توقيت القاهرة المحلي 15:37:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البورظان

  مصر اليوم -

البورظان

مصر اليوم

  إذا لقف الجيل الجديد، من فيلم أو من كتاب تعبير "جيل الستينيات".. فما الذي يخطر في باله؟ "ربيع الغضب" لجيل الستينيات العالمي، جيل التحرر والتفلت؟ جيل حرب فيتنام، حرب الجزائر، انطلاقة الفدائيين الفلسطينيين، نكسة حزيران.. وأيضاً أممية ثورة أيار الطلابية الفرنسية، ربيع براغ، دخول عشرات الأمم الافريقية حديقة الدول المستقلة، أزمة صواريخ كوبا، أزمة برلين..الخ. لكل ما سبق، غير ما سقط وضاق المجال عن ذكره، دخل تعبير "جيل الستينيات" من القرن المنصرم سجل العلامات الفاصلة ـ المفصلية في تحولات عالمية. للآن، أشعر بأسى لمشاعر الأسى التي ركبت وجوه فرقة موسيقية جامعية أميركية، جاءت إلى جامعة دمشق لتعزف موسيقى وألحان "البوب" تضامناً مع ثوار فيتنام.. فقاطعها طلبة جيل الستينيات في الجامعة بالصراخ الاحتجاجي على وجودها؟!. أخذ جيل الستينيات السوري علماً بأحداث ذلك العقد من ذلك القرن، من تلك الألفية.. واكتوى، أيضاً بتطورات متلاحقة: الانفصال السوري 1961، الانقلاب المضاد للانفصال 1963، سيطرة البعث، انطلاقة حركة الفدائيين.. وهزيمة حزيران 1967. كانت جامعة دمشق، ابان الستينيات، جامعة عربية بامتياز: عراقيون، مغاربة، يمانيون، سودانيون.. وحتى بعض الصينيين الذين جاؤوا يطلبون علوم اللغة العربية!. يخرجون من محاضرات د. طيب التيزني، المفكر الماركسي، ويستزيدونه في حديث ببيته، متأبطين كتباً خارج المقرر: "نقد الفكر الديني" لصادق جلال العظم. "الأيديولوجيا الانقلابية" و"من النكبة إلى الثورة" لنديم البيطار. كتب "المنتمي" و"ما بعد المنتمي"، مورافيا.. ومجلة "شعر" ومجلة "مواقف".. وبزوغ "شؤون فلسطينية". كل هذه التحولات الجدية، فكرياً وسياسياً وأيديولوجياً، سقطت على صفيح ساخن لجيل ساخن، فأثمرت ما أثمرت.. وبعض ما أثمرت أقرب إلى "الكوميديا السوداء".. عندما أصدرت قلة من الطلبة مطبوعة بخط اليد تحمل عنوان "البورظان". ما هو "البورظان"؟ صور؟ بوق عثماني كانت تذاع به فرمانات سلاطين آل عثمان. شيء يجعل الهمسة صراخاً، والمأساة نكتة جارحة، والتقاليد مهزلة، والثقافة أضحوكة. مجلة طلابية مجلدة بـ "السيلوفين"، يتم تداولها إعارة مقابل فنجان شاي أو قهوة.. مع ملاحظة مزدوجة: تقبل الاضافات اللائقة من الطلاب.. وغير اللائقة من الطالبات. عندما انسطلنا من الشايين والكافيين، صارت الإعارة بعشرة قروش سورية، يجري جمعها لشراء أرخص أنواع الدخان (دخان الجيش أو تطلي سيرت). ما لا يجد مكاناً من رسوم علي فرزات في جريدة "الثورة" الرسمية، يجد مكاناً في مجلة "البورظان"، التي كان شعارها لغواً سوقياً فارغاً: "أيها البورظان ظمّر (زمر)/ واملأ الدنيا ظميراً. "لا تظن النفخ سهلاً/ يجعل النيع كبيراً. بالفعل، خرج "البورظانيون" من جامعة دمشق، طلاباً وطالبات، في تظاهرة لا تنسى مع الأبواق "البورظانية"، والحناطير التي تجرها الحمير، والهتافات الساخرة.. وساروا من جامعة دمشق، فشارع الحجاز المزدحم، فإلى سينما أو مسرح شعبي هابط، يقدم وصلات من الرقص الأنثوي القريب من "الكاباريهات" الليلية. لا سياسة ولا تياسة في الشعار أو الهتاف، وإنما انفجار عبثي لحبور مصطنع، ما لبث أن أثمر خامات صحافية انضمت إلى الصحف الرسمية مقابل أجر يمكنها من تدخين سكائر أفضل نوعية، وقضاء سهرات في مطاعم المشويات الشعبية. صدرت خمسة أو ستة أعداد من فكاهية "البورظان" الساخرة.. وجميعها فُقدت، وشمل البورظانيين تبدد مع تخرجهم.. ولكن، عندما أصدر علي فرزات صحيفة "الدوميري" الساخرة، تذكرت ربيع التفلت "البورظاني" في جامعة دمشق. آخرون صاروا شعراء حقاً، صحافيين حقاً، وأدباء حقاً.. وإعلاميين حقاً. ربما آنذاك كانت دورتي التدريبية ـ التطبيقية في الإعلام. نقلاً عن جريدة "الأيام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البورظان البورظان



GMT 15:37 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

لبنان.. عودة الأمل وخروج من الأسر الإيراني

GMT 15:33 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ليلى رستم نجمتنا المفضلة

GMT 08:16 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

انتخابات النمسا وأوروبا الشعبوية

GMT 08:14 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

معضلة الدستور في سوريا

GMT 08:11 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تقاتلوا

GMT 08:10 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

سوريا بعد الأسد واستقبال الجديد

GMT 08:09 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

الموسوس السياسي... وعلاج ابن خلدون

GMT 08:07 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تسييس الجوع والغذاء

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon