توقيت القاهرة المحلي 21:39:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

.. أهو "الذكاء اليهودي" .. الشرير؟

  مصر اليوم -

 أهو الذكاء اليهودي  الشرير

حسن البطل

سأعود إلى تنويه من الباحث والمؤرخ صبري جريس، ففي سياق عمود لي في تموز لم اقطع باسم من قال: "اضربوا اليهود على جيوبهم". للباحث أن يزيد الصحافي علماً؟ هكذا، سأفهم لماذا قبلت إسرائيل "حلاً وسطاً" بينها وبين الاتحاد الأوروبي ووقعت، قبل يومين من المهلة الأخيرة، على الانخراط في المشروع العلمي الأوروبي (هورايزن ٢٠٢٠). عندما تمرد بيغن و"ارغون تسفائي ليؤمي - المنظمة العسكرية القومية" على الانتداب البريطاني، أمر قائد القوات البريطانية في فلسطين، الجنرال افيان باركر، جنوده أن يقاطعوا المتاجر اليهودية، مع مقاطعة اليهود اقتصاديا واجتماعيا! "اضربوهم على جيوبهم" ولهذا السبب انخرطت إسرائيل في مشروع علمي يكلفها مليار يورو، ويعيد عليها بمنافع بقيمة مليارين ونصف المليار يورو! ولكن! مع ملحق اتفاق إسرائيلي جانبي ومنفصل تقول فيه إسرائيل: الانخراط لا يشكل سابقة سياسية او قانونية، ولا تقبل إسرائيل موقف وسياسة الاتحاد إزاء المستوطنات؟! نعم .. ولكن (mais ovi) وستجد حكومة إسرائيل طرقا التفافية لخرق حظر الاتحاد على تحويل بحوث علمية وأكاديمية في المستوطنات (الضفة، القدس، الجولان) او لصالحها وتعليم او خطر استيراد بضائع المستوطنات. أولاً، ستعوض المستوطنين من المزارعين المتضررين خسائرهم، وثانياً، ستجد الوسيلة للالتفاف على دعمها لجامعة - مستوطنة اريئيل، وهو استفز الاتحاد الأوروبي لتشمل مقاطعة كل جامعة أو أساتذة يعملون في الجامعة، او يتعاونون معها من خارجها. الصحف الإسرائيلية وصفت اتفاق اللحظة الأخيرة على انه "حل وسط" بين شروط الاتحاد للانخراط في المشروع، وفهم إسرائيل لتنفيذ هذه الشروط! يعيدنا هذا الى قصة "قرض الضمانات" الأميركي لإسرائيل بقيمة ١٠ مليارات دولار، أواخر عقد ثمانينيات القرن المنصرم، لاستيعاب الهجرة الروسية. في حينه، وضعت أميركا شرطا: كل تمويل للاستيطان سوف تحسم قيمته من القرض. كيف التفت إسرائيل على هذا الشرط؟ صرفت معظم قرض الضمانات لاستيعاب اليهود السوفيات في أراضيها، ومن فوائض التوفير من القرض وجهت أموالها الخاصة في توسيع الاستيطان (وصلنا الى مستوطنة "كادوميم" حيث يسكن وزير الخارجية ليبرمان) .. ثم وصلنا الى اعتراف الرئيس بوش - الأب بالكتل الاستيطانية! هذا مثال، والمثال الآخر هو قبول ارئيل شارون لخطة جورج ميتشيل التي تبناها بوش في تجميد وإزالة ١٠٥ بؤر استيطانية .. ولكن مع تحفظات شارون الى ١٤ .. والآن، حكومة نتنياهو مشغولة بتبييض البؤر التي تعهدت بإزالتها، وبطريق التفافي يرى كل بؤرة حيا في مستوطنة قديمة، بما في ذلك بؤر تقام على أراض فلسطينية خاصة .. رغم أحكام محكمتهم العليا! لماذا "زعبرت" إسرائيل حول اتفاق جنيف النووي مع إيران، رغم ان خبراء عسكريين ونوويين إسرائيليين وجدوه حلا وسطا فعلاً، ورغم ان أميركا تموّل جانبا عظيما من نفقات صواريخ "حيتس" و"العصا السحرية" ويساهم فيها علماء أميركيون الى جانب الإسرائيليين؟ ربما لأن نتنياهو يرى ان الضغط الدولي سوف يتجه لإسرائيل بعد ستة شهور في موضوع المفاوضات مع فلسطين. تشترك أميركا وإسرائيل في كونهما بلاد استطلاعات وإحصائيات (والى حد ما فلسطين أيضاً) وفي استطلاع أخير الشهر الماضي، تبين ان ثلث الشبيبة الإسرائيلية يجهلون تاريخ اغتيال رابين .. لا بأس. .. لكن، واحد من كل أربعة محاضرين إسرائيليين يهاجر، بما جعل إسرائيل أول دول الغرب في "هجرة الأدمغة" .. وغالباً الى برلين - برلين بالذات، وربع المهاجرين الأكاديميين يهاجرون الى أميركا. هنا بيت القصيد، لأن مشروع "هورايزن ٢٠٢٠" سوف يشغل "الرأسمال البشري" الذي تفخر فيه إسرائيل، وكل دولار تدفعه إسرائيل للمشروع سيعود عليها في العام ٢٠٢٠ بدولارين ونصف الدولار! لا حاجة للقول ان الاحتلال صار مشروعا اقتصاديا، وان الاستيطان كذلك (تربح إسرائيل ٦٥٠ مليون من استثمار الأغوار سنوياً، وتعطل زيادة الدخل القومي الفلسطيني بـ ٣،٥ مليار سنويا بسيطرتها على المنطقة "ج"). هذا وجه من وجوه "الذكاء اليهودي" .. الشرير؟! إسرائيل في المرتبة ١٢ عالميا من حيث الذكاء، وسنغافورة في المرتبة الأولى. .. وسنرى من هو "المتذاكي": الاتحاد الأوروبي أم إسرائيل؟ نقلاً عن جريدة "الأيام الفلسطينية"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 أهو الذكاء اليهودي  الشرير  أهو الذكاء اليهودي  الشرير



GMT 21:16 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ظاهرة إيجابية بين الأهلى والزمالك

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 08:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مجدي يعقوب والعطاء على مشارف التسعين

GMT 07:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 07:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

عند الصباح

GMT 07:57 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 07:56 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 07:54 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 09:57 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

دليل بأهم الأشياء التي يجب توافرها داخل غرفة المعيشة

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:52 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

GMT 10:12 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز 5 ضحايا لهيمنة ميسي ورونالدو على الكرة الذهبية

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 10:39 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أبوظبي وجهة مثالية لقضاء العطلة في موسم الشتاء الدافئ

GMT 03:57 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

8 منتخبات عربية في صدارة مجموعات تصفيات كأس العالم 2026
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon