توقيت القاهرة المحلي 00:55:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما هو "الخط الأحمر"؟

  مصر اليوم -

ما هو الخط الأحمر

حسن البطل

قلة من كتابات أصدقائي على "الفيسبوك" تروقني. رنا حاج - داوود واحدة منهم. لها أُسلوب، والكاتب هو الأسلوب - كما يقال - وللغة الكاتب اتساق منطق داخلي من غير توارد الأفكار. لها موهبة روائية. ما يجمعنا، في ظني، هو الإرث الثقافي والحياتي السوري. هي، كذلك، رسامة تشكيلية، رهافة ريشتها أقل قليلاً من رهافة يراعها. * * * "تجاوز الخط الأحمر" .. عبارة لطالما استفزتني كلما سمعت احدهم يلوّح بها مهدداً.. تثيرني حدّ القهقهة. دائماً كانت تشعرني بزيف قائلها وتلوّنه. هي مزاجية وازدواجية فحسب.. ما معنى "خط أحمر"؟ عبارة قصيرة جداً من كلمتين: من موصوف وصفته. الخط هو المسافة بين نقطتين. هو اتجاه سير ثابت لمجموعة من النقاط المكونة له، وله نوعان: مستقيم ومنحن. الخط المستقيم أيضاً له أنواع: عمودي .. أفقي .. مائل ومنكسر .. أما المنحني يتفرع إلى متموج .. لولبي وحلزوني. الأحمر لون ماجن .. قاتل .. عاشق ومثير .. علماء النفس يقولون عنه إنه لون الحب. علماء الطاقة يقولون إنه لون الانتماء. لون يحتاجه من يشعر بالوحدة .. وهناك من يراه لوناً يدل على العدوانية والكراهية. إذن، الخط الأحمر هو خط ضبابي الشكل ومتناقض المعنى. دولياً: أميركياً "الأمن القومي خط أحمر". مصرياً: "الجيش خط أحمر". لبنانياً: "الطائفية خط أحمر". فلسطينياً: "القدس والثوابت الوطنية خط أحمر". سورياً: "الشأن الداخلي خط أحمر". عربياً وحديثاً "الشعب خط أحمر". فردياً .. كل إنسان يضع لنفسه خطوطاً حمراء: الوطن .. العمل .. العائلة .. والمال. شخصياً: لا أتعامل مع الحياة بخطوط وألوان.. هي حدود يفرضها واقع ما. أثور إن تجاوز أحدهم خطاً لا لون له.. كأن تقبّلني امرأة أعرفها. قبلة نفاق .. وأضحك لعناق غريب لا أعرفه .. تعبيراً منه عن شكر وامتنان. الحقيقة التي تلمع بالأبيض .. أن سورية خط من نور سيمتص أحمرهم ويبعثره أشلاء .. لتنير العالم أطياف من قوس قزح. سورية ضياء لن يستطيع إطفاءه أحد. سورية هنا رمزية لكل الوطن الذي يحاولون وأده .. من المحيط الى الخليج. نحن شعب لا يموت أبداً. كنا حتماً .. ونكون دائماً .. وسنكون أبداً. * سبّب الخط الأحمر انتحار كلّ من مراقب دلامبير، ومراقب نيوتن بسبب سرعة تذبذبه .. "نكتة فيزيائية بايخة" .. مهضومة مو بإيدي. (رنا حاج داوود). * * * لي إضافة، غير فيزيائية وغير سياسية، لا أعرف لماذا عُرف الديك أحمر. لكن قرأت تفسيراً لماذا كان لبعض الديناصورات عرف مسنّن أحمر على ظهرها، يتلون باللون الأحمر قبل مناوشة صراع الموت. إنه علامة إنذار وتحذير، تنفع أو لا تنفع، كما لا ينفع او ينفع شعارنا "دمنا الأحمر .. خطنا الأحمر" الذي أطلقناه قبل اجتياح إسرائيل للبنان ١٩٨٢. "الأيام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما هو الخط الأحمر ما هو الخط الأحمر



GMT 14:24 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 14:22 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 10:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 10:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 10:40 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 10:38 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 10:37 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 10:35 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

«ترمومتر» الوطنية!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:45 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025
  مصر اليوم - مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 14:08 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اختاري كوشات أفراح مبتكرة في موسم صيف 2018

GMT 01:35 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

عبد الله السعيد يفجر المشاكل بين كوبر وأبوريدة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon