توقيت القاهرة المحلي 20:16:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مجرد "حركشة" في الجولان .. أو؟

  مصر اليوم -

مجرد حركشة في الجولان  أو

حسن البطل

أستعير من مناحيم بيغن قولته: "ستهدأ البلاد أربعين عاماً" لعله استعار هذا من "أساطير الأولين" في كتب ديانته لوصف ما سيلي على دولة إسرائيل بعد حرب اجتياح لبنان ١٩٨٢، المسماة "عملية سلامة الجليل". أستعير من الاستعارة، بعد "الحركشات" على جبهة الجولان المحتل، ان هدوءاً امتد ٤٠ عاماً بالفعل (من فصل القوات ١٩٧٤ الى عامنا هذا) يبدو يهدد بانكسار الهدوء. لم يهدأ جنوب لبنان، ولا جليل فلسطين، كما لم يهدأ لبنان، ولا حتى بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوبه صيف العام ٢٠٠٠ .. واعتزل بيغن منصبه ومات كئيباً في بيته. من يسأل اليوم، في لبنان وفي إسرائيل عن معادلة "قوة لبنان في ضعفه" التي اطلقها الشيخ بيار الجميل، قبل الحرب الأهلية اللبنانية ١٩٧٥ - ١٩٨٩؟ .. ومن يسأل، اليوم، في سورية عن مآل نظرية أطلقها حافظ الأسد عن "التوازن الاستراتيجي" بينما تعربد طائرات سلاح الجو الإسرائيلي في سماء سورية، قبل وأبّان الثورة، من اللاذقية الى دمشق، دون أن يأتي "الرد في الوقت المناسب"؟ الفارق بين جنوب لبنان والجولان ان الغزو اندحر والانسحاب الإسرائيلي منه تمّ، باستثناء نزاع حدودي على تلال شبعا (جبل دوف في المصطلح الإسرائيلي)، لكن الاحتلال في الجولان تكرّس إسرائيلياً بضمه، ولو لم تعترف اي دولة بذلك، ولا حتى إسرائيل، بدليل مفاوضات متقطعة وفاشلة على شروط سلام ثنائية لاستعادته. في الوقت الراهن، جاء دور "حزب الله" ليردّ لسورية جميلها في دورها لتمكين الحزب من تحرير جنوب لبنان، الى دوره في إسناد النظام في معركة وجوده. الإسرائيليون ينسبون تسخين جبهة الجولان الى عناصر من حزب الله، رداً على ضربات جوية إسرائيلية في سورية ثم في لبنان مؤخراً ضد ما تقوله أنه نقل سلاح سوري متطور، ومخلّ بالتوازن الى مقاتلي الحزب في لبنان. تقول إسرائيل أن الجيش السوري أخلى معظم مواقعه في الجولان، ووجه جلّ جهوده الى قتال قوات المعارضة التي سيطرت على معظم المواقع في المنطقة العازلة في الجولان، وتنال دعماً "خفياً" إسرائيلياً، ودعماً "إنسانياً" صريحاً في علاج جرحى المعارضة في إسرائيل. أولوية النظام وجيشه وحلفائه اللبنانيين والعراقيين هي استعادة مواقع من ايدي المعارضة، ويكتفي بمحاولة منع تمدّد قواتها في المنطقة العازلة بالجولان. هناك في إسرائيل من يميل الى تحبيذ انتصار المعارضة على النظام، وهناك من يحبذ انتصار النظام .. والطرفان سعيدان لاستمرار "انتقاض" سورية دولة وشعباً ونظاماً وجيشاً. هل أن سقوط أربعة جنود جرحى إسرائيليين، بينهم ضابط جراحه خطيرة، جراء لغم أصاب دورية يبقى مجرد "حركشة" أم أن هدوء الأربعين عاماً على جبهة الجولان المحتل ربما انتهى، وقد يتطور إلى مواجهة بين جيشي دولتين، لأول مرة منذ حرب اجتياح إسرائيل للبنان! الناس اعتادت أخبار حرب مواقع ضارية في سورية، لكن تسخين الجبهة النائمة نومة أهل الكهف في الجولان يعتبر أمراً مستجداً وله أبعاده الدولية، لأن الهدوء منكسر في جبهة غزة (وسيناء ومصر) وجبهة جنوب لبنان (ولبنان).. ولا احد يحكي عن هدوء قريب في الجبهة الداخلية السورية. كعادة سورية لم تتحدث بشيء عن خسائر بشرية في جنودها بعد الرد الليلي الفوري الجوي الإسرائيلي على مواقع حدودية للجيش السوري، ولا عن خسائرها جراء ٧ - ٨ غارات جوية إسرائيلية دقيقة ومدمرة في عمق سورية، بل في دمشق، سبقتها. كل الضجة أن ضابطاً إسرائيلياً أصيب بجراح خطيرة على جبهة الجولان، لأول مرّة منذ أربعين عاماً من الهدوء. هل ستنضم إسرائيل، علانية، الى دول جوار سورية المتدخلة، بشكل أو بآخر في صراعها الداخلي، وتقوم بالإجهاز على الجيش السوري، او بإضعافه، بما يعجل سقوط النظام، بخاصة ان الجيش السوري خسر في الصراع الأهلي، أرواحاً وعتاداً، ما يفوق إجمالي خسائره في كل معاركه وحروبه مع إسرائيل. منذ عام تقريباً بدأ الصراع الداخلي السوري يميل، قليلاً قليلاً، لصالح جيش النظام وحلفائه، وفق استراتيجية الاحتفاظ ما امكن بالمناطق الآهلة بالسكان ومحاور الطرق الاستراتيجية، وترك نصف مساحة الدولة قليلة السكان والأهمية لسيطرة المعارضة. قد تكون "الحركشة" والردّ عليها حركة معزولة وجزءاً من فوضى ضاربة أطنابها في سورية، وقد تكون بداية لتحطم الهدوء بين سورية واسرائيل. هل هذا ضوء اخضر أميركي لإسرائيل باتجاه تصعيد ضد سورية يشكل رداً على ما حصل في أوكرانيا؟ يبقى سؤال مشرع: ماذا لو قبل النظام شروط إسرائيل للانسحاب من الجولان، دون اعتبار لانحسار خط الشاطئ لبحيرة طبريا عشرات الأمتار غرباً. سورية تدفع ثمن الامتناع عن السلام مع إسرائيل، ومصر تدفع ثمن السلام معها .. وفلسطين؟ نقلاً عن "الأيام" الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجرد حركشة في الجولان  أو مجرد حركشة في الجولان  أو



GMT 19:51 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الموازنة والـمئة دولار !

GMT 09:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هل مع الفيروس الجديد سيعود الإغلاق؟

GMT 08:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 08:24 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحاديث الأكلات والذكريات

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 08:21 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 08:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

جرعة تفاؤل!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 19:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 23:00 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قواعد الإتيكيت الخاصة بشراء الملابس

GMT 12:07 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الجبلاية تستقر على خصم 6 نقاط من الزمالك

GMT 17:18 2021 الخميس ,26 آب / أغسطس

أشهر مميزات وعيوب مواليد برج العذراء

GMT 23:49 2020 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

ملخص وأهداف مباراة الزمالك والمقاولون العرب في الدوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon