توقيت القاهرة المحلي 10:43:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نقاش مع السيدة رنا بشارة

  مصر اليوم -

نقاش مع السيدة رنا بشارة

حسن البطل

أمي، رحمها الله، لا تقرأ أشعار محمود درويش، ولكنها تتفق معه. هي تأوهت، خلال زيارتها لي في قبرص، من صعوبة الكفاح الفلسطيني، وكثرة الشهداء (أخوك، ابن خالك، ابن خالتك..). قلت لها: هل نكفّ وننكص عن هذا الطريق؟ قالت: "يمّا .. هذا طريق ولازم نكفيه الى آخره" فتذكرت قول درويش عن متابعة الطريق "إلى آخري أو آخره"! عمود الخميس الماضي سفّه دعاة "حل السلطة" و"حل المنظمة"، وتلقيت في اليوم التالي تعقيباً من السيدة رنا بشارة، وهي على ما يبدو قارئة مواظبة لما أكتب. كنت أظن أنها رسامة، ولكنها في دردشة فيسبوكية أفصحت عن كونها مقدسية وزوجة المفكر الفلسطيني عزمي بشارة، وهي تتردد بين فلسطين وبين دبي. عندما انشق عزمي عن "الجبهة" كتبت أنه "العربي الجديد"، وتلقيت تقريعاً قاسيا في حيفا من السيدتين ممثلة المسرح سلوى نقارة وسهام داود سكرتيرة مجلة "تعارف". قيل لي، لاحقاً، أن عزمي أثنى في مقابلة تلفزيونية على وصفه بـ "العربي الجديد" .. ولم أعد أراه كذلك خلاف زوجته .. ربما! "نعيش في عصر الغرائب" هنا جواب ونقاش السيدة رنا بشارة على عمود يوم الخميس ضد فكرة "حلّ المنظمة"، كما يدعو الدكتور عادل سمارة، وزمرة من مؤيديه: "نحن نعيش في عصر الغرائب يا حسن. مزيج من "الكوكتيلات" العجيبة والخلطات الغريبة. فلك، مثلاً، أن تجد من كان ضد "بن علي" و"القذافي" و"مبارك" و"صالح" لكنه مع "الأسد" و"السيسي" و"مبارك"، اليوم. ومن كان، يوماً، يسارياً ومن أشد معارضي "أوسلو"، يقضي يومه، اليوم، في مُقاطعة السلطة الفلسطينية أو احدى وزاراتها ويريد أن يحلّها، أيضاً. .. أو من هو في منظمة التحرير الفلسطينية ويحدثنا عن نضالاته في الماضي ويريد أن ينسفها عن بكرة أبيها. ومن هو معجب ببطولات "مانديلا" ويُسّمي الشوارع والأحياء على اسمه، لكنه مع أنظمة استبدادية تقتل وتُبيد شعوبها .. وقائمة التناقضات تطول وتطول يا حسن. دعني أقل لك بأنني لم أعد أدري، في الحقيقة، إن كان نقاش حل السلطة مجدياً، اليوم، بعد عشرين عاماً من التفاوض العبثي. ولكن، بالمقابل، وفي ظل مراقبة المنحى الذي اتخذته العملية التفاوضية منذ عقدين والى ما بعد زيارات "كيري" العشر، أعتقد بأن "حل السلطة" كواحد من الخيارات الاستراتيجية التي يمكن للسلطة أن تلجأ اليها، لا بدّ أن يبقى قائماً وموضع نقاش مع الفلسطينيين، بعد أن وقعنا فريسة استراتيجية عملية تفاوضية "يتيمة" اخترناها دون أن تترافق مع غيرها من الاستراتيجيات النضالية الأخرى المُساندة لعقدين من الزمن وبدون تحقيق انجازات حقيقية تذكر. أقول قولي بغض النظر عن مظاهرة "الـ 17" على المنارة في رام الله والتي، كما ذكرت، جاءت بتنظيم من أحد داعمي النظام السوري الدموي، وبمعزل، ايضاً، عن عرائض وبيانات تتضمن مصطلحات "ثورجية" من "العيار الثقيل" اصبحت تشكل عبئاً اضافيا على انفاسنا وتضيف الى إحباطنا احباطاً والى يأسنا كآبة، بدلاً من أن تخرجنا من مآزقنا، ولا يمكن لأي كان من يقف وراءها أن يشكل للشباب الواعي، اليوم، بديلا براقاً وجذاباً، اكثر من السلطة او منظمة التحرير، خاصة بعد ان اصبح هؤلاء الشباب على دراية تامة بتجربتنا. نحن الجيل الذي سبقهم ومن سبقنا، مع خطابات الشعارات "الثورجية"، "الطنانة" وبعد أن اكتشفنا كم تصبح تلك الشعارات فارغة من مضمونها عند التطبيق، وعند التطبيق يكون الامتحان الحقيقي، وكيف كان محظوراً علينا نقاشها أو المس بـ "قُدسيتها"، وكيف غرّر بنا أمثال هؤلاء في الماضي، لتسقط الأقنعة فيما بعد، وتظهر الأمور على حقيقتها، ويتبين حجم النفاق. نقلاً عن "الأيام" الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نقاش مع السيدة رنا بشارة نقاش مع السيدة رنا بشارة



GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 08:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مجدي يعقوب والعطاء على مشارف التسعين

GMT 07:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 07:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

عند الصباح

GMT 07:57 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 07:56 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 07:54 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

GMT 07:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

لعنة الملكة كليوباترا

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية
  مصر اليوم - ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon