! نقلاً عن جريدة الأيام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحل هو  الانحلال الحل هو  الانحلال



GMT 15:37 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

لبنان.. عودة الأمل وخروج من الأسر الإيراني

GMT 15:33 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ليلى رستم نجمتنا المفضلة

GMT 08:16 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

انتخابات النمسا وأوروبا الشعبوية

GMT 08:14 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

معضلة الدستور في سوريا

GMT 08:11 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تقاتلوا

GMT 08:10 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

سوريا بعد الأسد واستقبال الجديد

GMT 08:09 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

الموسوس السياسي... وعلاج ابن خلدون

GMT 08:07 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تسييس الجوع والغذاء

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon