توقيت القاهرة المحلي 04:45:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لوحة شتائية

  مصر اليوم -

لوحة شتائية

حسن البطل

 - شفاه أو ..؟ 
قادمة من عمق الأحمر القاني، انكسرت موضة "أحمر شفاه" النساء على حافة البنفسجي. لكن، على تلال هذه الضفة تنكسر تكشيرة السماء، في شتاء كثير النوّات الماطرة، عن ابتسامة شفاه خضراء. 
بين تلة وتلة فرجة ضيقة أو واسعة، كما بين شفة وشفة غاضبة او نشوانة. شفاه خضراء داكنة .. اذا انفجرت تكشيرة السماء الماطرة، خُيّل اليك، مع قليل من انعكاس أشعة الشمس، انها شفاه ارتوت ماء، كما ارتوت المرأة .. فبانت حافات صخور التلال، العارية من الاخضر، مثل صف أسنان. انها "تريل" مثل فم طفل رضيع أفلت، لتوه، حلمة ثدي أمه.
 صعد: الأزرق، الابيض، الاخضر الى موجة طلاء أظافر النساء. لم تصعد موجة هذه الألوان الى شفاه النساء. 
.. أو أن التلال هذه ليست شفاهاً، بل فروج فتيات بكر، او نساء ثيبات، او امهات ولودات، لهن - في هذا الشتاء كثير النوات - عادات الحيض او المخاض. 

2 - عصافير
 تغدو عصافير الدوري بدينة في الشتاء البارد، ورشيقة هيفاء في الصيف القائظ.. أو تبدو نزقة، مثل قطة برية، في الصيف؛ ونزقة مثل قطة البيت في الشتاء. 
يا لعصافير الدوري! 
.. ثالت الكائنات التي تألف الانسان، مثل كلب الدار (الحقل، الراعي) أو كلب الصالون البطران. مثل قطة الدار الأليفة، أو قطة الحارة نصف البرية. 
عهد الوفاء بين الكلب وصاحبه، وعهد سياسي محض، قابل للحنث، بين القطة وربة البيت .. الا ثالث اصدقاء الانسان :
 عصفور الدوري الذي لم يكتب بعد، هو وصديقه، معاهدة سلام.. او حتى اتفاق عدم اعتداء. 
الوردة هي الوردة، حتى لو انضمت الى فيلق الزهور. العصفور الدوري يظل هو العصفور الدوري، حتى لو جندوه - قسراً - في فيلق الطيور. 
يسرق حبات قمحك وشعيرك من حقل البيدر، او يسرقه من شرفة بيتك. لكن، لو وضعته على راحة يدك لن يقرب .. حتى ولو هلك جوعاً. 
ينتظر كسرة خبز جاف، او بقايا ما شبع الانسان منه، او يتسلى بملء حوصلته بديدان الحقول، او حشرات الشجر.
 عصافير الدوري أشبه بقطط طائرة، أو ان القطط أشبه بعصافير برية. كلاهما "تفرّ مذعورة" .. بينما تهرب الكلاب ذليلة (وذيلها بين قائمتيها الخلفيتين). عصافير هي كائنات نزقة، حتى ان اصواتها المزقزقة هي صوت "النزق". 
"على الموضة"؟ لحية ذكر العصفور الدوري، لكنها لحية سوداء مدى الحياة لا يعاجلها الشيب، كما لا يؤجلها انتظار "سن البلوغ"... من اول الزغب يبدو ذكر العصفور الدوري ذكراً، وتبدو انثى العصفور الدوري انثى. 
لو كان عدد خفقات القلب مقياساً لشدة العشق، لكان هذا العصفور الدوري العاشق الاول، المتيم، الهائم، المدنّف .. الولهان. 
الحمام واليمام للسلام.. وعصافير الدوري لمعاهدة الارتياب الأبدية بين ابن آدم وثالث الأصدقاء من الكائنات. 

3- الوحل 
شعبان في الوحل، او يتصارعان في الوحل، او يمشيان في الوحل.. غير ان الشعب المغلوب في ارضه يقطع دروبه الموحلة على نعال اقدامه، بينما جنود الشعب الغالب يقطعون شوارع الشعب المغلوب.. على جنازير موحلة. 
سيارات موحلة العجلات، تجتاز حاجزاً من دبابات ذات جنازير موحلة .. هذا هو المشهد الشتوي لأيام الحصار.
 .. غير ان عصافير الدوري تجتاز حاجز الشك من هؤلاء وهؤلاء، وتبحث، على الحاجز عن رزقها بين فضلات وقوفهم الطويل. 
.. وغير ان التلال، ذات الشفاه الخضر، او ذات الشفاه المنفرجة عن شهوة لمطر السماء.. او عن نشوة من الارتواء. هذه التلال تدعو العصافير الى اوكار الاختباء.. اذا لعلع الرصاص، او دوت قنابل الصوت، او غطت سحابة من الغاز المسيل للدموع حاجزاً من حديد وبشر.. غارقا في الوحل.
   نقلاً عن "الأيام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لوحة شتائية لوحة شتائية



GMT 14:24 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 14:22 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 10:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 10:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 10:40 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 10:38 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 10:37 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 10:35 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

«ترمومتر» الوطنية!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:45 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025
  مصر اليوم - مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 14:08 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اختاري كوشات أفراح مبتكرة في موسم صيف 2018

GMT 01:35 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

عبد الله السعيد يفجر المشاكل بين كوبر وأبوريدة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon