توقيت القاهرة المحلي 06:22:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قيادة تعمل تحت ضغط مضاعف!

  مصر اليوم -

قيادة تعمل تحت ضغط مضاعف

حسن البطل

اقترف قلم تحرير "الأيـام" سهوتين خلال أيام. الأولى طريفة أو مضحكة في خبر عن محطة الفضاء الدولية، فقد أضاف صفراً لارتفاعها عن الأرض، وبدلاً من 450 كم جاء 4500 كم؟ سهوة أو خطأ طباعي؟ لا بأس هذا يحصل في أحسن الصحف. لكن في الخبر الرئيسي لعدد السبت ورد أن الشاب عودة جهاد حمد، من بيت حانون، لاقى مصرعه بالرصاص، وأصيب شقيقه بجراح، على مبعدة 8500 متر من السياج، أثناء بحثهما عن حطب وقضبان حديدية.. وهذا صفر إضافي، وربما صفران، لأن جيش الاحتلال يحظر الاقتراب مسافة 100 متر من السياج.. وبالتفاهم غير المعلن مع "حماس". للآحاد والأصفار حساب آخر، لا عن سهو بل عن تعمّد، فقد بلغ أعداد الفلسطينيين الذين سقطوا بنيران جيش الاحتلال، منذ بدء المفاوضات، لا أقل من ثلاثين ضحية. بعد أقل من 12 ساعة من مقتل مواطن في ضواحي بيت حانون، لاقى ضابط مخابرات فلسطيني مصرعه، وسط المدينة، وبرصاصة في القلب، عندما كان عائداً إلى بيته. يقول الادعاء الاسرائيلي انه "اشتبك مع قوة تغلغل، وهو ما نفاه اللواء محافظ قلقيلية. لا بد أن الجندي القاتل قناص محترف ليطلق رصاصة تصيب القلب في "اشتباك" أما مقتل فتى عمره 16 سنة في مخيم الجلزون فقد كان برصاصة في الظهر. ثلاثون ضحية منذ استئناف المفاوضات، مقابل ضحيتين أو ثلاث في الجانب الإسرائيلي خلال عام كامل، واحدة تعتبر، بشهادة الجانب الإسرائيلي، جنائية. بعض ضحايا الفلسطينيين كانوا مستهدفين أو مطاردين، وسقطوا على سلاحهم، لكن بعضهم الآخر كانوا مثل الفتى من الجلزون والضابط في قلقيلية والعامل بلا تصريح الذي اختبأ في مقبرة بإسرائيل. في معظم حوادث القتل هذه، ما يشير إلى سياسة أمنية إسرائيلية لاستفزاز الجمهور الفلسطيني، وجرّه إلى انتفاضة ثالثة، أو دفعه لصدام مع قوى الأمن الفلسطينية العاجزة عن حمايته. هناك شق آخر من الاستفزاز الإسرائيلي موجه ضد المفاوض الفلسطيني، وهو "طفرة" أو زيادة ملحوظة جداً في عطاءات البناء الاستيطاني اليهودي، وهي زيادة متعمدة وترافق إطلاق سراح كل دفعة من أسرى ما قبل أوسلو. عطاءات البناء الاستيطاني ترافق فترة حرجة في المفاوضات، وكأن دافعها هو إحراج المفاوض الفلسطيني وإخراجه من العملية التفاوضية. أعمال القتل الإسرائيلية تتسبب في زيادة احتقان الشارع الفلسطيني، وعطاءات الاستيطان تتسبب في زيادة الاحتقان السياسي، وهذا وذاك يشكلان ضغطاً مزدوجاً على الشعب وسلطته، إضافة لضغط الخيارات في مشروع جون كيري. إلى ذلك، فأوضاع الشعب الفلسطيني في سورية ومخيماتها خصوصاً، تشكل ضغطاً على القيادة الفلسطينية، خاصة بعد فشل خطة القيادة لتحييد مخيم اليرموك من السلاح والمسلحين، وما تلاها تبادل الاتهامات بين منظمة التحرير وفصيل "القيادة العامة" ـ أحمد جبريل عن مسؤولية الفشل. أيضاً، تلاقي القيادة الفلسطينية مشقة وصعوبة في إبعاد الفلسطينيين في لبنان عن استفحال الخلاف اللبناني حول الموقف من الصراع السوري، ودور "حزب الله" فيه. قيل إن واحداً من الانتحاريين في تفجير السفارة الإيرانية ببيروت كان فلسطينياً، وآخر كان مشاركاً في عملية انتحارية ضد الجيش اللبناني في صيدا، وإن المعارضين للنظام السوري جذبوا إلى صفوفهم متطوعين من المخيمات الفلسطينية في لبنان. هذه المسألة حساسة بشكل خاص في لبنان، لأن كل فرد فلسطيني هناك منسوب للشعب الفلسطيني، وبالتالي للقضية الفلسطينية، أي أن المسؤولية الفردية تغيّب لصالح الاتهام الجماعي. للأسف، كثير من الشعب المصري البسيط، لا يميز بين حركة "حماس" والفلسطينيين في غزة، أو بين هؤلاء والشعب الفلسطيني.. وكأن في الأمر نوعا من "لا سامية عربية" موجهة للفلسطينيين. المفاوضات في "مأزق" مع إسرائيل وأميركا، والعلاقات الشعبية الفلسطينية ـ العربية في مأزق بسبب تداعيات "الربيع العربي".. دون أن نشير إلى "مأزق" آخر، هو "المفاوضات" الفلسطينية ـ البينية حول الوحدة الفصائلية، وتضارب تصريحات قادة "حماس" حولها. أما خلافات السلطة مع شعبها، وخلافات داخلية في "فتح" فهذه مسألة "تاريخية" قديمة.. وهي دليل صحة وديمقراطية. نقلاً عن "الأيام" الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قيادة تعمل تحت ضغط مضاعف قيادة تعمل تحت ضغط مضاعف



GMT 14:24 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 14:22 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 10:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 10:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 10:40 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 10:38 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 10:37 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 10:35 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

«ترمومتر» الوطنية!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:45 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025
  مصر اليوم - مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 14:08 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اختاري كوشات أفراح مبتكرة في موسم صيف 2018

GMT 01:35 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

عبد الله السعيد يفجر المشاكل بين كوبر وأبوريدة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon