توقيت القاهرة المحلي 04:24:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"حراثة أفكار" في المقاطعة !

  مصر اليوم -

حراثة أفكار في المقاطعة

حسن البطل

"النمرودة" رنا المقدسية مدّت يد العون لـ "الرئيس" عشية أوسع لقاء له، في المقاطعة، مع زهاء 300 إسرائيلي، معظمهم شبيبة جامعات، وبعضهم يعتمرون "الكيبا". ليش وصفتها "نمرودة"؟ لأنها وضعت كلمة الرئيس بين مزدوجين (علماً أن الأميركيين غادروا نعت "شيرمان" إلى نعت "بريزدانت"). حكمة الرئيس في مجموعة مختارة قوامها 300 (من أصل 1200) تبعاً لطاقة استيعاب الصالة، أجابت على 8 أسئلة، في الأقل من 12 سؤالاً "محرجاً" قدّرت رنا أن الضيوف سيطرحونها على الرئيس. قرأت الكلمة الرئاسية كما نشرتها الوكالة الرسمية (وفا) وانطباعات بعض المستمعين الإسرائيليين، وربما أبحث عن إجابته على الأسئلة "المحرجة" في الصحف الإسرائيلية. الزميلة نائلة سخرت، على "الفيسبوك"، أيضاً، من وصف متحدّث رسمي فتحاوي للقاء بأنه "إنزال خلف خطوط الإسرائيليين اليمينيين. غالبية الإسرائيليين الحاضرين لأوسع لقاء ـ حوار يزورون رام الله للمرة الأولى، وفي ذهنهم أن فلسطين ـ السلطوية هي رام الله؛ ورام الله هي المقاطعة والمقاطعة هي الرئيس.. والسؤال في أذهانهم: هل رئيس فلسطين شريك أم غير شريك في السلام. من قبل لقاء الأمس، التقى الرئيس رؤساء أحزاب، نواب كنيست متعددي المشارب، صحافيين، وضباطاً متقاعدين.. وبالطبع كل رئيس حكومة إسرائيلية انتخبه شعبه. لكبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، الذي يمقته بعض الفلسطينيين دون سبب مقنع وواضح (لأنه لا يشيل الزير من البير)، تعبير يقول: معظم المفاوضات تجري خارج قاعات التفاوض.. وربما كانت لقاءات الرئيس المتواترة بقطاعات مختلفة من الشعب الإسرائيلي هي نوع من "مفاوضات ـ داخل ـ المفاوضات". مطلع الشهر المقبل، سيلتقي نتنياهو في واشنطن بالرئيس أوباما، قبل شهر واحد من انتهاء أجل الشهور التسعة المضروبة للمفاوضات، واحتمال إعلان السيد كيري نقاط "اتفاق الإطار". للزيارة الإسرائيلية توقيتها المحسوب، لكنها تتم بذريعة خطاب سيلقيه نتنياهو في منظمة "إيباك" وهي جماعة الضغط الأميركية ـ اليهودية الرئيسية الموالية لإسرائيل، وهناك جماعة "جي ـ ستريت" اليهودية الموالية للضغط الأميركي! هل نرى في لقاءات متواترة بين الرئيس ومجموعات من الشعب الإسرائيلي محاولة لبناء جماعة ضغط (لوبي) على الحكومة الإسرائيلية، التي تدعي أن أبو مازن "يأخذ" ولا "يعطي" وأنه ليس "شريكاً"؟ أو نرى فيها تنفيذاً لبعض "روح أوسلو" في بدايتها وبرنامج "شعب لشعب" ولو صارت فلسطيناً "رئيس لشعب" علماً أن الرئيس الفلسطيني يعدّ خبيراً في الشؤون الإسرائيلية، قبل أن تولد السيدة "رنا" والزميلة نائلة ومهندساً تنفيذياً لاتفاق أوسلو، ورئيساً سابقاً لدائرة المفاوضات ـ م.ت.ف، ومفاوضاً في كامب ديفيد 2000 مع الرئيس عرفات، ثم مفاوضاً رئيسياً لايهود اولمرت وبعده بنيامين نتنياهو.. ويقول إسرائيليون إنه مفاوض صعب و"داهية"! في كلمته إلى شبيبة إسرائيلية مختارة، أجاب الرئيس على معظم ما يشغل بالهم من أسئلة: الأمن، الحدود، القدس، المياه، يهودية إسرائيل، حق العودة، مبادرة السلام العربية، وهي جميعها، أو معظمها، أجوبة معروفة للشارع الفلسطيني وللولايات المتحدة، ولكنها ليست معروفة جيداً للشارع الإسرائيلي، بدليل انطباعات إيجابية لبعض الشبيبة الإسرائيلية بعد كلمة الرئيس، وبعضها كان "مفاجأة" للمستمعين الذين بدّلوا قناعاتهم السابقة حول جدية شراكة الرئيس الفلسطيني في عملية السلام. تعهّد نتنياهو، الذي وضع عقبة يهودية إسرائيل أمام العملية، أن كل اتفاق سوف يطرح على الشعب الإسرائيلي للاستفتاء، وما يعتبره البعض الإسرائيلي "هجوم سلام" فلسطينيا من هذه اللقاءات قد يؤثر على القطاع الشبابي الإسرائيلي، الذي سيؤثر بدوره على اتجاهات الرأي العام في الاستفتاء. هناك في السياسة "عمل نحل ونمل". "الفلسطينيون خطفوا اليونسكو" ؟ في حزيران المقبل، سيصوت مؤتمر "اليونسكو" على الأرجح لصالح طلب فلسطيني بإدراج قرية بتير ـ محافظة بيت لحم، في قائمة التراث العالمي. قرية "الباذنجان البتيري" الشهير، شهيرة بالمدرجات الزراعية، وبرك مياه، وأرضيات فسيفساء تعود إلى ألفي عام، وهي مشهد طبيعي، غني وأخّاذ، يهدّده بالتشويه استكمال جدار الفصل الشرقي لمدينة القدس، كما يهدّد الجدار حقول دير كريمزان في المحافظة ذاتها. كانت "اليونسكو" أول المنظمات التابعة للأمم المتحدة التي منحت فلسطين عضوية كاملة فيها، ومن ثمّ أُدرجت مدينة بيت لحم ـ مدينة المهد كأول موقع فلسطيني في قائمة التراث الإنساني. وبعد "بتير" هناك قائمة فلسطينية مرشحة تحوي 20 موقعاً تاريخياً وأثرياً. مسؤول إسرائيلي قال إن الفلسطينيين ينجحون في تسييس منظمة دولية ثقافية "بالفعل الفلسطينيون خطفوا اليونسكو" ! من الذي "يخطف" ؟ إسرائيل خطفت 20 ألف دونم من أراضي قرية نحالين وأقامت عليها مستوطنات.. وهي تريد خطف 400 دونم أخرى لولا قرار "العليا" الإسرائيلية بإلغاء الخطف الجديد هذا. ألم تخطف المنطقة (ج)؟ .. علماً أن "العليا" الإسرائيلية صادقت على شق طريق سريع استيطاني يقسم قرية بيت صفافا إلى قسمين. نحن لا نوفر اللجوء إلى القانون الدولي.. وحتى القانون الإسرائيلي!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حراثة أفكار في المقاطعة حراثة أفكار في المقاطعة



GMT 14:24 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 14:22 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 10:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 10:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 10:40 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 10:38 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 10:37 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 10:35 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

«ترمومتر» الوطنية!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:45 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025
  مصر اليوم - مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 14:08 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اختاري كوشات أفراح مبتكرة في موسم صيف 2018

GMT 01:35 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

عبد الله السعيد يفجر المشاكل بين كوبر وأبوريدة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon