توقيت القاهرة المحلي 00:55:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما في خوف .. ما في خوف" !

  مصر اليوم -

ما في خوف  ما في خوف

حسن البطل

"كوني متأكدة 100%" يقول مطلع دعاية لأحد أشهر المطهّرات؛ وتقول النتيجة في الإعلان ذاته: "يحمي بنسبة 99%"! في السياسة لا توجد نسبة نجاح 100%، ولا في الفشل؛ ولا في الحرب.. ولا في العقوبات الاقتصادية، والأم التي تحمي ولدها بالمطهّرات حتى من أبسط "خدش" تجهل أن "المناعة المكتسبة" هي الوقاية الأفضل، وأن الولد الوسخ (ديرتي بوي) يكتسب مناعة من الجراثيم، تفوق حماية الـ 99%. هناك بعض أمراض الطفولة، مثل "الجدري على الماء" سريع العدوى، وتلجأ الأمهات الحصيفات الى دفع أطفالهن وأولادهن لمخالطة المصابين، لاكتساب مناعة العمر ضد "جدري الماء" الذي يكون صعباً على كبر! صارت للشعب الفلسطيني مناعة نضالية وسياسية واقتصادية، بشكل خاص بعد إعلان مبادئ أوسلو، أو تضاؤل فرص التسوية والسلام. كيف؟ أذكر لما كنت في قبرص، أن مجموعة شبان في ساحة المنارة ـ رام الله، حاولت تقديم زهور القرنفل لجنود الاحتلال.. وقام هؤلاء بصدّ المحاولة، وخصوصاً شتل الوردة في فوهة البندقية.. ربما تقليداً لـ "ثورة القرنفل" في البرتغال آنذاك. كان أكثر الشعب متفائلاً بأوسلو، ونسبة أقل بكامب ديفيد 2000، وأقل منها في مفاوضات ما بعد أنابوليس.. فلما وصلنا المفاوضات الحالية، صار للشعب مناعة من الأحلام والأوهام، واحتمالات وفرص نجاح المفاوضات، رغم التشنيع عليها وعلى المفاوضين! للمرة كذا، تفرض إسرائيل "عقوبات" على السلطة والشعب، وأبرزها تجميد تحويل أموال مقاصّة الضرائب (وهي شهرياً مقدرة بـ 80 مليون دولار).. وأيضاً، تقليص "تسهيلات" ممنوحة لكبار رجالات السلطة، أو للتجار.. إلخ! هذه قرصنة. كانت أقسى العقوبات العسكرية هي اجتياح آذار ـ نيسان 2002، وأقساها اقتصادياً هو حجب أموال المقاصة لفترة شهور طويلة بعد فوز حركة "حماس" في انتخابات العام 2006. وكما يقال: "الضربة التي لا تقتل تقوّي" فإن السلطة اجتازت معظم آثار الاجتياح (حتى الآن تخترق قوات الاحتلال مدن ومناطق أ)، لكنها اجتازت بنجاح أكبر العقوبات الاقتصادية، وبأكبر منها تعززت المكانة السياسية للسلطة بقرار الجمعية العامة منح فلسطين عضوية دولة مراقبة. في تهيئة لما هو آت، حذّر رئيس السلطة المجلس الثوري لحركة "فتح" من أننا سنواجه في غضون شهرين أصعب وضع ممكن، ولاحقاً وقع أمام "القيادة الفلسطينية" على أوراق انضمام فلسطين لبعض المواثيق الدولية. فوجئت إسرائيل بجرأة التوقيع على الوثائق (انتفاضة سياسية!)، وقال بعض أركان الائتلاف الحكومي في إسرائيل إن العقاب يجب أن يكون جذرياً، وأشمل من عقوبات اقتصادية، حتى إلى "إلغاء أوسلو" وإلى "ضم مناطق".. وبالطبع، إلى إنهاء كل تفاوض مع الجانب الفلسطيني.. وأسخفها اتهام رئيس السلطة بممارسة الابتزاز و"الإرهاب السياسي"! كان هناك، في جانبنا، من دعا إلى "إلغاء أوسلو" ونبذ أسلوب المفاوضات، وادعى أن السلطة لا أكثر من "سلطة رواتب".. وبالطبع انتهاج خيار "الدولة الواحدة" لا خيار "الحل بدولتين". إسرائيل، قبل خطاب "بوووم .." الذي ألقاه كيري في مجلس الشيوخ، احتجّت على بداية "عقوبات" على إنتاج المستوطنات، وعلى بوادر مقاطعة أكاديمية منتقاة