توقيت القاهرة المحلي 06:22:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هي المنسوبة للبطولة

  مصر اليوم -

هي المنسوبة للبطولة

حسن البطل

الفلسطيني إمّا عدد في معدود شعبه، وإمّا كلمة في جملة؛ وجملة في سطر .. في صفحة؛ في رواية وملحمة هي نهوض الشعب من النكبة. الست المرحومة انعام محمود البطل (ام ليلى)، ابنة شقيقتي زينب؛ وزوجة قيس عبد الكريم (ابو ليلى) جزء من رواية - ملحمة نهوض اللاجئين الفلسطينيين من النكبة. هي منسوبة، في كنية العائلة الى البطولة، ومنسوبة في حياتها النضالية والاسرية الى بطولة نهضة الشعب اللاجئ، أجدادها، أعمامها، اخوالها حملوا السلاح قبل النكبة ("جيب" طيرة حيفا آخر موقع فلسطيني سقط بعد اقامة اسرائيل بشهرين). .. ايضاً، اخوها، وعمها، واولاد خؤولتها حملوا السلاح في الحركة الفدائية. منهم من سقط، ومنهم من نقل سلاح النضال من كتف البندقية الى كتف العلم. أتذكرها رضيعة احملها بين ذراعي، ولا انساها تحمل اليّ في رام الله هدايا الشام، وهي الاكاديمية والزوجة والأم التي تبني جسراً بين الشام، حيث أولادها في المدارس والجامعات، وزوجها المناضل في رام الله. عذبة، صلبة، فلسطينية، ستّ طيراوية، كما أمها زينب وجدتها مريم. "ياسمينة جامعة دمشق" كما يصفها زملاؤها ازهرت اولاداً نجباء صاروا دكاترة، ومن قبل صار اشقاؤها وشقيقاتها الثلاثة دكاترة، اولادها م. علي ود. عمر، واشقاؤها د. محمد ود. نجوى. ود. مها. كنت امازحها: ما هذه "الرياضيات البحتة" المخيفة التي تخصصت فيها وتخرجت بها من جامعة دمشق. ارقام ومعادلات جبرية وهندسية كنت هربت منها أنا الى الجغرافيا - الجيولوجيا في ذات الجامعة. "الحياة معادلات رياضية" كانت تضحك وتقول، ومعادلتي في الحياة الآن بين ابناء نجباء في الشام وزوج في رام الله. ربع قرن كامل علمت اللاجئين في مدارس "الاونروا" والمخيمات الرياضيات، كما خالتها المرحومة - أختي آمنة علمتهم ربع قرن تاريخ فلسطين. دعكم من تاريخ العمالقة في تاريخ فلسطين القديم، والآن تاريخ جديد: شعب فلسطين من النكبة التي قصمت ظهر الشعب، الى نهضة الشعب ودور اللاجئين في النهضة نضالاً وعلماً. أتذكر بدايات اللجوء المبكرة كما وصفها الشاعر معين بسيسو عن تلاميذ غزة: خيمة المدرسة اولاً، والسبورة من خشب السحاحير، والطبشور من الصخر الكلسي .. والآن، شعب من الاكاديميين. لوالد المرحومة انعام دوره في هذا الانقلاب العظيم. كان المرحوم محمود والدها وزوج شقيقتي زينب، يعمل عاملا فنيا في النسيج بمصنع في دمشق، وسائق سيارة أجرة .. لتعليم اولاده في الجامعات الاجنبية لدرجة الدكتوراه. اصيب محمود بداء القلب من العمل المزدوج المرهق .. لكن لما تخرجت نجوى ومها، عمل حفلة سهر حضرتها حماته أمي، رحمها الله .. ونسي من فرحه أن يأخذ "الحبة" .. وفي الصباح صلّى الفجر .. ونام ومات! الدراما في حياة الشعب، دراما في حياة افراده .. وهكذا تخرجت ابنته من جامعات اوكرانيا، ثم عادت للعمل هناك .. ولتستقبل والدتها ام ليلى، المصابة بغيبوبة من سكتة دماغية، نقلتها للعلاج شهورا طويلة من الشام الى عمان، ومن عمان الى رام الله: ومن رام الله الى كييف .. حيث وافاها الاجل. اناديها، مع زوجها وابنها علي في المستشفى الكويتي - رام الله، فتحرك عيونها كأنها في وسن بين اليقظة والنوم. أنا، خالها، خسرت روحاً عذبة وهدايا الشام، ووجبات غداء عائلية، بنكهة اختي ونكهة أمي، وخسرت "بطلا" ثالثا في فلسطين، حيث لا يوجد من العائلة في البلاد سواي وابن عمّ وابنة اخت لا تكف عن الانتقال من الشام حيث الاولاد الى رام الله حيث الزوج المحب والهادئ وكثير الانشغال. بوصفها فلسطينية برقم وطني، وامها مناضلة نسوية، اتاحت لي الفرصة لأرى أختي وامها في رام الله ، وترى اختي ارض البلاد .. ومسقط رأسها في طيرة حيفا. هي أم ليلى، وأنا حملت في رام الله حفيدتها ليلى، قبل أن احمل في لندن حفيدتي ليلى. سبقتني الى الجدودية، وسبقتني الى الموت مبكراً. سيدة وفلسطينية، ام ومناضلة، واكاديمية .. واللبنانيون يقولون عن السيدات المحترمات "ست". لن اسخر من "رقم الشؤم" ١٣ بعد الآن، ففي الالفية الثانية والعام ١٣ منها فقدت ستة اصدقاء من رفاقي وجيلي .. وفقدت انعام. لا اقسى من ان تثكل الأم "حشيشة قلبها"، وان يفقد الزوج رفيقة حياته، والاولاد امهم. إنعام هي كلمة في جملة، وجملة في سطر .. وصفحة في ملحمة نهضة الشعب .. نضالاً وعلماً معاً. نقلاً عن جريدة الأيام الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هي المنسوبة للبطولة هي المنسوبة للبطولة



GMT 14:24 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 14:22 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 10:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 10:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 10:40 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 10:38 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 10:37 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 10:35 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

«ترمومتر» الوطنية!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:45 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025
  مصر اليوم - مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 14:08 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اختاري كوشات أفراح مبتكرة في موسم صيف 2018

GMT 01:35 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

عبد الله السعيد يفجر المشاكل بين كوبر وأبوريدة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon