توقيت القاهرة المحلي 10:30:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أنصاف حقائق حول حصار "اليرموك"

  مصر اليوم -

أنصاف حقائق حول حصار اليرموك

حسن البطل

في يوم ما، من العام 1976 تظاهر مخيم اليرموك احتجاجاً على التدخل العسكري السوري في لبنان، ضد المقاومة الفلسطينية المتحالفة مع الحركة الوطنية اللبنانية (القوات المشتركة). رفعت الأسد، شقيق الرئيس حافظ الأسد، وقائد "سرايا الدفاع" أرسل من يحذّر المتظاهرين: لدينا مدافع على جبل قاسيون. ليس مخيم اليرموك أعزّ علينا من مدينة حماة. توقفت مظاهرات الاحتجاج! لن نحكي عن صمود وسقوط مخيم تل الزعتر في الضاحية الشرقية لبيروت، ولا عن دعم النظام السوري للواء السادس في الجيش اللبناني، وحركة "أمل" ـ (أفواج المقاومة اللبنانية) في الحرب على مخيم صبرا. لنقل إن سياسة النظام السوري أقرب إلى "الظلم بالسوية عدل في الرعية" إزاء السوريين واللاجئين الفلسطينيين المتساوين أمام القانون السوري. كتب زميلي اللبناني إلياس خوري، المعارض اللدود للنظام السوري، في صحيفة "القدس ـ العربي" اللندنية مقالة عنونها "فلسطين الشمالية" عن فوضى الحرب الأهلية في سورية. كان الرئيس اللبناني ـ الكتائبي أمين الجميل، قد قال بعد قصف بيروت الشرقية بالمدفعية السورية: سيأتي يوم ترتدّ فيه المدافع نحو دمشق! ها أن سورية في حالة احتراب تناحري، طال المخيمات الفلسطينية في سورية. لماذا؟ جورج صبرا، رئيس المجلس الوطني السوري ـ المعارض للنظام، صرح بقوله: اليرموك أرض سورية محررة. من حقنا أن نعمل فيها؟ للنظام السوري، كما نعرف، سياسة "قومية" إزاء فلسطين، مردفة بسياسة "فصائلية" تتعارض معها. ومن ثم؟ عادى حركة "فتح" وحلفاءها، وقرّب إليه "القيادة العامة ـ أحمد جبريل" ثم حركة "حماس" وسمح لهما بحرية مراقبة من جانبه في العمل التنظيمي والتواجد المسلح والمحدود في المخيمات. والآن، هاكم أنصاف حقائق حول حصار مخيم اليرموك (لأن للحقيقة وجهين.. ووجوها)، ويستحسن النظر إلى خريطة المواقع حسب "جوجل إيرث". في الشمال الغربي من المخيم يفرض الجيش طوقاً على المخيم من ناحية حي "التضامن" وحي "القدم". في الجنوب الشرقي هناك بلدة "ببيلا" ثم "الحجر الأسود".. ثم درعا التي تسيطر على ضواحيها قوات المعارضة، ثم طريق التسلل من الأردن.. مفتوح! ما معنى ذلك؟ بعد حي "التضامن" هناك حي "الميدان" الدمشقي، ثم "سوق الحميدية" القريب من ساحة "المرجة"، مركز دمشق القديمة. تريد المعارضة المسلحة تحرير دمشق ـ العاصمة انطلاقاً من سيطرتها على المخيم، الذي هو "كعب آخيل" العاصمة دمشق.. والنظام. المدفعية والدبابات السورية النظامية تردّ على محاولات التقدم لمسلحي المعارضة. السؤال، إزاء حصار المخيم القاسي، وموت 44 من سكانه جوعاً، هو: إذا كانت قوات المعارضة تسيطر على جنوب المخيم، فلماذا لا يقوم كل مقاتل فيها بحمل "ربطة خبز" مثلاً، إلى الجياع، وهم حوالي ستة آلاف عنصر مسلح! لا أدافع، قط، عن سياسة النظام السوري "القومية" إزاء فلسطين، ولا أهاجم سياسته "الفصائلية". هذا جزء من الحقيقة وذاك جزء آخر؟ لكن، إذا كانت مصلحة المعارضة هي إسقاط النظام و"تحرير" دمشق ـ العاصمة، فمن الواقعي أن يدافع النظام عن نفسه والعاصمة، وأن لا يثير في وجهه عداء للفلسطينيين بعامة، وسكان المخيمات في سورية بخاصة، وأن يستعين بحلفائه من الفصائل الموالية له في المخيم. ماذا عن منظمة التحرير وقيادتها؟ والنقد المتجني على موقفها من حصار اليرموك؟ مخيم اليرموك، والمخيمات بعامة، ليست "غيتو" للاجئين الفلسطينيين، بل مراكز جذب اقتصادية وسكنية وسياسية.. ثم مسلحة، كما يعرف كل من عاش مخيمات لبنان (عين الحلوة مثلاً أو مخيم صبرا). رسمياً، قيادة المنظمة على الحياد إزاء فوضى "الربيع العربي" لكن شعبياً يصعب الوقوف على الحياد، وخاصة نظراً للامتزاج السوري ـ الفلسطيني الذي عزّ نظيره! كل دول الجوار السوري تتدخل سياسياً وعسكرياً، إلاّ منظمة التحرير التي تتدخل إنسانياً، إزاء "نكبة" أخرى، وعرقلة إدخال المعونات للمخيم تتحمل مسؤوليته الجهات والفصائل التي ترى في المخيم أرضاً سورية محرّرة، ومنصة وثوب لتحرير دمشق وإسقاط النظام. لدى المنظمة متاعب تكفيها في لبنان (محاولة استجرار المخيمات للنزاع اللبناني) وكذلك مضاعفات أزمة مصر مع حركة "حماس" وتأثيرها على سياسة مصر الفلسطينية، وانعكاسها السيئ على موقف مصر الشعبية.. هذا إلى انشغالها الشديد بجهود تسوية الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي... ومن قبل كان العراق، ومن بعد العراق ليبيا.. إلخ! إن القنوات الفضائية الخليجية بخاصة ("الجزيرة" و"العربية") جزء من "بروباغندا" إعلامية مضادة للنظام السوري، وتقدم تغطية منحازة إلى المعارضة المسلحة. قال، بالأمس، رئيس المنظمة، الذي يعرف سورية تماماً: "من دخل المخيمات خونة للقضية ولشعبنا، إن لم يكن لدينا كلمة خير فلنصمت. إذا أراد الفلسطينيون أن يقاتلوا فمعروف أين.. وليس في اليرموك. كنّا نتمنّى على الجماعات المسلحة أن يبعدوا عن المخيمات، لكن المبلغ المدفوع لهم أكبر من الخروج من المخيم. علينا مساعدة أهلنا هناك، لأنهم جزء منا". ملاحظة: كاتب هذه السطور فلسطيني ـ سوري ممنوع من دخول سورية "إلى الأبد" جزاء نقده لسياسة النظام "القومية" و"الفصائلية". نقلاً عن "الأيام" الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنصاف حقائق حول حصار اليرموك أنصاف حقائق حول حصار اليرموك



GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 08:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مجدي يعقوب والعطاء على مشارف التسعين

GMT 07:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 07:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

عند الصباح

GMT 07:57 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 07:56 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 07:54 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

GMT 07:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

لعنة الملكة كليوباترا

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية
  مصر اليوم - ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon