حسن البطل
العلاقة بيني وبينك
"علاقة ملح وماء
أذيبُك
فأصير بحراً"
* * *
تحت التخدير العام، تُعمل تمارا كيلة مباضعها في جسد الانسان. الجسد "جثة" تحت التخدير او "نوم" سوى من الشهيق والزفير .. وضربات القلب، ونشاط الدماغ الكهربائي، وحركة الدم في الشرايين والاوردة.
في رهافة مباضعها، تُعمل تمارا، يراعها في روح الانسان، وتسقيه من شعرها رحيقاً، رقيقاً، معبقاً بالأنوثة، والرهافة.
يقولون: كحد السيف في وصف مضاء السلاح او مضاء عزيمة حامل السلاح، او نقول: شعر هذه الطبيبة الجراحة، رهيف كحد المبضع.. من اعملت فيهم مبضعها صحّوا أجساداً، ومن تُعمل فيهم يراعها رقّوا أرواحاً.
هذا ما تعمله في ارواحنا تمارا كيلة في أولى مجموعاتها الشعرية: "شهوة الغيار". الطبيب الجراح يفهم زميله الطبيب الجراح (وقد خضع بنفسه لمباضعها)، وطبيب الاسنان وجراحة الفك، الشاعر عامر بدران فهم من مجموعة الطبيبة الجراحة - العامة صديقته تمارا: "هذا ليس شعراً، وليس نثراً بالضرورة. إنه خيط من الغنائية الفريدة، تنتهي عملية فتح البطن بخياطة الجرح، وأما في الشعر؟
"انظر الى صورتك في مرآتي، لعلك تستطيع ان تعرف نفسك اكثر" كما يقول عامر عن شهوة الغيار:
"أنا داؤك وداؤك
"وأنت دائي
"وما من دواء"
أو
"أنا الألف واللام قبل اسمك
"وأنت ياء الختام
"أنا النار التي تصهر معدنك
"وأنت - أنت الماء".
الماء حياة، ويقولون عن عناق الحب بين الذكر والانثى "ماء الحياة" وأما الشاعرة فتقول:
"يزفّ الضوء للماء
"يتوبُ
"يذوب روحاً في جسد"
وعن العناق ايضاً:
"ماذا يشبه ملكوت السماء؟
يشبه طعمك في فمي
ماذا يشبه طعمك في فمي؟
يشبه اللذعة
ما بين النبيذ والكرز
يشبه الملوحة
ما بين الدموع والبحر
(...)
* * *
لن نقول: كل أديب شاعر، ولا كل طبيب أديب، ولكن قد نقول أن الطبيب الجراح إن أمسك بيراعه ليكتب شعراً .. نثراً يصبح حكيما للجسد والروح، فقد نسأل: هل المبضع استعار رهافة اليراع، ام ان اليراع استعار رهافة المبضع.
"كن جميلا كما أحبك
"كن جميلاً كما اشتهيك.
"كن جميلاً كدهشة بحر
"إذ تغمس فيه أنثى
"كاحلها.
* * *
"كيف تنام وكلّي ينادي كلّك
"تعال
"خذني
"فك ضفائر النعاس
"وعلمني كيف أعدّ على اصابعك
"ألف "أحبك" ضوئية
"هذا المساء"
* * *
"وأنت تلقن جسدي لغتك
"تأنّ كأنك تحمل كأساً مليئة حتى حافتها
"ولا تريد ان تندلق
"جسدي شعب جائع الى الحرية.
* * *
"شهوة الغيار" طبعة أولى ٢٠١٣، من اصدار
"الرصيف للنشر والتوزيع" - رام الله - فلسطين
نقلاً عن "الأيام" الفلسطينية