توقيت القاهرة المحلي 10:29:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف يبني "الباشمهندس" كيري عمار(تنا)؟

  مصر اليوم -

كيف يبني الباشمهندس كيري عمارتنا

حسن البطل

لعيزر وايزمن الراحل، قائد سلاح الجو ١٩٦٧، ثم رئيس الدولة، توصيف للصراع الفلسطيني - الاسرائيلي: إنه "خلاف على اقتسام العقار". لم يقل: صراعا دينيا - حضاريا - بين حقين..الخ. وقال: "اولاد العم يقسمون بالتراضي". هل نرى في مشروع كيري مشروعاً لبناء عقاري لـ "أولاد ابراهيم" حسب توصيف الرئيس كلينتون؟ من "خارطة الطريق" البوشية الى "حل الدولتين" .. فإلى "اتفاق اطار انتقالي" .. فإلى "اقتسام العقار" .. وبناء عمارة بجناحين "كوتيدج" للشعبين والدولتين، الآن، يتحدثون عن "خارطة طريق" مصرية، واخرى سورية؟ الخطوط العريضة طرحت في جولته التاسعة، وفي جولته العاشرة، الاسبوع المقبل، سيعرض مشروع "الاطار". مشروع الاطار اشبه، لدى المهندسين المعماريين، بمخطط البناء كما هو مرسوم على ورق "الكالك" الهندسي ذي البعد الواحد. تعديل من هذا الطرف وتعديل من ذلك الطرف، فإذا بوشرت ورشة البناء، سيضع المكتب الهندسي لـ "الباشمهندس" كيري رسماً مجسماً في الورشة بالابعاد الثلاثة. سيضيف الى الرسم المجسم اشجارا و سيارات وبعض السكان السعداء يدخلون او يخرجون، لكن شقق العمارة (مساحاتها) ستكون محددة من مكتب تصميم "الباشمهندس"، واحيانا دون "تشطيب" او مع تشطيب جزئي او كلي! لك، احياناً، حرية اختيار خشب المطبخ، او البلاط، او الوان طلاء الجدران.. وبالطبع، حرية كاملة في "التعفيش". قبل ذلك، هناك "عقد الشراء" وشروط الدفع، بالتقسيط المريح او غير المريح، وقد يلجأ المشتري الى تسهيلات البنوك. والبائع الى ضمانات دفع ايضا، حسب درجة الثقة بصاحب المشروع، من حيث موافقة دوائر التخطيط العمراني في بلديات على مخطط "الكالك". التمويل تمت تغطيته بمشروع كيري الاقتصادي، كذلك بانضمام الاتحاد الاوروبي الى التمويل السخي في حال "الاتفاق النهائي"! هناك خلاف على مخطط البناء من الجانبين، وهناك خوف من احد الجانبين (الفلسطيني بالذات) من مخالفات البناء، مثل التعدي على الشارع العام، (السيارة) وتوقيع الشرفات (المستوطنات). مشروع كيري ليس بناء عمارة جذابة كما في المجسم الهندسي، بل بناء "مدينة" .. وهذه ورشة كيري .. وانظروا، مثلاً، كيف تبدو ورشة "روابي" في مخطط ورق "الكالك" وفي مجسم المدينة.. وكيف هي في مراحل البناء! كان عرفات قد رفض في كامب ديفيد ٢٠٠٠ اقتسام العقار او شراء شقة في عمارة جاهزة مسبقة الصنع، لأن "شروط" ايهود باراك كانت جائرة، ودعمها "الوسيط" كلينتون. كلينتون وضع، لاحقاً، مخططاً كروكياً عاماً لاقتسام العقار، صار جزءا من مشروع "مبادرة السلام العربية" و"مبادرة جنيف" ومشروع "الحل بدولتين" و"مفاوضات انابوليس". كل هذا صار "مرجعية" الرسم الهندسي على ورق "الكالك" للمهندس كيري، وكذلك مجسماً بالابعاد الثلاثة. بصراحة، أنا يهمني في المشروع سيادة فلسطين على اراضيها اكثر من أمن اسرائيل المتداخل على سيادة فلسطين. يعني، نزع سيادة اسرائيل على الاغوار والمنطقة (ج) اكثر من بقاء جيش الاحتلال على مواقع في الغور ومرتفعات الضفة، لمدة عشر سنوات سيجري خلالها تأهيل قوات فلسطينية لتولي مسألة الحدود الشرقية. ما الذي سيختلف فيه وضع المعبر - المعابر حسب خطة كيري عما كان عليه قبل الانتفاضة وبعدها؟ وضعنا علماً فلسطينيا على المعبر، وكان الشرطي الفلسطيني يوافق على ما يوافق عليه الشرطي الاسرائيلي في الدخول والخروج. .. والآن، معبر فلسطيني "سيادي" تحت رقابة امنية اسرائيلية "غير مرئية"، كما كانت عليه الحال في "معبر رفح" قبل الانقلاب الحمساوي. للأسف لا مقارنة بين سهولة وترتيبات العبور في معبر الكرامة - اللنبي وبين صعوبة العبور في معبر رفح. اختلفت الاسباب .. نعم .. لكن الناس يهمها سهولة العبور. يهمني مطار بسيط في الضفة، ولو كان بشروط "مطار غزة الدولي" ويهمني الربط بين القطاع والضفة، ولو بقطار تحت السيادة الفلسطينية وسكة القطار تحت السيادة الاسرائيلية. يهمني ايضاً، تمويل بناء دولة فلسطين اقتصاديا اذا تم الاتفاق، ولو ان اسرائيل ستجني ارباحاً من مشروع بناء دولة فلسطين اقتصاديا. "دولة محتواة"؟ نعم. ولكنها دولة، ستكون احسن حالاً من الاحتلال، او من "الاحتواء" الاسرائيلي لقطاع غزة المحرر - المقاوم؟! الايام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف يبني الباشمهندس كيري عمارتنا كيف يبني الباشمهندس كيري عمارتنا



GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 08:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مجدي يعقوب والعطاء على مشارف التسعين

GMT 07:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 07:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

عند الصباح

GMT 07:57 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 07:56 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 07:54 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

GMT 07:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

لعنة الملكة كليوباترا

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية
  مصر اليوم - ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon