حسن البطل
شعر: عامر بدران
1
طلقةٌ في الهواءْ
لم تُصب أحداً.
لم تُخثَر دماً فوق عنق الغزال،
ولا زَبداً
بين فكيه.
لم ترتطم، مثل أعمى، بسور الحديقة.
لم تخترقْ جسداً.
* *
طلقةٌ في الهواءْ
كلّ ما أحدَثَتهُ هنا،
أن خوف الدجاجة، في لحظة الشرب، زادْ.
وسرب الحمام المسالم
طار قليلاً وعادْ.
وبعض القططْ
شَعرتْ أن شيئاً سقطْ
ثم زال الخطر.
وجارتنا بَسمَلتْ، ثم قالت:
لقد كان شرّاً، إذن، وانكسرْ.
فيا أخوتي الشعراءْ!
أنا طلقةٌ في الهواءْ
فلا تبحثوا عن أثر.
2
سألوا بعض الأسئلة الحمقاء
عن ثقب رصاصٍ في الفمْ.
ثم أزالوا الجثة وانصرفوا.
وبقيتُ هنا
تقطرُ من وجهي الإسفلتيّ
قناة الدمْ.
أنا خط الطبشور الأبيض حول الجثة،
لكن يداً خرساءْ،
لم ترسم لي أذناً تسمعُ.
لم ترسم شفةً للصوتْ.
كيف إذن سأقول لنفسي:
"شبهُ حياةٍ هذا الماءْ
في جوف إطارٍ للموتْ".
3
لغتي حجرٌ مُهمَلْ.
حجرٌ متروكٌ في الحقل وحيداً،
لا شكل له.
لم تركله المطرقة ولم ينطحه الإزميلْ.
لم يقلبه فضول البنّائين
ولا سكك الحراثين.
لغتي حجرٌ لم يُقلبْ
والفكرة في لغتي عقربْ.
* * *
صباح الخميس، صبحني مع قهوة الصباح في المقهى، صديقي عامر بدران .. وكان مزاجي عكراً .. فصفا!
عامر طبيب وجراح أسنان، ومشروع ناشر كتب لاحقاً، وهو من قلة شعراء تكتب بلغة فصحى سلسة، وكذلك بلغة عامية - مفصحة أقرب إلى العامية اللبنانية.
نقلاً عن "الأيام" الفلسطينية