للجامعات الإسرائيلية، وبالذات بعد تحويل كلية مستوطنة أريئيل إلى "جامعة". هناك تعريف لـ "الذكاء" وهو "التكيّف" والفلسطينيون تكيّفوا إزاء العقوبات الاقتصادية. هناك تعريف للغباء وهو استخدام وتجريب ما هو مجرّب.. وفشل! وحدها فلسطين الطالعة ـ الصامدة تخوض صراعاً وطنياً، بينما معظم البلاد العربية تخوض صراعاً وحروباً ونزاعات أهلية وشقاقات طائفية وعرقية. عاودت إسرائيل أسلوبها القديم لترويض السلطة بعقوبات اقتصادية أشدّ من أي إجراءات غير حكومية في بعض الدول لتمييز منتوجات المستوطنات. .. وعاودت قمة الكويت العادية في آذار تقديم مظلة سياسية للمفاوضات الفلسطينية، وأما الاجتماع الوزاري العربي الطارئ في القاهرة هذا الشهر، فقد عاود التعهد بتقديم "شبكة حماية" مالية عربية بـ 100 مليون دولار شهرياً. لعلّ وعسى! "لا يخاف الموت.. ولا اليهود" أراني محمد بكري شريطاً له على "الهاتف الذكي" وفيه لقطة فنية له، ممدّداً على سرير مات عليه صديقه محمود درويش، في ذلك المستشفى في مدينة هيوستن، ومرتدياً زيّ العمليات، أيضاً. ـ ألا تخاف الموت؟ سألت. قال: لا أخاف الموت.. ولا اليهود.! في فيلم "جنين ـ جنين" رفض محمد بكري أي تعديل على شريط الفيلم. إنه "لا يخاف اليهود" لكن في شريط صغير عن "يرموك" برهن أنه يخاف شعبه. غيّر الرسم إلى "سواد" وعدّل هيئة العربي بلباسه العربي الذي سيشتري ابنته. بهيئة عادية، وحذف مشهد لهو الأولاد بقرون الموز في إيحاء جنسي. في عرض الشريط المنقّح، كما جرى لأول مرة أمام 40 شخصاً في سينماتيك القصبة، كان هناك من اعترض على التنقيح، وكان هناك من أيّد.. وكان هناك من عارض بوضوح الشريط جملةً وتفصيلاً. أنا كنت معترضاً، لأن ما يجري في سورية من مأساة، يفوق النكبة الفلسطينية، أقرب إلى "برمكة" ولا يجوز أن يميّز الفلسطينيون أنفسهم عن السوريين. المهم أن من لا يتنازل أمام إسرائيل، تنازل أمام الرأي العام الفلسطيني. لا يخاف الموت ولا اليهود، لكن يحسب حساباً لآراء شعبه. نحن لا نخاف إسرائيل! "الأيام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما في خوف  ما في خوف ما في خوف  ما في خوف



GMT 14:24 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 14:22 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 10:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 10:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 10:40 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 10:38 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 10:37 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 10:35 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

«ترمومتر» الوطنية!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:45 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025
  مصر اليوم - مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 14:08 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اختاري كوشات أفراح مبتكرة في موسم صيف 2018

GMT 01:35 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

عبد الله السعيد يفجر المشاكل بين كوبر وأبوريدة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon