توقيت القاهرة المحلي 19:32:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحل هو .. الانحلال؟

  مصر اليوم -

الحل هو  الانحلال

حسن البطل

 وإذاً (إذن؟) لا دولة فلسطينية في الأفق الغربي القريب، ولا دولة واحدة في الأفق الشرقي البعيد. هل اللاّحل هو نوع من "المعادلة الصفرية"؟ .. أو نلتمس الحل عند شاعرنا القومي، وهو في السياسة يرى ما وراء الأفق، من "بين ريتا وعيوني بندقية" إلى "قالت الجندية: ألم أقتلك؟ .. قتلتني ونسيت، مثلك، أن أموت" .. فإلى "سيناريو أخير" وقبلها، بعد الانقلاب الغزي "أنت، منذ الآن، غيرك"!يكرس زميلي أستاذ نقد الأدب، عادل أسطة كثيراً من أعمدته الأسبوعية في "الأيام" لشعرانية محمود درويش، لكن محمود سياسي ومفكر أيضاً.لعلها محض مصادفة أن تحيي إسرائيل ذكرى المحرقة و"الكارثة والبطولة" وعمرها ٧٠ سنة قبل أن تحتفل بإعلان تأسيسها الـ ٦٥، بينما نحيي سنوية "النكبة". وعندما قال أوباما في خطبة جامعة القاهرة، مستهل ولايته الثانية، أن المحرقة كانت قابلة ولادة اسرائيل، عاد إلى الرواية الإسرائيلية في مستهل ولايته الثانية، وقال أن اسرائيل ولدت من حلم وإرادة تأسيس دولة قومية يهودية على ارضها التاريخية؟ بعد شهر ونصف سيرفع الفلسطينيون على امتداد أرض فلسطين والشتات هذا الشعار: "استقلالهم .. نكبتنا".نعود إلى شاعرنا القومي: "قالت الجندية: ألم أقتلك؟ قتلتني ونسيت، مثلك، أن أموت"!لولا مفردة "مثلك" لبدت العبارة خالية من "الصراع بين روايتين" وكما يقولون "بين حقين"، أي أن اليهود نهضوا من الكارثة والمحرقة؛ والفلسطينيين ينهضون من "النكبة" الى "سيناريو أخير" حيث "اثنان في حفرة" يتصارعان بدل ان يتعاونا على النجاة المشتركة! أسّ المسألة ليس هو أسّ الحل (دولتان لشعبين، أو دولة واحدة لشعبين) بل هو "الحل في الانحلال" إما تنحل إسرائيل في هذا الشرق العربي - الإسلامي (مشروع السلام العربي) وهي ترفض هذا، وإما تنحل فلسطين في إسرائيل، او تنحل إسرائيل في فلسطين "نسيت، مثلك، أن أموت". تبدو فلسطين الطالعة مثل "يونس في بطن الحوت" الإسرائيلي، او بتعبير إسرائيلي عن تمادي الاحتلال والاستيطان، الابتلاع والتحكم والسيطرة، مثل علاقة "البحر" الإسرائيلي بأرخبيل "الجزر" الفلسطيني.فلسطين الطالعة هي جزر (أ.ب.ج) وإسرائيل هي "تهويد الجليل والنقب"، وإسرائيل "أنقذت" يهود أوروبا والعالم من الذوبان، والثورة الفلسطينية والاضطهاد العربي للفلسطينيين أنقذا الفلسطينيين من الذوبان في المحيط العربي. في الأندلس كان التحول الديني مباحاً ومتاحاً، وفي فلسطين لا زيجات يهودية - عربية.بين البحر والنهر (أرض - فلسطين) دولة واحدة وشعبان، وليس دولتين لشعبين، او دولة واحدة لشعبين.. لكن لا مكان لـ "حنين اندلسي" حيث تمازج العرب المسلمون واليهود والمسيحيون!تقول إسرائيل، الآن، أن بداية الحل ليس دولتين او شعبين في دولة واحدة، بل ان يعترف الفلسطينيون بإسرائيل "دولة قومية يهودية" أي أن "ينحلوا" فيها، علماً أن الدول الأوروبية الديمقراطية تقول بدولة الغالبية قومياً، مع "دولة جميع رعاياها" ديمقراطياً. غير أن؟ ما نسبة اليهود في أرض فلسطين حالياً هي ٥١٪ مقابل ٤٩٪ عرب فلسطينيين، والعلاقة بينهما هي كامتزاج الزيت بالماء! مثلاً، في السنوية الـ ٧٠٪ للمحرقة يرصدون في اسرائيل تنامي مظاهر "اللاسامية" في العالم بنسبة طفيفة .. لكن، هناك في اسرائيل من يرصد تنامي "العنصرية" اليهودية - الإسرائيلية ضد الفلسطينيين فيها بزيادة عشرات النسب في عام واحد.هذه السنة بلغ عدد يهود إسرائيل أقل قليلاً من ٦ ملايين (صعوداً من ٨٠٠ ألف عام ١٩٤٨) وقال رابين في تسويغ أوسلو: لو كانوا ٦ ملايين لما وقعت "اوسلو" .. لكن خلال ٦٥ عاماً على النكبة تضاعف عديد الفلسطينيين في إسرائيل عشر مرات ايضاً.ليس الأمر ستة ملايين يهودي مقابل مئات الملايين العرب، ولا دولة يهودية واحدة مقابل ٢٣ دولة عربية، بل "نسيت، مثلك، أن أموت". الحل هو الانحلال، إما تنحل فلسطين في إسرائيل، او تنحل إسرائيل في فلسطين.مقارنة؟!كل مقاربة او مقارنة بين المحرقة والنكبة تحت طائلة المساءلة في إسرائيل .. لكن، النكبة (ثم النكسة) مست عموم الشعب الفلسطيني في البلاد والشتات، بينما مست الكارثة ثلث يهود العالم.أو كما يقول أوري أفنيري: أوروبا قتلت .. والفلسطينيون دفعوا الثمن؟! نقلاً عن جريدة الأيام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحل هو  الانحلال الحل هو  الانحلال



GMT 14:24 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 14:22 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 10:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 10:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 10:40 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 10:38 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 10:37 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 10:35 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

«ترمومتر» الوطنية!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
  مصر اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 12:06 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
  مصر اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 06:27 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

باريس هيلتون تحتفل بعيد ميلاد ابنتها الأول في حفل فخم

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 19:30 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة نجلاء بدر تعلن وفاة عمها عبر "فيسبوك"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon