توقيت القاهرة المحلي 21:23:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فلسطين "حيوان اقتصادي"؟

  مصر اليوم -

فلسطين حيوان اقتصادي

مصر اليوم

  راقب مشيتك تفهم بناء الدول. أنت حيوان ثديي عاقل ومنتصب، تدب على قدمين.. لكن، الحيوانات الثديية الدنيا تدب على أربعة، فإذا كانت ذراعاك حرتين، فإنك تحرك الذراع اليمنى مع حركة الساق اليسرى.. وبالعكس. يمكنك، أيها الإنسان المنتصب، أن تضع يديك في جيوب سروالك، أو تحمل الجريدة، أو البلفون في يد يسرى أو يمنى، لكنك ستحرّك ذراعك الحرّة وفق حركة ساقيك. الإنسان العاقل، المنتصب (هومو سابين) حيوان اقتصادي، والدولة كذلك، والاقتصاد محرك السياسات قبل أن يقول كلينتون: "إنه الاقتصاد.. يا غبي".. وماذا يقول ماركس؟! سيأتي السيد كيري، أولاً إلى الأردن، ثم إسرائيل وفلسطين ليدفع بحل يعتمد ثلاثة مسارات: اقتصادية، أمنية، وسياسية. المساران الأوّلان هما بمثابة جناحي الطائر ـ الطائرة، والمسار السياسي هو بدن الطائرة ـ الطائر. هكذا يقول كيري.. وهكذا يقال.. وهكذا تُبنى الدول. وهكذا بنت أميركا ألمانيا وأوروبا بمشروع مارشال، وبنت اليابان التي بنت كوريا الجنوبية! ما هو الفرق بين مشروع وزير الخارجية جورج شولتز، قبل الانتفاضة الأولى "لتحسين شروط الحياة" وبين مشروع جون كيري ذي المسارات الثلاثة؟ كانت منظمة التحرير الفلسطينية P.L.O، وصارت السلطة الفلسطينية P.A فإلى P.S .. وأخيراً نطقت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان رسمي باسم فلسطين Palestine، وعلى هذا المنوال جاراها موقع Google من P.A إلى P.S إلى Palestine. قبل P.L.O كنا شعباً في نظر أنفسنا، وفي نظر العالم كنا "اللاجئين الفلسطينيين"! على ماذا يرتكز المسار الاقتصادي في خطة كيري ذات المسارات الثلاثة؟ على نجاحات خطة سلام فياض ثلاثية السنوات لبناء مؤسسات فلسطينية قادرة مناكبها على حمل الدولة الفلسطينية، لا لتكون "دولة فاشلة" بل دولة قابلة للحياة، وقادرة عليها. إن احتلالاً إسرائيلياً طال 45 عاماً، جعل الاقتصاد الفلسطيني تابعاً للاقتصاد الإسرائيلي وعالة عليه، أو جعل الاقتصادين مثل توأمين سياميين، واحد منهما عليل هو الاقتصاد الفلسطيني. منذ إقامة السلطة الفلسطينية كانت الدول المانحة تضخّ "مصلاً" في الاقتصاد الفلسطيني.. والآن، جاء دور بناء العضلات، وتنمية الشرايين (الطرق). ماذا يعني أن تشمل جولات كيري الأردن؟ لأنه من إسرائيل وفلسطين والأردن يبدأ بناء شرق أوسط: اقتصادي، أمني، وسياسي، أي من البحر إلى بادية الشام، بدلاً من النهر إلى الجدار (دولة فلسطين) أو من النهر إلى البحر (أرض فلسطين ـ إسرائيل). إسرائيل تقول إن أمنها الاستراتيجي يمتد من البحر إلى النهر، لكن الشق الاقتصادي ـ ثم الشق الأمني فالسياسي في المشروع الأميركي يُعنى بتنمية مشتركة للأغوار، بدءاً من مشروع ياباني لـ "رواق السلام" في الأغوار، والأغوار الفلسطينية هي حياة الدولة الفلسطينية ومستقبلها. مشروع تنمية منطقة عين الفشخة على الشاطئ الفلسطيني من البحر الميت، ثم مشروع بناء "مدينة القمر" قرب قرية النويعمة، ومشروع إحياء البحر الميت نعم، إن الدول الثلاث مستفيدة بتفاوت من المسار الاقتصادي، لأن السوق الفلسطينية هي المستورد الثاني للبضائع الإسرائيلية، والسوق الإسرائيلية هي المستورد الأكبر للبضائع الفلسطينية. هذا المسار قد ينطلق أو يتعثر بناء على المسار الأمني، أي جواب إسرائيل على سؤال كيري لترسيم حدودها، أي حدود فلسطين، ليس من جانب واحد، بل نتيجة التفاوض. إسرائيل نصف موافقة (انتقائياً) على المسار الاقتصادي (تجميد مشروع مدينة القمر)، ونصف معترضة على المسار الأمني، ومعترضة على المسار السياسي الذي سوف يفضي إلى "الحل بدولتين". لماذا؟ لأن اعتراف إسرائيل بفلسطين دولة يعني أنه تستعيد فلسطين إلى سيادتها ما يدعى بـ أرض دولة" ورثها الاحتلال عن الأردن، وهذا عن بريطانيا، وهذه عن الإمبراطورية العثمانية..! أميركا رمّمت الاقتصاد الألماني، فصار أقوى اقتصاد في أوروبا، ورمّمت الاقتصاد الياباني فصار الأقوى في آسيا، واليابان بنت اقتصاد كوريا الجنوبية، ومن شأن حل شامل ذي ثلاثة مسارات أن يبني اقتصاد الأردن وفلسطين وإسرائيل، أيضاً، فتصبح فلسطين "جاذبة" وليس "طاردة" للأيدي العاملة. ما الذي يعنينا؟ الفلسطينيون في إسرائيل والأردن.. وفلسطين بالطبع، وفي هذه الدول الثلاث يشكلون معظم الشعب الفلسطيني، وبوصلة كيري تشير إلى كونفدرالية أردنية ـ فلسطينية ـ إسرائيلية. إنه الاقتصاد.. يا ذكي. أميركا ذكية.. فهل إسرائيل ذكية، أم ذات ذكاء شرير؟  

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلسطين حيوان اقتصادي فلسطين حيوان اقتصادي



GMT 14:24 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 14:22 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 10:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 10:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 10:40 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 10:38 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 10:37 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 10:35 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

«ترمومتر» الوطنية!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:45 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025
  مصر اليوم - مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 06:27 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

باريس هيلتون تحتفل بعيد ميلاد ابنتها الأول في حفل فخم

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 19:30 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة نجلاء بدر تعلن وفاة عمها عبر "فيسبوك"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon