توقيت القاهرة المحلي 06:22:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيري: ضربتان على الحافر وضربة على السندان!

  مصر اليوم -

كيري ضربتان على الحافر وضربة على السندان

حسن البطل

محسوبكم من جيل شهد، طفلاً وحدثاً، مظاهرات شوارع عربية تهتف "يا عميل الاميركان" ثم أتخم بقراءات عن "الامبريالية الاميركية" .. الخ! ها أنا أشهد، كهلاً، سعي وزراء خارجية (ورؤساء) اميركيين بين فلسطين واسرائيل، والأهم من هذا، ما دامت ضجّة ثارت حول "الترتيبات الامنية" ان اربعة جنرالات اميركيين، من كيت دايتون، الى مايكل مور، وجيمس جونز .. واخيراً جون ألن، تولوا مواكبة امنية لوزراء الخارجية الاميركيين. من بناء قوات فلسطينية، بعد الانقلاب في غزة (قوات دايتون - حسب المعارضين) الى جون ألن وترتيباته الامنية، التي شكلت، في نظر الفلسطينيين، تراجعاً عن افكار سلفه جيم جونز. بفاصل اسبوع فقط بين جولتيه الثامنة والتاسعة، سيأتينا أكثر المسؤولين الاميركيين انهماكاً وتدخلاً، جون كيري في ذروة أول منخفض قطبي يضرب بلادنا والمنطقة. رجال الدفاع المدني، والاطفاء، والشرطة متأهبون لعاصفة يسمونها في لبنان "ألكسا" وفي فلسطين "عربين".. اما رجال السياسة في الجانبين فالاسرائيليون ينظرون الى نصف الكأس الملأى، والفلسطينيون الى نصف الكأس الفارغة! ماذا يلزم الصحافيين؟ ربما تلخيص لجولات كيري الثماني وتصريحاته، او اسلوب عمله وهو على غير منوال "ضربة على الحافر وضربة على السندان .." وبالعكس! في جولته السابقة ضرب على السندان الفلسطيني مرتين محذراً اسرائيل من علامات انتفاضة ثالثة، وعزلة دولية .. وما شابه. لكن في جولته الثامنة ضرب على الحافر الاسرائيلي مرتين، اي انحاز لرؤية الجنرال جون ألن (و٦٠ من خبراء الأمن والسياسة والبيت الابيض والمخابرات) على حساب رؤية سلفه جيمس جونز، القائلة بقوات اميركية - أطلسية في الاغوار. في الواقع، تقول ترتيبات جون ألن وفريقه ما تقوله السياسة الاستراتيجية الاميركية، وهو اولوية أمن اسرائيل على سيادة فلسطين، ودون حاجة لمتابعة "منتدى سابان" في اميركا وكلمة الرئيس اوباما، وحضور كافة وزراء الحكومة الاسرائيلية (بمن فيهم المرذول افيغدور ليبرمان). تولى الجنرال كيت دايتون بناء قوات امنية فلسطينية للأمن الجاري (الداخلي) أما الجنرال جون ألن وفريقه، فيرى ان إعداد هذه القوات لتأمين الاغوار يتطلب فترة زمنية تتراوح بين ٤ - ١٠ سنوات؟ اذا كانت خطة كيري المعلنة لمفاوضات خلال (٩) شهور هي الوصول الى اتفاق شامل لجميع قضايا الخلاف، فإن الترتيبات الامنية المقترحة قد تعني دولة فلسطينية محتواة اسرائيليا: أمنيا وسياسيا واقتصاديا، او "دولة تابعة" استعارة من "اقتصاد فلسطيني تابع" للاقتصاد الاسرائيلي القوي. هكذا، من هتافات قديمة "يا عميل الاميركان" الى اعادة اكتشاف فلسطيني للبارود والعجلة والكبريت، اي ان الاميركان ليسوا "وسطاء نزهاء"! سوف ننتظر ختام جولة كيري التاسعة لنرى هل هناك "تقدّم" (كما قال في ختام جولته الثامنة) في موضوع الترتيبات السياسية، اي حجم الانسحاب التدريجي الاسرائيلي من "معظم" الضفة، وربما توضيح موقف الادارة من ترسيم الحدود، وموقف اوضح من مساحة التبادلات الارضية شرقي وغربي الخط الاخضر - الجدار العازل. يقول الرئيس اوباما إن على الفلسطينيين ان لا يتوقعوا تلبية كل مطالبهم دفعة واحدة، او على دفعات متقاربة بالاحرى، ماذا يعني هذا؟ لن تكون مهلة الشهور التسعة يلد الحل الاميركي بعدها طفل الدولة، علماً اننا سندخل قريبا الشهر السادس من "الحمل" (المفاوضات) وفيها تتكون، عادة، ملامح الجنين الذي سيولد طفلاً. المسألة أبعد من "ترضيات" امنية اميركية لاسرائيل بعد الاتفاق الدولي السداسي المؤقت مع ايران وقبوله ايران "دولة حافة نووية" وتجميد فلسطين "دولة حافة سيادياً". كم قيل ان اسرائيل هي الولاية الـ ٥١ في الاتحاد الاميركي .. والبرهان: تجميد التسليح الاميركي لمصر، لكن تعزيز التسليح الاميركي لاسرائيل .. حتى دون "تجميد الاستيطان" .. ومع تجميد تفاهم اطلاق سراح اسرى ما قبل اوسلو؟! نقلاً عن "الأيام" الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيري ضربتان على الحافر وضربة على السندان كيري ضربتان على الحافر وضربة على السندان



GMT 14:24 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 14:22 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 10:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 10:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 10:40 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 10:38 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 10:37 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 10:35 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

«ترمومتر» الوطنية!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:45 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025
  مصر اليوم - مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 14:08 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اختاري كوشات أفراح مبتكرة في موسم صيف 2018

GMT 01:35 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

عبد الله السعيد يفجر المشاكل بين كوبر وأبوريدة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon