توقيت القاهرة المحلي 00:06:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النبضة 2

  مصر اليوم -

النبضة 2

حسن البطل

حسابياً، هي الدفعة الثانية من أربع لطي صفحة أسرى ما قبل أوسلو. سياسياً، تحرير أسرى ما قبل أوسلو جزء من استمرار عملية تفاوضية من تسعة شهور، لإغلاق ملف ما بعد أوسلو؟ إذن؟ هذه أول دفعة تحرير أسرى فلسطينيين غير مرتبطة بتبادل أسرى في مقابل أسرى، أو جثث وأشلاء جثث مقابل أسرى أو جثث، فهي جزء من عملية تفاوض سياسية. لهذا السبب بالذات أثارت في إسرائيل وحكومتها وائتلافها نقاشاً وخلافا. لماذا؟ الالتزام بمواعيد نبضات تحرير أسرى ما قبل أوسلو، أثار لدى أحزاب وشخصيات إسرائيلية مخاوف من جدية عملية التفاوض الجارية؟ الدليل، أن حزب "البيت اليهودي" بقيادة الضابط نفتالي بينيت ربط بين معارضة تحرير الدفعة الثانية وبين كبيرة المفاوضين الإسرائيليين تسيفي ليفني.. أي أن الحزب الذي يعارض مفاوضات تؤدي لاتفاق نهائي حول الدولة الفلسطينية، يعارض تحرير أسرى ما قبل أوسلو، وهو ذاته الحزب الأكثر تأييداً لاستمرار عمليات الاستيطان. ما هي الصفقة الأميركية التي مهّدت لإطلاق المفاوضات وإطلاق سراح أسرى ما قبل أوسلو؟ يقال إن الرئيس الفلسطيني خيّر كيري، الذي بدوره خيّر نتنياهو، أن يعود للمفاوضات المباشرة، إمّا إذا حرّرت إسرائيل أسرى ما قبل أوسلو، وإما إذا جمّدت الاستيطان؛ وإما إذا قبلت عملية تفاوضية استناداً إلى خطوط ـ حدود العام 1967. يقال إن نتنياهو اختار ما اعتبره أهون الشرور، فهو يرفض التعهد بمفاوضات لترسيم الحدود على أساس خطوط 1967، رغم قبوله فكرة "الحل بدولتين" كما في خطابه الشهير (خطاب جامعة بار إيلان في ولايته الثانية). لولا الضرورات الائتلافية، أي بقاء حزب "البيت اليهودي" في الائتلاف الحاكم، لفضّل نتنياهو خيار تجميد الاستيطان ولو لمدة سنة، أو تسعة شهور تفاوضية، فقد جرّب هذا الخيار ـ المناورة من قبل، ثم أطلق زخماً استيطانياً بعده. والحال هذه، التزم نتنياهو أمام كيري بالخيار الذي رآه أقل سوءاً، أي تحرير الأسرى.. ولكن ليس بنيّة صافية، فقد حاولت مصادره الإيحاء بقبول الفلسطينيين معادلة "تحرير قتلة مقابل بناء شقق للمستوطنين". أيضاً، الزعم بأن الفلسطينيين تعهدوا بتأجيل طلبات رفع عضويتهم في منظمات الأمم المتحدة، ما دامت عملية التفاوض جارية، وهي قد تمتد إلى ما بعد مهلة الشهور التسعة المحدّدة، كما توحي بذلك كبيرة المفاوضين تسيفي ليفني. ما هي الحقيقة؟ الفلسطينيون تعهدوا بعدم مطاردة إسرائيل دولياً في منظمات الأمم المتحدة إلى حين انتهاء النبضات الأربع لتحرير الأسرى، فإذا فشلت المفاوضات انتهى أجل التعهد. من جهة أخرى، فالعودة للمفاوضات حسب خطة كيري تحدثت، صراحة وبوضوح، عن الاتفاق على حل نهائي، أي إنهاء المطالب المتبادلة. السؤال الكبير أمام هذه "النبضة السياسية" الكبيرة هو: على ماذا يراهن كيري في إنهاء عملية شاملة ومعقدة في تسعة شهور؟ هل بموافقة أميركية صامتة على اندفاعات استيطانية كبيرة ولكن تتركز في "الكتل" والضواحي الاستيطانية في القدس الشرقية؟ ليست مصادفة أن يعود كيري إلى المنطقة بعد أسبوع من "النبضة الثانية" لتحرير أسرى ما قبل أوسلو، بعد أن اجتازت حكومة نتنياهو "هزة داخلية" بسلام، دون أن ينفرط عقدها. في هذه الأثناء، أطلقت مصادر نتنياهو بالون اختبار غير جديد، وهو أن الاتفاق النهائي بعيد المنال في تسعة شهور، ومن ثم فإن "الحل بدولتين" يعني دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة 60ـ80% من مساحة الضفة الغربية واعتراف إسرائيل بها، مقابل مفاوضات لاحقة غير محدّدة الأجل حول بقية مسائل الخلاف، وبخاصة: القدس، واللاجئين. الفكرة هذه مرفوضة فلسطينياً، لكنها مطروحة إسرائيلياً، وينادي بها أحد مهندسي أوسلو، يوسي بيلين، وكذلك زعيم "كاديما" شاؤول موفاز .. وآخرون. إسرائيل، كما يبدو، تدفع الأمور نحو أوسلو 3 لا نحو الحل النهائي؟! كانت أوسلو ذات ثلاث نبضات، أي ثلاثة انسحابات إسرائيلية قبل الولوج لمفاوضات الوضع النهائي. نقلاً عن "الأيام" الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النبضة 2 النبضة 2



GMT 21:16 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ظاهرة إيجابية بين الأهلى والزمالك

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 08:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مجدي يعقوب والعطاء على مشارف التسعين

GMT 07:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 07:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

عند الصباح

GMT 07:57 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 07:56 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 07:54 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon