توقيت القاهرة المحلي 04:33:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لبنان القوي؛ لبنان الضعيف !

  مصر اليوم -

لبنان القوي؛ لبنان الضعيف

حسن البطل

أيها الفلسطينيون: ارفعوا عن عيونكم "شوّافات" الصلحة؛ وارفعوا رؤوسكم عن معلف كيري. هل ستجتاز "بلاد الأرز" قطوع آذار، كما اجتازت قطوع شباط؟ بعد 11 شهراً تشكّلت في لبنان "حكومة وحدة طنية" وفق معادلة: 8 ـ 8 ـ 8 ، أي مثالثة لمعسكر 14 آذار (سعد الحريري وحلفاؤه) و8 آذار (حزب الله وحلفاؤه) ومعسكر البين ـ بين! في آذار المقبل تنتهي الولاية الدستورية لرئيس الجمهورية، العماد ميشال سليمان، الذي خلف العماد إميل لحود، فهل ينتخب برلمان اللبنانيين العماد ميشال عون خلفاً للعماد ميشال سليمان؟ إن حصل، فستكون هذه المرّة الأولى حيث يتوالى على قصر بعبدا ثلاثة من قادة الجيش.. وبالانتخاب لا بالانقلاب، علماً أن أول عماد للجيش صار رئيساً كان اللواء فؤاد شهاب آخر خمسينيات القرن المنصرم، بعد حرب أهلية صغرى. قيل، بعد تشكيل حكومة تمام سلام، نجل صائب (بيك) سلام، أنه انضم إلى "نادي رؤساء الحكومات" كما رئيس الحكومة "المزمن" سابقاً رشيد كرامي، الذي خلفه بعد اغتياله شقيقه عمر كرامي. "نادي قادة الجيش"؟ ونادي "رؤساء الحكومات".. وثالثهما "نادي النواب" حيث النائب الجدّ يخلفه النائب الابن، ويخلفه النائب الحفيد، كما هو حال نواب آل فرنجية ونواب آل الجميّل.. وآخرين من ساسة لبنان الكبار وأولادهم وأحفادهم! في مجلس النواب الحالي، الذي عاد إلى مقره التاريخي في "ساحة النجمة" وسط بيروت، بعدما انتقل خلال الحرب الأهلية إلى بوابة عبور "المتحف" بين البيروتين؛ هناك النائب عن زغرتا طوني فرنجية، الابن، نجل النائب المغدور طوني فرنجية ـ الأب، نجل النائب ـ والرئيس لاحقاً سليمان فرنجية. هناك، أيضاً، النائب نديم الجميّل الشاب، نجل الرئيس الشاب المنتخب بشير الجميّل (والمغدور قبل القسم الدستوري) نجل النائب المزمن بيار الجميّل، ناهيك عن سلالة النيابة في آل شمعون، وبقية أولاد وأحفاد العائلات السياسية اللبنانية، مثل جنبلاط وأرسلان.. وآخرين. الذي دفعني للتطرق إلى انتخابات الرئاسة اللبنانية، (نادي الرؤساء ـ الأعمدة) ونادي رؤساء الحكومات، ونادي النواب، هو تصريح النائب نديم الجميّل الكتائبي (اللبناني ـ المسيحي الماروني) أنه لن يعطي صوته للمرشح للرئاسة العماد ميشال عون، ربما خلافاً لعمّه النائب والرئيس لاحقاً، ورئيس حزب الكتائب أمين الجميّل الذي قد يعطي صوته للعماد عون، وهذا كان، "الرئيس الوفي" المؤقت للجمهورية، بعد شغور منصب الرئاسة باستنفاد الأجل الدستوري للرئيس أمين الجميّل، دون الاتفاق على رئيس آخر. مع هذه "الأندية" الثلاثة، فلبنان هو الدولة العربية الرائدة في الحكم البرلماني ـ الديمقراطي، رغم أزمات البرلمان والحكومات والرئاسات. كيف هذه "العجيبة" اللبنانية، التي تتجسّد في أغاني فيروز عن "لبنان يا أخضر يا حلو" أو في "هالكم أرزة العاجقة الكون" كما يقول، ربما، سعيد عقل ومريدوه! الجواب نجده في مفارقة فذّة لنظام وشعب عربي، حيث النظام هو، ربما، الأضعف بين الأنظمة العربية، وحيث الشعب هو الأقوى بين الشعوب العربية. الذين زاروا لبنان من فلسطين الضفة وجدوا أن الخدمات العامة (الهاتف، الإنترنت، المواصلات، الكهرباء، البلديات.. إلخ) متخلفة