توقيت القاهرة المحلي 20:10:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بدلاً من "كذبة أوّل أبريل"

  مصر اليوم -

بدلاً من كذبة أوّل أبريل

حسن البطل

عندما وصل إلياس السبعيني إلى الفقرة قبل الأخيرة، من عمود، أمس، الثلاثاء، سألني: في أي وقت تكتب؟ قلت: أكتب في عزّ الظهيرة. بين ظهيرة الثلاثاء وساعات المساء، حصلت دراما توقيع أوراق انضمام فلسطين إلى 15 معاهدة واتفاقية دولية، فألغى كيري زيارته إلى المقاطعة، وصارت جولته الـ 12 عرجاء لأنها اقتصرت على مباحثات مع نتنياهو، استغرقت ثماني ساعات على جولتين. كما هو متوقع، هناك فيسبوكيون عقّبوا على الإجراء الفلسطيني: لماذا ليس إلى عموم مؤسسات ومنظمات الأمم المتحدة الـ 63؟ ما الذي حصل، في اجتماع مسائي للقيادة الفلسطينية، في الأول من نيسان (أبريل)؟ الرئيس لم يضرب بسيف الشرعية الدولية، لكنه أشهر السيف، أو جعل السيف معلّقاً مثل "سيف ديموقليس". في الحرب ليس كما في السياسة؛ ولو قالت العرب في الحرب: إن وضعت يدك على جراب السيف فأشهره، وإن أشهرته فاضرب به! يتيح رفع مكانة فلسطين إلى دولة ـ مراقبة في الجمعية العامة (ولاحقاً دولة كاملة العضوية في منظمة اليونسكو) انضمامها إلى جملة معاهدات واتفاقات دولية، دون حاجة إلى تصويتات.. لكن، الانضمام إلى مؤسسات ومنظمات الأمم المتحدة يحتاج تصويتاً. قبل أيام من جولة كيري الـ 12 ونصف الـ 13، صوت مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان على جملة مشاريع قرارات فلسطينية، وكان صوت أميركا معارضاً! التوقيع الفلسطيني على وثيقة الانضمام إلى اتفاقية لمنظمة الأغذية والزراعة الدولية (فاو) مثلاً، يختلف عن طلب الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية مثلاً (تقول إسرائيل إن الفلسطينيين اقترفوا، بدورهم، جرائم حرب خلال الانتفاضة الثانية). ما يقوله توقيع وثائق الانضمام إلى 15 معاهدة واتفاقية دولية، إن السلطة الفلسطينية جادّة في الربط بين تنفيذ إسرائيل لإطلاق الدفعة الرابعة من أسرى ما قبل أوسلو، وبين تعهدها بعدم اللجوء إلى الاحتكام لشرعية عضويتها في المؤسسات الدولية. إسرائيل أخلّت باتفاقية تحرير الأسرى، أو تلاعبت فيها، أو أجّلت موعدها من 29 آذار إلى الأول من نيسان. فلسطين قالت إن لا شأن لها في عنصر جديد ثنائي أميركي ـ إسرائيلي، لربط الدفعة الرابعة بتحرير الجاسوس الأميركي ـ اليهودي جوناثان بولارد (حصل على الجنسية الإسرائيلية في السجن). ربما كان كيري سيزور المقاطعة، ويلتقي عباس، وتصبح جولته هي الـ 13، لكن الإجراء الفلسطيني "المفاجئ" يشكل رفضاً لابتزاز إسرائيلي، أو لمشروع تفاهم توصّل إليه كيري مع نتنياهو لتأجيل تحرير الدفعة الرابعة، أو لتخيير إسرائيل شكل وتنفيذ مبادرة إطلاق 420 أسيراً آخر مربوطة باستئناف المفاوضات سنة، وتجميد الأنشطة الاستيطانية، بشكل عملي وغير معلن، خارج الكتل الاستيطانية، وربما لا يشمل القدس خصوصاً.. لكنه لا يشمل تنفيذ عطاءات بناء صدرت قبل ذلك؟! الرئيس الفلسطيني أدرك أن كيري سيعرض عليه تفاهماً ثنائياً أميركياً ـ إسرائيلياً حول شروط تحرير الأسرى، ويضعه أمام أمر واقع يخالف اتفاق الدفعات الأربع. كيري، بعد الخطوة الجريئة الفلسطينية، التي فاجأت الكثيرين، ألغى الشق الفلسطيني من جولته، ونصح الجانبين بضبط النفس. إسرائيل كانت بعيدة عن ضبط النفس، ورأت أن لإجراءات الانضمام الفلسطينية "نتائج خطيرة على كافة المستويات" لأنها "تتصرف كدولة مستقلة"... وهذا وذاك يعتبر "إلغاءً عملياً" فلسطينياً لاتفاق أوسلو؟ ليس صحيحاً الادعاء الإسرائيلي أن أبو مازن يرفض بذلك "الحلول الوسط لأزمات التفاوض" لأنه اقترح حلولاً وسطاً للتبادلات الجغرافية، وحلولاً وسطاً للمستوطنات خارج جدار الفصل، وقبل حلولاً أميركية سابقة لأمن إسرائيل في الأغوار، لكنه لم يقبل الاقتراحات الأميركية المعدّلة لاحقاً، التي تعني بقاء مفتوحاً لجيش الاحتلال في الأغوار، وفوق هذا قال: حق العودة لا يعني إغراق إسرائيل، بل حلّ متفق عليه حسب مبادرة السلام العربية. عجيب أن تتهم مصادر نتنياهو الرئيس الفلسطيني بإلغاء عملي لاتفاق مبادئ أوسلو، علماً أنه من كان مهندس الاتفاق من الجانب الفلسطيني، والذي وقع عليه في لقاء حديقة الزهور بالبيت الأبيض. وأما نتنياهو فقد صوّت، عندما كان نائباً، ضد اتفاق أوسلو، وانسحب من اتفاق قمة واي ريفر لتنفيذ النبضة الثالثة من انسحاب الجيش الإسرائيلي، ولم يتخذ أي إجراء لتنفيذ خطاب جامعة بارـ إيلان حول قبوله مشروع "الحل بدولتين" ورفض البدء اليومي بترسيم الحدود السياسية، أو قبول صريح لمبدأ المبادلات الأرضية، المتكافئة والمتساوية في القيمة.. وفوق كل ذلك، جرت، مع زيارة كيري لإسرائيل، إعادة طرح عطاءات لبناء 700 وحدة سكنية في مستوطنة "جيلو". كل ما في الأمر، أن القيادة الفلسطينية رفضت الابتزاز الإسرائيلي، ونكوص إسرائيل عن اتفاق تحرير الأسرى، وتلاعبها فيه، وأي صيغة تفاهم جديدة بين أميركا وإسرائيل لا علاقة للسلطة فيها. كان أبو عمار يقول: "ما كل طير يؤكل لحمه" أو يقول: لسنا في جيب أي كبير أو صغير. ما جرى في الفترة من 29 آذار إلى الأول من نيسان قد يكون لعبة عضّ أصابع، لكنه يؤكد أن أبو مازن لا يتكلم بلسانين في المفاوضات وخارجها. أمامنا شهر كامل من لعبة العضّ على الأصابع حتى نهاية نيسان. لكن في مطلع نيسان رفض الفلسطينيون قبول الكذبة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بدلاً من كذبة أوّل أبريل بدلاً من كذبة أوّل أبريل



GMT 19:51 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الموازنة والـمئة دولار !

GMT 09:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هل مع الفيروس الجديد سيعود الإغلاق؟

GMT 08:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 08:24 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحاديث الأكلات والذكريات

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 08:21 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 08:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

جرعة تفاؤل!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 19:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 23:00 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قواعد الإتيكيت الخاصة بشراء الملابس

GMT 12:07 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الجبلاية تستقر على خصم 6 نقاط من الزمالك

GMT 17:18 2021 الخميس ,26 آب / أغسطس

أشهر مميزات وعيوب مواليد برج العذراء

GMT 23:49 2020 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

ملخص وأهداف مباراة الزمالك والمقاولون العرب في الدوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon