مصر اليوم
بالأمس، نشرت ردّ ماجد كيالي، وهنا ردّ الصديق نصري الحجاج على عمودي المنشور الأحد و١ نيسان بعنوان "السلطة ومخيمات سورية" .. وسأهمل الردود الايجابية.
تنويه: ورد في عمود أمس اسم ماري عيلبوني - تونس، بدلاً من شقيقتها نادية عيلبوني - النمسا .. السبب أن الزميلة والصديقة ماري هي الأكثر حضوراً في البال .. فأعتذر!
* * *
عزيزي حسن البطل
ما كتبته هو بالضبط ما يجعل الفلسطينيين في سورية ولبنان والشتات ينتقدون السلطة والمنظمة والفصائل، لأن الإحساس بالترك والهجر هو ما أثارته مقالتك من بدايتها والى نهايتها، التي تصف فيها من يريدون الرد عليك بهواة المواقف، وكأن المسألة هي مجرد هواية لدينا او لدى هؤلاء الذين قدموا الدم الغالي كي تعود جحافل منظمة التحرير الفلسطينية الى .. غزة والضفة لأنه لولا هذا الدم الذي أريق في لبنان لما استطاعت منظمة التحرير الفلسطينية ان تنتزع شرعيتها بتمثيل الفلسطينيين في كل أماكن تواجدهم.
لا اريد ان اخوض معك بحديث الأقلية والأغلبية (..) ما تراه أغلبية داعمة للنظام لا تتعدى الفصائل المتواجدة هناك، والتي تتمعش على الأموال الإيرانية (..) اما جبهة احمد جبريل فهي لقيطة النظام السوري منذ وجدت.
وأما جيش التحرير الفلسطيني، فأنت أول العارفين أن صراع ياسر عرفات التاريخي مع حافظ الأسد كان بسبب رغبة عرفات ان يكون هذا الجيش تحت إمرته.. هذا الجيش الذي وضعه حافظ الأسد في بوز المدفع في معاركه ضد الشعبين اللبناني والفلسطيني، ووضعه في مقدمة الذبح في حرب تشرين.
اما حرب المخيمات بين ٨٥ و٨٧ فإنني والله أصبت بصدمة موجعة من تعبيرك الذي تقول فيه: "كان للمنظمة موقف مؤازر لسكان المخيمات" وكأن هذه الحرب لم تكن حرب النظام السوري لبسط سيطرته وسيطرة حلفائه في لبنان على المخيمات بعد الانسحاب الإسرائيلي من بعض جنوب لبنان العام ١٩٨٥.
موقف مؤازر! ألم تكن المعركة ضد ياسر عرفات؟ ودور منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح والتي كانت استمرارا للحرب التي خاضها جيش حافظ الاسد وفصائل العار من قيادة عامة وجبهة سمير غوشة وفتح - الانتفاضة، وبصمت مريب من الشعبية والديمقراطية قبل ذلك بعامين في البداوي ونهر البارد، حيث تم ترحيل ياسر عرفات وأبو جهاد على ظهر سفينة فرنسية من ميناء طرابلس.
لم تكن قوات حركة "امل" واللواء السادس في الجيش اللبناني التابع لحركة امل هي التي تخوض حرب المخيمات، بل كان النظام السوري الذي دفع ياسر عرفات الى المجهول لسنوات الى ان قامت الانتفاضة الأولى.
اما فلسطينيو العراق، فإن المنظمة كان بمقدورها ان تفعل شيئاً لهم لو كان هناك قرار سياسي بذلك، فأنا اذكر بعد سقوط بغداد بأسبوع أرسلت رسالة من تونس الى الرئيس عرفات احذر من كارثة وشيكة ستحل بفلسطينيي العراق، بعد أن قرأت مقابلة لشخص عراقي اسمه نبيل الموسوي يعمل نائبا لأحمد الجلبي مع "الجيروزاليم بوست" يتهدد الفلسطينيين في العراق ووصفهم بطابور خامس وعملاء لصدام حسين.
اما بالنسبة لفلسطينيي الكويت والموقف الذي وصفته بالمسايرة للموقف الشعبي العام من تأييد الفلسطينيين لصدام، فأنت تعرف وأنا أعرف ان عرفات لا يساير أحداً في المواقف السياسية، وموقفه من حرب صدام في الكويت كان مفاوضات عنيفة مع واشنطن التي وضعت عليه ضغوطا لأخذ موقف إلى جانب سياستها في الكويت (..).
ما الذي يمكن ان تفعله السلطة الفلسطينية ورعاياها لنجدة شعبهم في مخيمات سورية تتساءل يا حسن البطل؟ هناك الكثير ما يمكن ان تفعله السلطة ولدينا في لبنان حوالي (٥٠٠٠٠) خمسين ألف فلسطيني شردوا من سورية، وطبعاً انا لا أتحدث عن زيارات يقوم بها مسؤولو السلطة الى سورية ولا يدخلون مخيماتها (..).
(..) مقالتك تؤكد حالة الشقاق التي يعيشها الفلسطينيون اليوم، والمنظمة لم تعد تمثل الا فئة معينة من الفلسطينيين، وليس كما كان يجب ان تكون ممثلة للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده.
وكأني احس انك تتحدث عن سلطة او منظمة متضامنة مع الشعب الفلسطيني وليست ممثلة له.
حسن البطل
نقلاً عن جريدة "الأيام"