عن مثيلاتها في الضفة.. هذا، بعدما كان لبنان في الطليعة العربية خدمياً. هذا طرف "الضعف" وأما طرف القوة؛ قوة الشعب اللبناني، فهي تتمثل في أنه انتصر خلال ربع قرن على ثلاثة احتلالات: الفلسطيني، الإسرائيلي.. والسوري، ودحر الاحتلالات بالقوة وبالتحالفات الخارجية معاً. كان بيار الجميل صاحب عبارة "قوة لبنان في ضعفه" وصارت قوته في مقاومته للتدخلات الخارجية، وبدلاً من المقاومة الفلسطينية المهزومة من إسرائيل، صار بلداً للمقاومة اللبنانية المنتصرة على إسرائيل (حزب الله متحالفاً مع إيران وسورية)، وبدلاً من ميليشيا الكتائب و"القوات اللبنانية" صارت هناك ميليشيا "حزب الله" وهي أقوى قوة، بل أقوى من الجيش اللبناني المتعايش معها (معادلة: جيش، ومقاومة، وشعب!). فإلى رئاسة الجمهورية في آذار، حيث العماد عون المسيحي ـ الماروني كان خصماً لسورية، ثم صار حليفاً للنظام السوري ضد المعارضات السورية المسلحة، وجرّ معه نصف المعسكر اللبناني ـ المسيحي، ونصف المعسكر اللبناني ـ الإسلامي (حزب الله، والحزب السوري القومي). الأندية السياسية اللبنانية الثلاثة، لا تتنعّم بالوراثة فقط، بل قدمت ضحايا من النواب ورؤساء الحكومات (رشيد كرامي) ورؤساء الجمهوريات (بشير الجميّل ورينيه معوّض) كما قدم نادي رؤساء الأحزاب والطوائف ضحايا (كمال جنبلاط الدرزي، وداني شمعون الماروني، وطوني فرنجية الماروني). على ما يبدو، فإن انتخاب عون (وهو أقوى المرشحين) سيخربط التحالفات اللبنانية، بدليل اجتماع رئيس كتلة 14 آذار سعد الحريري مع العماد عون، وربما انحياز رئيس الحكومة تمام سلام للعماد عون.. وأيضاً "حزب الله"، فلا يبقى في المعارضة سوى حزب القوات اللبنانية، برئاسة سمير جعجع وبعض حزب الكتائب، وبعض المسلمين السنة! الناخبون الخارجيون الكبار هم: سورية، فرنسا، أميركا، وأيضاً السعودية حليفة معسكر 14 آذار، والتي تحاول تقوية الجيش اللبناني بالسلاح الفرنسي ليعادل قوة "حزب الله" كما تسلّح وتموّل المعارضات السورية المسلحة.. إنها "حمّالة الحطب"؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان القوي؛ لبنان الضعيف لبنان القوي؛ لبنان الضعيف



GMT 14:24 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 14:22 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 10:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 10:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 10:40 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 10:38 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 10:37 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 10:35 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

«ترمومتر» الوطنية!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:45 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025
  مصر اليوم - مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 14:08 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اختاري كوشات أفراح مبتكرة في موسم صيف 2018

GMT 01:35 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

عبد الله السعيد يفجر المشاكل بين كوبر وأبوريدة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon