توقيت القاهرة المحلي 00:55:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"الله يسهّل علينا"

  مصر اليوم -

الله يسهّل علينا

حسن البطل

أولاً : (77%) من فلسطينيي الضفة الفلسطينية "يتسهلون" دائماً (44%) او احياناً (33%) من مدينتهم الى عملهم.. وبالعكس. ثانياً : (95%) من المتسهلين اليوميين والاسبوعيين لا يصدقون "تسهيلات" اسرائيل على الاطواق الداخلية، بعد كل هدوء عابر. ثالثا: (62%) من هؤلاء لا يتوقعون ان يجترح "المراقبون الدوليون" المقترحون اعجوبة السفر الفلسطيني العادي بين مدينة واختها من مدن الضفة، في مقابل (13%) يتوقعون خيرا في هذا الخصوص، و(25%) لا يجدون جواباً. هذه بعض معطيات أحدث استطلاع رأي اطلعت عليها، بالأمس، وهي قيد النشر من جانب "الهيئة العامة للاستعلامات" الرسمية، وبالاحرى مكتبها الاقليمي، لسائر الضفة، الموجود في نابلس. الطريف في الاستطلاع امران: ان مدير المكتب لم يستطع الالتحاق بعمله؛ والثاني: ان موظفين من 31 موظفاً، فقط لا غير، استطاعوا الالتحاق بالمكتب الاقليمي. لماذا؟ هناك موقع، جنوب شرقي نابلس، يسمى "الحمرة" وهو ممر اجباري لدخول نابلس، سواء قصدتها آتياً من الجنوب (رام الله)، او الشمال (جنين) او الغرب (طولكرم، قلقيلية). في ذلك الموقع الحاكم، حفر الجيش الاسرائيلي خندقا، لا تستطيع السيارة "الالتفاف" عليه بتسلق الجبل الوعر، ولا تستطيع الالتفاف عليه بنزول الوادي السحيق. للعلم، فالطريق الالتفافي الفلسطيني الجديد من رام الله الى نابلس، يقودك، اولاً، الى الرام (ضاحية القدس) ثم الى قرب الطيبة (حافة الاغوار). والنتيجة: ان سفر الـ 40 دقيقة صار ساعة ونصف الساعة، ثم صار ثلاث ساعات، وذات يوم قبل اسبوعين، تبلدت احاسيس الجنود على الحواجز .. فتطلب السفر من نابلس الى رام الله تسع ساعات ونصف الساعة. يوم السبت، امس صباحاً، كان مئات من "المتسهلين" من رام الله الى نابلس، ينتظرون الفرج عبثاً. وهكذا، وصلت نتائج الاستطلاع حول "سفر برلك" الفلسطيني عبر الفاكس. نعود الى معطيات الاستطلاع: .. ورابعاً : يرى (50%) من المواطنين المستطلعين ان هدف الاطواق هو "الضغط على السلطة" و(22%) يعتقدون ان هدفها "خلق واقع ينبني عليه اي اتفاق مستقبلي" و(23%) يفسرون الاطواق تفسيرات مختلفة .. وفقط، (4%) يصدقون ان أمن المستوطنين هو السبب. * * * هناك 2500 كم من الطرق المعبدة، متفاوتة المستوى، في الضفة. وهناك ضمنها 1250 كم من "الطرق الالتفافية" للمستوطنات اليهودية، او "الطرق المشتركة" للمواطنين والمستوطنين، التي يترتب على جيش الاحتلال مراقبتها. الى ذلك، هناك 450كم من الحدود بين الضفة واسرائيل، اضافة الى 150كم بين الضفة والاردن. هذه الشبكة العنكبوتية من الطرق الداخلية، ومن الحدود "الخضراء" او "الزرقاء" هي وجه من وجوه الصراع، ووجه من وجوه الأمن .. ولكنها، اولاً: وجه من وجوه "الحياة اليومية" الراهنة. ما هو وجه المفارقة، ايضا: معظم المستوطنين لا يشعرون بـ "الامن" خلال تنقلهم على الطرق الالتفافية.. رغم توفر الطرق المريحة. لكن، معظم الفلسطينيين (77%) لا يفكرون بالأمن، بل بعثرات الطريق، من الدروب الوعرة (5%)، الى التعويقات على حواجز جيش الاحتلال (5%)، او حواجز المستوطنين (3%) بينما يقول (87%) ان كل احوال التنقل، وشروطها، وظروفها المتغيرة، تشكل صعوبة. * * * في التعبير الفلسطيني الدارج، ان الذي يسافر يكون قد "تسهّل" وقبل السفر يكون الدعاء "الله يسهّل عليك". ويبدو ان شبكة الطرق العنكبوتية، وشبكة الحواجز، وشبكة المستوطنات، والطرق الالتفافية تعطي مبررا لوصف السفر بـ "التسهيل" وموجبا للدعاء "الله يسهّل عليك". وفد زائر من جنوب افريقيا، ابلغ الصحافيين الفلسطينيين بأن وضع الطرقات وأحوال التنقل في الضفة الغربية والقطاع، تعتبر أشد بكثير مما عانته جنوب إفريقيا في ذروة سياسة "الفصل العنصري" و"المعازل". نقلاً عن جريدة "الأيام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الله يسهّل علينا الله يسهّل علينا



GMT 14:24 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 14:22 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 10:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 10:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 10:40 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 10:38 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 10:37 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 10:35 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

«ترمومتر» الوطنية!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:45 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025
  مصر اليوم - مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 14:08 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اختاري كوشات أفراح مبتكرة في موسم صيف 2018

GMT 01:35 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

عبد الله السعيد يفجر المشاكل بين كوبر وأبوريدة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon