توقيت القاهرة المحلي 19:50:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

.. أو أوّل الحلّ "حلحلة" ؟

  مصر اليوم -

 أو أوّل الحلّ حلحلة

حسن البطل

ما في وقود في الخزّان؟ السيارة لا تسير. في وقود لكن زيت المحرك محروق؟ السيارة تسير. ولكن المحرك يحترق! هل هكذا نفهم جولة جون كيري المكوكية ـ الافتتاحية، أي البدء بالاقتصاد ولكن "دون نسيان المفاوضات السياسية" كما قال الوزير الأميركي؟ لأنه لا وجود لاقتصاد بلا سياسة (وبالعكس)، فلا وجود لتفاهمات على مشاريع اقتصادية فلسطينية (دولية) في المنطقة (ج) دون قطعة حلوى صغيرة هي توسيع السيادة الفلسطينية في المنطقة (ب) وربما (ج) ودون إطلاق جزء من أسرى الأحكام العالية المعتقلين منذ ما قبل أوسلو، وربط تحريرهم كلهم بتقدم المفاوضات. .. بل، دون "تفاهمات هادئة" على تجميد النشاط الاستيطاني خارج الكتل الاستيطانية، وصولاً إلى جولات مكوكية تربط "أمن إسرائيل" أي وجودها العسكري متطاول المدى في الأغوار، بترسيم الحدود بين الدولتين، أو كما قال كيري: "مفاوضات تعنى بالحدود والترتيبات الأمنية" معاً. يقولون: "أول الرقص حنجلة"" فهل نقول: أول الحل.. حلحلة، علماً أن الفلسطينيين لدغوا من الجحر لا مرّتين.. بل مرّات ومرّات. حتى قبل أوسلو جاءنا وزير الخارجية الأميركي، جورج شولتز، قبل الانتفاضة، وتحدث عن "تحسين شروط حياة الفلسطينيين".. ومن ثم؟ قيادة محلية بديلة، أو وكيلة، أو موازية لمنظمة التحرير؟ الآن، يقول جون كيري: الاقتصاد.. ولكن دون نسيان المفاوضات السياسية، ربما تقبل إسرائيل دوراً تركياً (وخليجياً) في تحسين الاقتصاد الفلسطيني، لكن ليس دورا تركيا وسيطاً في المفاوضات السياسية، وأما دور للأردن ودول عربية مختارة فالأمر يختلف، لأنه ذو علاقة بمبادرة السلام العربية التي تحبذها واشنطن. اجتمع كيري بنتنياهو مرّتين، والأخير استمر ثلاث ساعات، كانت كافية، كما يقول الوزير، لبحث الوضع السياسي، والغذاء، وتناول العقبى (التحلية). وزيرة العدل (والمفاوضات؟) تسيفي ليفني حضرت أحد الاجتماعين، ثم أطلقت بالوناً هو صيغة ما لاعتراف فلسطيني بيهودية إسرائيل، أي تفسير "الحل بدولتين" إلى "دولتان لشعبين". إذا كان المكوك كيري سيعود للمنطقة كل أسبوعين، على مدى 3-6 شهور، فهذا يعني أنه سيتفوق على جولات نظرائه السابقين: مادلين أولبرايت، وكوندوليزا رايس، وهيلاري كلينتون. بداية "الحلحلة" هي تغيير زيت المحرك المحروق أولاً، وليس ملء خزان الوقود أولاً، أو ربما "تفاهم" ما على "تجميد" مقابل "تجميد" أي تجميد الاستيطان خارج الكتل، في مقابل تجميد خطوات اللجوء الفلسطيني إلى "محكمة الجنايات الدولية" والفلسطينيون وضعوا "خطاً أحمر" هو البناء الاستيطاني في المنطقة E1 بين "معاليه أدوميم" ومستوطنات القدس الشرقية. لدى الفلسطينيين أزمة ثقة، عميقة ومبررة، بإسرائيل.. وبالذات برئيس الوزراء نتنياهو، الذي نكص بعد قمة "واي ريفر" 1998 عن تنفيذ "النبضة الثالثة" من الانسحاب بنسبة 13,1% كما اقترح الأميركيون، ووافق عرفات على مضض، علماً أن معظمها كان في المنطقة (ج) وتحويلها إلى (ب). يبدو أن "الحلحلة" السياسية ستكون وسطاً بين رفض الفلسطينيين لدولة ذات حدود مؤقتة، ورفض إسرائيل تقديم خارطة حدود، وبتعبير آخر: تعترف إسرائيل أن 80% من مساحة الضفة لا يوجد فيها غير فلسطينيين، أي أن المفاوضات ستدور حول 20%، علماً أن المستوطنات ومجالها تشغل 8% في التقدير الإسرائيلي، في حين يقول الفلسطينيون، إن المستوطنات بلا مجالها تشغل 1,5 - 2,0% من الضفة. عندما يعود كيري بعد أسبوعين قد يرافقه وزير الدفاع تشاك هاغل للبحث في "أمن إسرائيل" إزاء إيران، وربما في أمنها على امتداد غور الأردن. واضح أن واشنطن تريد ربطاً بين سلام وادي عربة والسلام الفلسطيني ـ الإسرائيلي، وربطاً ما بين سلام كامب ديفيد وغزة. نقلاً عن جريدة "الأيام" الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 أو أوّل الحلّ حلحلة  أو أوّل الحلّ حلحلة



GMT 14:24 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 14:22 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 10:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 10:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 10:40 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 10:38 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 10:37 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 10:35 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

«ترمومتر» الوطنية!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
  مصر اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 12:06 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
  مصر اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 06:27 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

باريس هيلتون تحتفل بعيد ميلاد ابنتها الأول في حفل فخم

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 19:30 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة نجلاء بدر تعلن وفاة عمها عبر "فيسبوك"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon