حسن البطل
أحترم قلم زميلي صلاح هنية وأتعلم منه كيف يراقب المواطن/ المستهلك جودة السلع الغذائية، خصوصاً.عمل سلام فياض، جاهداً ومنهاجياً، لرفع ثقة المواطن بالمؤسسة الرسمية، ومنها تشجيع المنتوجات الفلسطينية، ومقاطعة منتوجات المستوطنات، أو ضبط وإتلاف السلع الفاسدة.مرّة، رفض فياض منحة طحين أميركية لأنها لا تتوافق مع المواصفات الفلسطينية، فقال الأميركان: لكنها مقبولة في بلاد أخرى، فردّ فياض: لا نقبلها نحن. ـ لا من "العم سام" ولا من ستين عم سام!وقائع ضبوطات السلع الفاسدة، أو منتهية الصلاحية (مع تزوير أجلها) تترى يومياً، سواء أكانت ذات منشأ إسرائيلي أم استيطاني.. أم محلي، أو أجنبي.الحكومة من جهة، والمنظمات الأهلية من جهة ثانية، تشجع وتحثّ منتوجات الجمعيات الفلاحية والريفية، والمواطن يطلبها إلى حدٍّ ما في المعارض الموسمية الكثيرة.. وأنا أُشجّع، أيضاً، إنتاج الجمعيات الريفية وأرتاد أسواقها الموسمية وأتبضع منها.هناك رقابة على جودة منتوجات المصانع الغذائية الكبيرة، علماً أن صلاح هنية يقول، في آخر أعمدته يوم السبت الماضي، إن مساهمة المنتوجات الفلسطينية في الناتج المحلي الإجمالي لم تتعدَّ الـ 18% في العام المنصرم؛ وأن الغلبة بقيت للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، التي تشغل أقل من 15 عاملاً وعاملة.
لا أسأل عن سلامة وجودة المنتوجات الريفية وجمعياتها من حيث المواصفات القياسية والنظافة، لكن تبقى هناك ملاحظات فنية، تذكّرتها بعد أن اشتريت من سوق جمعيات بإشراف احدى الجمعيات الزراعية النشطة والكبيرة.اشتريت برطمان مكدوس، وآخر جبنة بيضاء، وثالثا "عسل".. وهاكم ملاحظاتي:صناعة المكدوس الفلسطينية لا ترقى ـ في ذائقتي ـ إلى جودة المكدوس السوري واللبناني، لا من حيث الحشوة، ولا من حيث تفاوت في طهي وطراوة حبّات الباذنجان. بعضها طري وبعضها صلب في برطمان واحد.هل من الأفضل شراء المكدوس من محلات "كل شيء شهي" في رام الله ـ التحتا مثلاً؟الجبنة البيضاء: ذات ملح زائد، يمكن نزع ملوحته بالنقع في ماء فاتر، ومذاقه حسن أو جيد.. لكن لماذا حشوه هكذا: قطع كبيرة من الجبنة في برطمان صغير، وتتفتت القطع لدى إخراجها بالشوكة من البرطمان؟ البرطمان الكبير للقطع الكبيرة، والصغير للقطع الصغيرة.. يا ستات تسلم أياديكن!العسل: ليست لديّ خبرة أمّي الفلاحة ـ رحمها الله ـ في تمييز العسل الصافي عن العسل غير الصافي.فعلت ما يقولون عن التمييز، أي قلبت البرطمان، ومراقبة مطمطة العسل بشكل خيط متصل، أو استخدام عود ثقاب.. واشتريت برطماناً بسعر برطمانات السوق، وأنا أعلم أن عسلاً عن عسل يفرق حسب مواسم حصاده، أو الزهور البريّة أو الشجريّة التي يتغذى النحل عليها (يقال: عسل نوّارات أشجار الكينا له طعم جيد).هذه ملاحظات فنية يتعلق معظمها بجودة التعليب، أو جودة الإعداد، ولا أعرف هل أن الصناعة الغذائية البيتية ـ الريفية خاضعة لمواصفات السلامة الصحية أم أن على الهيئات التي ترعاها أن تراقب جودة التعليب والإعداد.
***
قرأت عن سُلّم عشري لثقة المستهلك العالمي في شركات كبيرة عابرة للقارات ومختلفة، مخازن شركة سيارات BMW المرتبة الأولى، متقدمة على شركات للبرمجيات أو للهواتف المحمولة.صراحة كنت أتوقع أن تحرز شركة سيارات "رولز رايس" مرتبة متقدمة، لأن إنتاجها يتم يدوياً، مثل الصناعات الفلاحية الريفية.إنتاج السيارات بـ "الربوتات" له حسناته من حيث حفظ الكلفة، وله عيوبه لأن شركات كبرى تسحب سيارات ذات عيوب من الأسواق.حتى شركة "إيفيان" للمياه المعدنية اضطرت إلى سحب خط إنتاج معيّن، خرج عن المواصفات، وأيضاً، شركة لحوم عالمية معلّبة شهيرة اكتشفوا أنها تخلط لحوم البقر بلحوم الأحصنة.هناك ثقافة استهلاك فلسطينية غير صحيحة، تثق بجودة المنتوجات الإسرائيلية، مع أن ثغرات كبيرة اكتشفت في الكثير منها، وخاصة منتوجات الحليب والألبان.***
هناك طرفة عن سيارات BMW فقد كانت غير شعبية في اليابان، عن ظن أن حروف الشركة تعني "بريتش موتور واغن" البريطانية وليس "بافاريا موتور واغن" الألمانية.. ثم تعدّل الحال والأحوال.. والبيع والشراء.
نقلاً عن جربدة الايام