توقيت القاهرة المحلي 15:37:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السيرك الأميركي: الحصان والنمر؟

  مصر اليوم -

السيرك الأميركي الحصان والنمر

مصر اليوم

  يطرقع المروّض في حلبة السيرك بكرباجه الطويل، ثم يكافئ حيواناته المسالمة آكلة العشب، كالحصان مثلاً، بقطعة حلوى؛ وحيواناته المفترسة، كالنمر مثلاً، بقطعة لحم! مع الاعتذار، هذا تقريباً ما يفعله المروّض الأميركي في ما يشبه السيرك الأمني ـ السياسي، إزاء الفلسطينيين وإسرائيل، هذا إن قفزنا، كالحصان الراقص أو كالنمر القافز من حلقة النيران، عن التشبيه المعتاد. الجزرة والعصا! مباشرة، أمن إسرائيل (النمر) وتقرير المصير الفلسطيني (الحصان)، أو تطوير المعادلة القديمة: مفاعل بوشهر في مقابل إخلاء مستوطنة "يتسهار".. إلى: القنبلة الإيرانية في مقابل الدولة الفلسطينية. تقول أميركا إن هذا العام، أو الذي يليه، هو الحاسم في مسألة "نوافذ الفرص" أمام "حل الدولتين"؛ وتقول إسرائيل إن هذا العام (الصيف أو الخريف) تجتاز فيه إيران "الخط الأحمر" في مشروع القنبلة، وبعده يصل المشروع "نقطة اللاعودة". "نقطة اللاعودة" في الحل بدولتين، وكذا في منع إيران من اجتياز العتبة النووية، وخلال شهرين سيقدم جون كيري خطته لتدارك وصول حل الدولتين نقطة اللاعودة، بينما بين جولة وأخرى من جولات كيري، يزور زميله وزير الدفاع، تشاك هاغل، إسرائيل ودولا في المنطقة مع "قطعة كبيرة" من اللحم لأمن إسرائيل أوَلاً، وبعض دول الخليج ثانياً. إسرائيل متخمة بالسلاح الأميركي المتقدم، ولكنها مثل أبطال المصارعة الترفيهية في برنامج "روو" حيث يقول المصارع المنتصر "أطعموني المزيد". صفقة الـ 10 مليارات دولار من السلاح التي أعلن عنها هاغل قبل وصول إسرائيل، ستفيد مصانع السلاح الأميركية وتقلل البطالة هناك، وستحصل أميركا على ثمن السلاح للسعودية والإمارات نقداً (كاش)، وأما إسرائيل فستحاول جعل ثمن حصتها الأكبر من السلاح على حساب المعونات الأميركية، المقدرة بعشرة مليارات دولار خلال عشر سنوات. في جزء الصفقة المتعلق بإسرائيل بعض ما تحتاجه للعمل العسكري المنفرد ضد إيران، مثل طائرات مُحسّنة للتزوُّد بالوقود، وطائرات نقل جنود تحلّق كحوّامة (هليوكبتر) وتطير كطائرة قتال. لكن، ليس فيها قنابل ثقيلة خارقة للتحصينات، حيث أقام الإيرانيون منشآت نووية في جوف الجبال. هل لاحظتم أن الرئيس أوباما، ووزير خارجيته كيري، ووزير دفاعه هاغل اختاروا إسرائيل ودولا في المنطقة لأولى جولات الإدارة الأميركية في ولاية ثانية، وهم رجال منسجمون في سياستهم ورؤاهم لمشاكل المنطقة والعالم، وجميعهم أكدوا على المعادلة التالية: أمن إسرائيل ودولة فلسطينية، والأمران معاً جزء من مصلحة وأمن الولايات المتحدة. سنرى في غضون شهور قليلة من هذا العام هل أن "صفقة هاغل" أو قطعة اللحم السمينة لأمن إسرائيل، سوف تشجعها على قبول "صفقة كيري": أمن إسرائيل وترسيم حدودها مع فلسطين؟ واضح أن واشنطن قد تعطي إسرائيل ضوءاً أصفرَ متقطعاً للعمل ضد إيران عسكرياً، إذا قبلت هذه ترسيم حدودها مع فلسطين، لكنها في كل الأحوال سوف تحمي إسرائيل من تبعات هجومها المنفرد على المشروع النووي الإيراني، إذا ردّت طهران "ردّاً مزلزلاً" على إسرائيل كما يقول قادة الجيش الإيراني بلسان طويل وعضلات أمنية صغيرة. تقول إسرائيل إنها ردعت "أو قادرة على ردع، "حزب الله" و"حماس"، وسورية مشغولة بنفسها (والعالم مشغول بها) وهي وأميركا مشغولتان بالقنبلة الإيرانية.. ولا تشكل فلسطين منزوعة السلاح مع قوات أميركية فيها، خطراً أمنياً ذا بال على إسرائيل، بل خطرا سياسيا وعقائديا، فيما يرى العالم وبعض إسرائيل أن خطر الاحتلال على إسرائيل هو الأكبر أخلاقياً وديمقراطياً وديمغرافياً وسياسياً. "صفقة هاغل" لا تعني الفلسطينيين، فهي لا تقف على الحواجز لترمي قنابل الغاز، ولن تستعمل في إعادة احتلال مدن الضفة، لكن "صفقة كيري" المربوطة بها هي ما يعني الفلسطينيين. قطعة لحم إضافية للنمر الإسرائيلي ليقفز في دائرة النار.. ولكن تحت إيقاع كرباج المروّض الأميركي، وقطعة حلوى للحصان الفلسطيني على أن يبقى في السيرك الأميركي إلى جانب النمر؟! "عُصفوران بحجر"؟ تعقيبان على عمودي 24 و23 رداً على عمود 19 نيسان: Rana Bishara: ضربت عُصفورين بحجر. مارست الديمقراطية بحق وارتحت قليلاً من كتابة الأعمدة. تحيّتي. Lama Hourani: هذا ما عوّدتنا عليه دائماً أستاذ حسن، أن تنشر تعليقات وردود قُرائك حتى لو اختلفتم بالرأي. نقلاً عن جريدة "الأيام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السيرك الأميركي الحصان والنمر السيرك الأميركي الحصان والنمر



GMT 15:37 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

لبنان.. عودة الأمل وخروج من الأسر الإيراني

GMT 15:33 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ليلى رستم نجمتنا المفضلة

GMT 08:16 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

انتخابات النمسا وأوروبا الشعبوية

GMT 08:14 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

معضلة الدستور في سوريا

GMT 08:11 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تقاتلوا

GMT 08:10 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

سوريا بعد الأسد واستقبال الجديد

GMT 08:09 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

الموسوس السياسي... وعلاج ابن خلدون

GMT 08:07 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تسييس الجوع والغذاء

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon